رسوم ترامب الجمركية تدفع أسعار "آيفون" الجديد إلى ارتفاعات مذهلة

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية  أن سعر آيفون الجديد، وبالأخص طراز "آيفون 16 برو" بسعة 256 جيجابايت، قد يشهد ارتفاعًا مذهلًا نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت مسمى "يوم التحرير"، ووسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أصبحت أسعار المنتجات التقنية، وعلى رأسها هواتف آبل، محط اهتمام واسع من المستهلكين والمحللين. 

في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيف ستؤثر هذه السياسة على تكلفة إنتاج آيفون وسعره في السوق، مع الاستناد إلى تحليلات الخبراء والأرقام المذكورة في التقرير، إلى جانب السياق الاقتصادي العام.

خلفية رسوم ترامب الجمركية
أوضحت "دايلي ميل" أن الرئيس ترامب أعلن عن خطة لفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية بهدف تعزيز التصنيع المحلي في الولايات المتحدة. تبدأ هذه الرسوم بمعدل أساسي 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة اعتبارًا من يوم السبت، مع رسوم إضافية "متبادلة" تصل إلى 54% على دول مثل الصين، التي تُعد المركز الرئيسي لتصنيع هواتف آيفون. الهدف، وفقًا للبيت الأبيض، هو تحقيق توازن في العجز التجاري و"جعل أمريكا ثرية مجددًا" بحلول 9 أبريل. لكن هذه السياسة أثارت رد فعل سريع من الصين، حيث أعلن الرئيس شي جين بينغ عن فرض رسوم مقابلة بنسبة 34% على الواردات الأمريكية اعتبارًا من 10 أبريل 2025، مما يزيد من تعقيد الوضع.

تأثير الرسوم على تكلفة إنتاج آيفون
نقلت "دايلي ميل" عن واين لام، المحلل في "TechInsights"، أن تكلفة إنتاج "آيفون 16 برو" بسعة 256 جيجابايت سترتفع من 580 دولارًا إلى 850 دولارًا بسبب الرسوم الجمركية البالغة 54% على المنتجات المستوردة من الصين. يعود ذلك إلى أن آبل تعتمد بشكل كبير على مصانعها في الصين لتجميع أجهزتها، حيث تبلغ تكلفة التجميع حاليًا حوالي 30 دولارًا لكل جهاز. لكن إذا نُقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة، فإن هذه التكلفة قد ترتفع عشرة أضعاف، وفقًا للام.

من جهته، توقع دان إيفز من "Wedbush Securities" أن تقوم آبل بتمرير هذه التكاليف الإضافية إلى المستهلكين، مما سيرفع سعر "آيفون 16 برو" من 1100 دولار إلى 3500 دولار. هذا الارتفاع الهائل، الذي يتجاوز 200%، يثير مخاوف بشأن تأثيره على الطلب في الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا.

هل يمكن نقل الإنتاج إلى أمريكا؟
يرى ترامب أن الرسوم ستشجع الشركات على التصنيع داخل الولايات المتحدة، لكن الخبراء يرون أن هذا غير عملي بالنسبة لآبل. نقلت الصحيفة عن بارتون كروكيت من "Rosenblatt Securities" وصفه لنقل إنتاج آيفون إلى أمريكا بأنه "مهمة ضخمة وشاقة". حتى لو حاولت آبل ذلك، فإنها ستحتاج إلى استيراد المواد الخام من آسيا، مما يعني أن التكاليف لن تنخفض بشكل كبير. وأضاف كروكيت أنه "ليس من الواضح ما إذا كان بإمكانك تصنيع هاتف ذكي بأسعار تنافسية هنا"، مشيرًا إلى ارتفاع تكاليف العمالة والبنية التحتية في الولايات المتحدة. رفضت آبل التعليق على هذه التوقعات عندما استُفسرت من قبل "وول ستريت جورنال".

رد فعل الصين وتداعياته
أشارت "دايلي ميل" إلى أن الصين ردت على رسوم ترامب بفرض رسوم بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، وهي خطوة وصفها كريج سينجلتون من "Foundation for Defense of Democracies" بأنها "تصعيد واضح ولكن ليس حربًا تجارية كاملة". هذه الرسوم ستؤثر على آبل، التي تعتمد على السوق الصينية لجزء كبير من مبيعاتها. قد يدفع هذا التوتر آبل إلى استكشاف خيارات مثل نقل الإنتاج إلى دول أخرى كالهند أو فيتنام، لكن هذا يتطلب استثمارات ضخمة ووقتًا طويلًا.

تأثير السعر على المستهلكين
إذا تحقق توقع إيفز ووصل سعر "آيفون 16 برو" إلى مستويات غير مسبوقة، فسيواجه المستهلكون ضغطًا كبيرًا، خاصة في الأسواق التي تُعد فيها هواتف آيفون رمزًا للرفاهية. قد يؤدي ذلك إلى تراجع الطلب، مما يضع آبل أمام خيارين: إما تحمل جزء من التكاليف للحفاظ على حصتها في السوق، أو المخاطرة بفقدان العملاء لصالح منافسين مثل سامسونج وهواوي، الذين قد يقدمون بدائل أرخص. مع ذلك، قد يبقى الولاء لعلامة آبل دافعًا لبعض المستهلكين لدفع هذه الأسعار المرتفعة.

في ضوء ما نشرته "دايلي ميل"، يبدو أن سعر آيفون الجديد سيشهد ارتفاعًا غير مسبوق نتيجة رسوم ترامب الجمركية، ويبدو أن الارتفاع يعكس التحديات التي تواجهها آبل في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي قد تغير قواعد اللعبة في سوق الهواتف الذكية. بينما يسعى ترامب لتعزيز التصنيع المحلي، تبقى التساؤلات حول جدوى هذه السياسة وتأثيرها طويل الأمد على الشركات والمستهلكين على حد سواء. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق