عشرات الآلاف يتظاهرون ضد العدوان الإسرائيلي في مسيرة شعبية بالرباط

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

من باب الأحد حتى قبالة مقر البرلمان المغربي، صدحت أصوات عشرات الآلاف من المغاربة تحت الأمطار، الأحد، في مسيرة حاشدة، بالتأكيد على دعمهم الثابت غير المشروط لسكان قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان الذي يطالهم من الآلة الحربية الإسرائيلية، مُوجهين “التحية مجددا إلى هؤلاء الذين صمدوا لأزيد من سنة ونصف السنة، أمام كل أشكال إشاعة الموت، قصفا وقتلا وتجويعا”.

وبدت مقاطعة جماعة العدل والإحسان للشكل الاحتجاجي الذي نادت به مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين واضحة، منذ اللحظات الأولى لانطلاق المسيرة التضامنية؛ فقد خلت من القيادات والأعضاء البارزين للجماعة، الذين دأبوا على المشاركة في كافة التعابير التضامنية المماثلة التي جسدت في المغرب منذ السابع من أكتوبر.

ويأتي هذه المقاطعة بعد أن عبرت سكرتارية الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع بطنجة، المحسوبة على التنظيم الإسلامي المذكور، عن استنكارها لنداء سابق وجهته المبادرة المغربية للدعم والنصرة، المكونة من نشطاء العدالة والتنمية بالأساس، إلى المشاركة في مسيرة دعت لها السكرتارية، أواخر مارس الماضي، معتبرة أنه “صادر عن “هيئة وجهة مسؤولة عن توقيع التطبيع”.

وبالرغم من غياب مكون ‘العدل والإحسان’، فإن المسيرة ذاتها شهدت حضور قيادات من حقول سياسية وإيديولوجية مختلفة، كانوا في طليعة المغاربة الذين حجوا، رجالا ونساء وأطفالا من كل المدن المغربية، لإدانة الإبادة في غزة؛ رافعين شعارات قوية، أكدت أنهم يوجهون إلى “غزة تحية مقاومة تحية”، و”شارة الأصفار لإسرائيل ها هي”؛ مع لفت الانتباه إلى أنه “حتى يسقط التطبيع مسيرات قوية قوية”.

وتخللت الشكل الاحتجاجي الحاشد مشاهد تعبيرية مختلفة حاكت الجرائم ضد شعب غزة، جسدها بالأساس شبان وأطفال؛ فيما تم مهره بحرق علمين إسرائيليين.

دعم ضد “العربدة”

محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ذكر أن “الشعب المغربي يجوب مجددا الشوارع ليعبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني”، موضحا أن “هذه المسيرة تجمع كافة مكوناته السياسية والتعبيرية المختلفة، رفضا لسياسة التهجير والجرائم الصهيونية البشعة في حق الفلسطينيين”.

وأكد بنعبد الله، متحدثا لهسبريس على هامش الوقفة، أن “السعي إلى إبادة الشعب الفلسطيني وإقبار قضيته بتواطؤ دولي تتزعمه عدد من الدول العظمى يؤكد المغاربة رفضهم له من خلال هذا الشكل الاحتجاجي”، موضحا أن “الشعب المغربي مستمر في دعم نضال شقيقه الفلسطيني، رفضا لهذه الحرب التي تقيمها الصهيونية ضده، وما تحيكه من مؤامرات”. وأوجز: “الفلسطينيون سيبقون مقاومين، والمغاربة سيبقون مكافحين”.

مصطفى الخلفي، القيادي في حزب العدالة والتنمية وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأسبق، قال إنه “أمام هول عمليات الإبادة وسياسات سفك الدم الجارية في غزة والضفة الغربية، وكذا العدوان على كل من لبنان وسوريا الذي يعكس حالة العربدة الإسرائيلية على مستوى المنطقة ككل، يبقى التظاهر أقل ما يمكن للشعب المغربي أن يقوم به”.

أشار الخلفي، متحدثا لهسبريس على هامش الوقفة، أن “المغاربة يخرجون اليوم نصرة للشعب الفلسطيني، ودفاعا عن حقه في الدولة الفلسطينية، فضلا عن دعم صموده إزاء الحرب الصهيونية الجارية”، مشددا على أن “دعم المقاومة الفلسطينية مستمر حتى التحرير”.

صرخة ومساءلة

وبالنسبة لعبد القادر العلمي، عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل من أجل فلسطين، فإن “هذه المسيرة هي صرخة شعبية مغربية تستنكر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في غزة”.

وأبرز العلمي، متحدثا لهسبريس على هامش الوقفة، أن “المغاربة يعودون اليوم من جديد إلى الشارع، ليترجموا مواقفهم الثابتة الداعمة للمقاومة الفلسطينية التي هي حق مشروع لشعب فلسطين مسلوب الأرض والمعرض لكل صنوف التقتيل والإبادة الجماعية”.

قال عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل من أجل فلسطين إن هذه الوقفة “تسائل العالم أين هو ضمير الإنسانية؟ وأين هي المؤسسات الدولية التي من المفروض أن توقف هذه الحرب اللاإنسانية؛ أساسا الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟”.

وأردف المتحدث عينه أن “هذا الشكل الاحتجاجي يسائل الأنظمة العربية عن طبيعة الدعم المقدم لغزة ودواعي الصمت على ما يجري في القطاع”.

من جانبه، صرحت خديجة الصبار، عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بأن “هذه المسيرة استفتاء بالنسبة للمسؤولين أن الشعب المغربي يريد إيقاف المجازر التي يتعرض لها سكان قطاع غزة على مرأى من العالم المتخاذل، وأنه يرغب في إيقاف التطبيع”، منادية: “كفى قتلا وإحراقا وتجويعا”.

وأفادت الصبار، متحدثة لهسبريس على هامش الوقفة، بأنه “من غير المعقول بأية حال أن يظل العالم يتفرج على شابات وشبان يحرقون وتقصف خيامهم”، مشددة على أن “هذه المسيرات لن تتوقف حتى تتوقف آلة التقتيل عن الإجرام الصهيوني المنافي للمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان”.

وقرأت المتحدثة سالفة الذكر في “هذه المشاركة المكثفة للشعب المغربي في المسيرة الجارية ترجمة ليأس المغاربة من موقف العالم المتستر على الجرائم والمستهتر بدماء الفلسطينيين”.

رسائل مرفوعة

أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، قال إن “مسيرة اليوم تبعث رسائل عديدة؛ في مقدمتها تحية الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة على هذا الصمود الأسطوري المعجز الذي يواجهون به المحتل الصهيوني المتغطرس”؛ فيما “فحوى الرسالة الثانية أن المغاربة كانوا وسيظلون دائما مع القضية الفلسطينية التي يعتبرونها ملف مركزي، يخرجون لنصرتها ودعمها بلا شروط”.

أما بخصوص الرسالة الثالثة، فحصرها الرمال، متحدثا لهسبريس على هامش الوقفة عينها، “في القول لهؤلاء المطبعين والمتصهينين بأنه لا مكان لهم في هذا البلد، وأن هؤلاء المغاربة كانوا وسيظلون ضد الصهاينة”، بتعبيره.

وختم رئيس حركة التوحيد والإصلاح بأن “رابعة الرسائل تقول لدولتنا بأنه لا يمكن أن نستمر في التطبيع”.

" frameborder="0">

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق