صادرات البنزين الأوروبية ترجح كفة غرب أفريقيا.. ما علاقة ترمب؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انضمّت صادرات البنزين الأوروبية إلى ضحايا قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب؛ إذ تَسبَّب فرض الرسوم الجمركية في إدخال تغييرات على خريطة البيع والشراء وكمياتهما.

ويبدو الأمر غريبًا بعض الشيء؛ إذ يبدو للوهلة الأولى أن القارة العجوز تخلّت عن وجهتها الأميركية المعتادة للصادرات، مقابل زيادة الأحجام إلى غرب أفريقيا.

وحسب خطط تشغيل مصافي التكرير الأفريقية المتاحة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبدو أن إنتاج مصفاة دانغوتي النيجيرية -رغم دخولها الخدمة منذ أشهر- لم يُلبِّ الطلب النيجيري على الوقود؛ ما زاد من جاذبية واردات البنزين من أوروبا.

ويخشى المورّدون الأوروبيون تراجع الأرباح والمكاسب إذا استمرت الصادرات إلى أميركا بكمياتها المعتادة، بعد احتساب قيمة الرسوم الجمركية التي فرضها "ترمب" مؤخرًا.

صادرات البنزين الأوروبية

تباينت أحجام صادرات البنزين الأوروبية إلى كل من الساحل الشرقي الأميركي وغرب أفريقيا، حتى 27 أبريل/نيسان الجاري.

ولا يعني ذلك أن موردي أوروبا ألغوا شحناتهم تمامًا إلى المشترين الأميركيين، لكن الصادرات تسجّل ثباتًا مقابل زيادة لافتة للنظر إلى أفريقيا.

وقد يتسلّم المشترون في غرب أفريقيا ما يصل إلى 4 ملايين طن متري من البنزين حتى التاريخ المذكور، في مستوى غير مسبوق منذ مدة تزيد على عامَيْن، حسب ما كشفته بيانات لتتبع السفن رصدتها إس بي غلوبال.

محطة وقود تابعة لشركة توتال إنرجي الفرنسية
محطة وقود تابعة لشركة توتال إنرجي الفرنسية - الصورة من بلومبرغ

وخلال المدة ذاتها، يصل إلى الساحل الشرقي الأميركي 1.6 مليون طن متري من صادرات البنزين الأوروبية.

وبالنظر إلى حجم الصادرات الأوروبية المتوقّعة إلى أميركا، فإنها تقارب المستويات الموسمية المعتادة لمثل هذه المدة.

وتأثر التحول "غير الموسمي" في صادرات البنزين الأوروبية إلى أميركا وأفريقيا بعوامل عدة، من بينها:

  • المخاطر الناجمة عن رسوم ترمب الجمركية.
  • استفادة التجار الأوروبيين من تطبيق نظام "المراجحة"، ورصد فارق سعر ومكاسب بيع البنزين في كل من السوقَيْن الأميركية والنيجيرية.

متغيرات في السوق الأميركية والأفريقية

ظهرت متغيرات في السوق الأميركية والأفريقية أسهمت في تحول مسار مزيد من الشحنات باتجاه القارة السمراء، نذكر منها:

1) في أميركا:

- يزداد الطلب الأميركي على البنزين الأوروبي عادة خلال فصل الصيف، مع انتعاش موسم القيادة والرحلات، لكن قرارات ترمب بشأن الرسوم الجمركية أثرت سلبًا في الطلب، ما عزّز حالة عدم اليقين في مستقبل مخاطر الركود.

- أبدى التجار مخاوفهم من تسبّب الرسوم الجمركية في زيادة رسوم المواني والشحن بأنواعه، خاصة بالنظر إلى المقترح الأميركي بفرض رسوم إضافية في المواني على الناقلات التابعة لشركات صينية، أو على الشركات التي يتضمّن أسطولها عدد سفن صينية كبيرًا.

- نمَت التوقعات بارتقاع أسعار الشحن نتيجة رسوم ترمب الجمركية وفي المواني؛ وأدى ذلك إلى عزوف التجار عن السوق الأميركية المتقلبة.

- الفارق السعري للبنزين بين المؤشرَيْن الأميركي والأوروبي، الذي سجل 16.35 دولارًا/طن في 14 أبريل/نيسان الجاري.

شحنة نفط جزائرية من خام مزيج الصحراء الجزائري
صهاريج تخزين للخام تابعة لمصفاة دانغوتي - الصورة من NEN

2) في أفريقيا:

أسفرت عملية المراجحة التي عقدها التجار الأوروبيون للمفاضلة بين السوقَيْن الأميركية والغرب أفريقية -وفق المعطيات السابق ذكرها- عن تفضيل القارة السمراء.

ويعود ذلك إلى:

- الطلب النيجيري القوي على البنزين الأوروبي، إذ يبدو أن تشغيل مصفاة دانغوتي (أكبر مصافي النفط الأفريقية) لم يكن كافٍ لتلبية الطلب المحلي على الوقود، واستمرت الواردات.

- تكتسب رحلات الشحن إلى غرب أفريقيا أفضلية، خاصة أنها تتجنّب الصدام مع الجانب الأميركي بشأن السفن الصينية.

- يزداد الطلب على الرحلات لغرب أفريقيا بعد تقييم أسعار ناقلات النفط والمشتقات المكررة بعلاوة 5.10 دولارًا/طن على طريق "بريطانيا- غرب أفريقيا"، مقارنة بطريق "بريطانيا- الساحل الشرقي الأميركي".

- ساعد انخفاض أسعار الشحن، على أساس سنوي، في ترجيح التجار الأوروبيين لوجهة غرب أفريقيا، إذ بلغت الأسعار حاليًا نحو 24.57 دولارًا/طن مقارنة بـ34.40 دولارًا/طن، خلال المدة ذاتها العام الماضي.

- أسهمت سياسة التسعير في مصفاة دانغوتي النيجيرية في جذب المزيد من إمدادات البنزين الأوروبية، إذ أبقت المصفاة على أسعار البيع المحلية دون تخفيض رغم تراجع الأسعار العالمية تأثرًا بانخفاض سعر الخام، ما يوفّر للتجار هامش ربح أعلى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق