مع استمرار “موسم التطريد” موازاة مع الأسابيع الأولى من فصل الربيع طمأن مهنيون في مجال تربية النحل بالمغرب بأن وضعية القطاع “تبقى إيجابية على العموم، ولاسيما أنها استفادت من التساقطات المطرية الأخيرة التي همت ربوع المملكة وأثرت بشكل جيد على الغطاء النباتي”.
وأكد بعض هؤلاء أن “هذه التساقطات تبدّد مخاوفَ كانت مطروحةً في وقت سابق بخصوص وضعية هذا القطاع الحيوي، وتحديدا بفعل توالي سنوات الجفاف”، موضحين أن “السياق الحالي عامل محفّز للمهنيين على مواصلة الإنتاج”.
ويأتي ذلك بعدما راجت مؤخرا أنباء، منها التي جرى تداولها بشكل مؤسساتي داخل البرلمان، تفيد بـ”وجود خطر تراجع أعداد النحل بالمغرب وتهديده إنتاج العسل”، ولاسيما بعد الضجة التي عرفها هذا القطاع بفعل رغبة الحكومة في تخفيض الرسوم المطبقة على العسل المستورد من الخارج، قبل أن تتراجع عن ذلك.
وقال الحسن بنبل، رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، إن “الوضعية الحالية تبدّد أي شكوك أو أي معطيات غير يقينية حول حالة القطاع”، وزاد: “دعونا نقول إن الأمور إيجابية إلى حدود الساعة، خاصة إذا استحضرنا معطى التساقطات المطرية الأخيرة التي همّت مختلف مناطق المملكة”.
وأكد بنبل، في تصريح لهسبريس، أن “مهنيي تربية النحل منكبّون خلال الفترة الحالية على بدء عملية التطريد، التي تروم الرفع من حجم النحل وعدد الخلايا التي يتوفرون عليها في هذا الجانب”، متابعا: “أما بالنسبة لموسم الإنتاج فإن الوضعية لا تدع مجالا للتشاؤم، خصوصا في ما يتعلق بتوقعات الأشهر المقبلة”.
وأردف المتحدث ذاته: “كنا متخوّفين بعض الشيء من المسائل المتعلقة بعملية محاربة الجراد، ولاسيما أنها تعرف استخدام مبيدات جد قوية؛ لكن السلطات تواصلت معنا في هذا الجانب، وتلقّينا تطمينات من جانبها تفيد بكون المساحة المعنية بها جد محدودة”، موضحا في السياق نفسه أن “المهنيين يدعمون طرح قضاياهم بشكل مؤسساتي”.
كما تمسّك المهني نفسه بـ”كون التساقطات المطرية الأخيرة جد مهمة بالنسبة للمهنيين وباعثة على التفاؤل بموسم جيد، رغم أننا لم نبدأ مسلسل الإنتاج بعد، وهو الذي سيلي مرحلة التطريد وتكاثر النحل”.
المعطيات نفسها تقريبا أوردها رياض أوحتيتا، خبير ومستشار في الشأن الفلاحي، إذ أكد أن “الوضعية المناخية في الوقت الراهن جد مناسبة، ومن المرتقب أن تكون إيجابية هذه السنة أفضل من السنوات الماضية التي كانت مطبوعة بتداعيات الجفاف وتراجع الغطاء النباتي بعدد من المناطق”.
واعتبر أوحتيتا، في تصريح لهسبريس، أن “من المسائل التي يمكنها أن تلعب دورا في تعزيز أسراب النحل بالمغرب استيراد الملكات، لما لها من دور في هذا الجانب، عوضا عن المرور نحو استيراد المنتج النهائي من الخارج”، مبرزا أن “السياق الحالي يحفز المهنيين على الأداء، وهو ما تظهر معه أولوية الاستخدام المعقلن للمبيدات”.
0 تعليق