قوته تتجاوز الدول.. كيف تحول «ماسك» إلى «صاروخ جيوسياسي»؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
4

في العادة، تتجنب الشركات الكبرى والمليارديرات ورجال الأعمال التورط في الجدل السياسي، وإذا ارتبطوا بشكل أو بآخر بعوالم السياسية، فإنهم يفضلون فعل ذلك وراء الستار.

لكن رجل الأعمال الشهير، والملياردير الأمريكي إيلون ماسك مختلف، ففي الأسابيع الأخيرة، شدد على تأييده للمرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب وأجرى مقابلة معه على منصة “إكس” التي يملكها، وفق مقال الكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية، جدعون راشمان، المنشور بصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

في قلب الصراعات السياسية

علاوةً على ذلك، دخل ماسك في صراع حاد مرير مع المحكمة العليا في البرازيل التي حظرت “إكس” الأسبوع الماضي، حسب ما نقل المنشور بالصحيفة البريطانية، اليوم الاثنين 2 سبتمبر 2024.

كما زعم مؤخرًا أن الحرب الأهلية أمر لا مفر منه في بريطانيا، وردًا على اعتقال مؤسس تيليجرام، بافيل دوروف، في فرنسا، كتب: “وجهة نظر: في عام 2030 في أوروبا سيتم إعدامك إذا أُعجبتك بصورة ساخرة”.

صاروخ جيوسياسي

وفق المقال فإن امتلاك ماسك لـ “إكس” منحه منصة ضخمة لنشر آرائه، لكن التركيز على منصته الاجتماعية يخفف من مدى وسر مصدر قوته الجيوسياسية الحقيقية.

ولكن سيطرة ماسك على “سبيس إكس”، و”ستارلينك”، و”تسلا” هي التي منحته دورًا محوريًا في الحرب في أوكرانيا وفي التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين؛ وكذلك دورًا في الحرب في غزة.

وفي هذه الصراعات، يعد دور ماسك أكثر غموضًا من دوره في حروب الثقافة الغربية، وتدخلاته غير المتوقعة، جنبًا إلى جنب مع قوته التكنولوجية والمالية الهائلة، تجعله صاروخًا جيوسياسيًا “غير موجه” حيث يمكن لنزواته أن تعيد تشكيل مسار الأحداث الدولية، على حد وصف المقال.

دوره في حرب أوكرانيا

عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، في عام 2022، كان أحد أهدافها الأولى، قطع الوصول إلى الإنترنت لكن من خلال توفير الوصول إلى “ستارلينك”، خدمته للإنترنت عبر الأقمار الصناعية، حافظ ماسك على قدرة القوات المسلحة الأوكرانية على القتال في لحظة حرجة.

وفي وقت لاحق من الصراع، اختار ماسك تقييد وصول الأوكرانيين إلى “ستارلينك” للحد من أي جهد لمهاجمة القوات الروسية في القرم.

وتبريرًا لذلك، استشهد ماسك بخطر نشوب حرب عالمية ثالثة وقد جعله ذلك أقل شعبية في كييف، خاصةً مع دعمه لخطة سلام تتضمن بعض المطالب الروسية؛ ومع ذلك، لم تكن رؤيته لمخاطر حرب عالمية ثالثة مختلفة كثيرًا عن رؤية إدارة بايدن.

خلاف مع الحكومة الأمريكية

علاوةً على ذلك، اختلف ماسك مع الحكومة الأمريكية بشأن الصين؛ فقد افتُتح مصنع تسلا الضخم في شنغهاي في عام 2019، في خطوة يُنظر إليها في واشنطن على أنها نكسة كبيرة للهدف الأمريكي في البقاء في تقدم على الصين في تقنيات المستقبل.

وتعد الصين الآن المنتج الرائد في العالم للسيارات الكهربائية، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الشركات الصينية تعلمت من تسلا بل وسرقت منها في بعض الأحيان، وفق المقال.

وفي غضون ذلك، تحاول إدارة بايدن إقناع الشركات التكنولوجية الأمريكية الرائدة بالابتعاد عن الصين.

ماسك والصين

كانت الإدارة الأمريكية مُشجعة عندما قام ماسك بجدولة زيارة إلى الهند في وقت سابق من هذا العام، مع نية افتتاح مصنع لتسلا هناك، لكن في اللحظة الأخيرة، ألغى ماسك رحلته وظهر في بكين بدلاً من ذلك.

وفي بكين أعلن ماسك، تعزيز علاقة تسلا مع الصين، فيما يُنتج مصنع شنغهاي أكثر من نصف سيارات تسلا المصنعة عالميًّا.

ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن دفاع ماسك عن حرية التعبير واستعداده لإهانة قادة العالم لا يمتد إلى الصين؛ فـ”إكس” محظورة في الصين، لكن ماسك يحترم الزعيم الصيني شي جين بينج، كما يشير المقال.

ماسك والحرب في غزة

كما أدرك بعض الأجانب مدى قوة ماسك، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل.

وقد اتُهم ماسك بالترويج لنظريات المؤامرة المعادية للسامية على “إكس”، غير أن ما أثار قلق الحكومة الإسرائيلية حقًا هو اقتراحه توفير “ستارلينك” لمنظمات الإغاثة في غزة، وهو ما زعمت إسرائيل أنه سيساعد حماس.

وبعد زيارة لإسرائيل العام الماضي، وافق ماسك على أنه سيشغل “ستارلينك” في غزة فقط بموافقة إسرائيل.

قدرات هائلة

تشعر إدارة بايدن بالقلق من العديد من أنشطة ماسك، لكن شركاته تتمتع بقدرات تكنولوجية حتى الحكومة الأمريكية تفتقر إليها.

وللحفاظ على الاتصال في أوكرانيا، عندما تردد ماسك، اضطرت وزارة الدفاع الأمريكية للتعاقد مع “ستارلينك”. وحينما تريد وكالة ناسا نقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، فإن “سبيس إكس” هي التي تقوم بذلك.

وحسب المقال، فإذا كان ماسك غالبًا ما يتحدث ويتصرف وكأنه أقوى من أي حكومة، فقد يكون ذلك لأنه، في بعض النواحي، صحيح. لكن الحكومات لا تزال تحتفظ بسلطة رئيسية واحدة لا يزال ماسك يفتقر إليها: القدرة على سن القوانين وتنفيذها.

البرازيل وإكس

كان الصدام بين البرازيل و”إكس” واعتقال دوروف في فرنسا إشارتان على أن عصر الإفلات من العقاب على وسائل التواصل الاجتماعي يقترب من نهايته في العالم الديمقراطي.

ومن المرجح أن تُنظم شركات التواصل الاجتماعي كما تُنظم شركات الإعلام التقليدية، وهذا له تداعيات مكلفة، ففي العام الماضي، اضطرت “فوكس نيوز” لدفع 787.5 مليون دولار لشركة “دومينيون للتصويت” لتسوية دعاوى التشهير، التي نشأت من تقارير فوكس عن نظريات المؤامرة حول الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

كما أن “إكس” مليئة بنظريات المؤامرة وبعضها يروج لها ماسك نفسه، وعلى الرغم من ثروته الهائلة وعبقريته التي لا جدال فيها كمهندس ورائد أعمال، سيظل ماسك خاضعًا لقوانين الدول التي يعمل فيها.

مصدر قوة ماسك

قد يكون هذا الإدراك الناشئ هو السبب وراء تزايد غضب ماسك ضد البرازيل، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وولاية كاليفورنيا، وأي شخص آخر يجرؤ على الوقوف في طريقه

وختامًا يشير المقال إلى أن “إكس” ليس مصدر قوة ماسك، لكنها قد تكون المكان الذي تُكبح فيه قوته لتقف عند حدّها.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق