الشعانين , يعد واحدًا من أهم المناسبات الدينية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يحتفل به الأقباط في ختام الصوم الكبير وبداية أسبوع الآلام. يحمل هذا اليوم أبعادًا روحية عميقة ويستحضر حدثًا هامًا في حياة السيد المسيح، وهو دخوله إلى أورشليم، حين استُقبل من الشعب بهتافات فرح وابتهاج، وهم يحملون أغصان الزيتون وسعف النخيل.
لكن ماذا تعني كلمة “شعا نين”؟ وما هي رمزية هذا اليوم في العقيدة المسيحية؟ وكيف يحتفل به الأقباط؟ لنلقِ نظرة أقرب على هذه المناسبة المقدسة.
أصل التسمية: ” الشعانين” تعني “خلصنا يا رب”
الكلمة تعود إلى الأصل العبري “هوشعنا” أو “أوشعنا”، والتي تعني “يا رب خلص”. هذه الكلمة كانت الصرخة التي رددها الشعب عندما دخل السيد المسيح أورشليم على جحش، في إشارة واضحة إلى استقبال ملك السلام والمخلص. تحوّل هذا الهتاف مع مرور الزمن إلى اسم يُطلق على الأحد الذي يسبق أسبوع الآلام، ليصبح “أحد الشعانين”، حيث يحتفل المسيحيون بذكرى هذا الحدث العظيم الذي سبق آلام الصليب.
طقوس واحتفالات الأقباط في أحد الشعانين
في يوم الأحد 13 أبريل ، سيحتفل الأقباط بإقامة القداسات الإلهية التي تتخللها قراءات وأناشيد خاصة، تعكس فرحة الدخول الانتصاري للسيد المسيح. يبدأ الاحتفال عادة بتطواف داخل الكنيسة يحمل فيه الأطفال والكبار سعف النخيل وأغصان الزيتون، وهو تعبير رمزي عن ترحيب الشعب بالمسيح.
ويُردد المصلون ترنيمة “أوصنا في الأعالي” التي تعني “خلصنا يا ابن داود”، وهي نفس الهتافات التي رددها أهل أورشليم في استقبال المسيح. وتُصنع الصلبان من السعف، وتوزع على المصلين، حيث تُعتبر رمزًا للانتصار الروحي والتجديد.
الرموز الروحية العميقة ليوم الزعف
يحمل هذا اليوم العديد من الرموز التي تعكس معانٍ لاهوتية وروحية كبيرة، أبرزها:
سعف النخيل: يرمز إلى النصر والفرح الروحي، ويعبر عن أن المسيح جاء ليُتمم الخلاص، لا كملك أرضي، بل كمخلص للبشرية.
أغصان الزيتون: تشير إلى السلام والمصالحة بين الله والإنسان، وهي علامة على بداية العهد الجديد.
الملابس البيضاء التي يرتديها الأطفال والمصلون: رمز للنقاء والتجديد الروحي مع قرب نهاية الصوم الكبير.
تسميات أخرى
رغم شيوع الإسم إلا أن لهذا اليوم أسماء أخرى تُستخدم في الطقس الكنسي، منها:
أحد الأغصان: إشارة مباشرة إلى استخدام أغصان النخيل والزيتون في الاحتفال.
أحد المستحقين: ويُقصد به أن السيد المسيح استُقبل كملك مستحق للتكريم.
0 تعليق