فرنسيس , مع إعلان وفاة البابا إثر جلطة دماغية، بدأت مراسم الوداع الرسمية التي يُنظمها الفاتيكان وفق تقاليد تعود لقرون. وقد أثارت الصور الأولى لجثمان البابا في كنيسة القديسة مارتا تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر مرتديًا الرداء الأحمر، والتاج الأسقفي الأبيض، ممسكًا مسبحة الصلاة، ومحاطًا بعنصريْن من الحرس السويسري.
صلاة المسبحة الوردية في يد البابا فرنسيس : وفاء روحي في رحيل زعيم كنسي
منذ لحظة الإعلان عن وفاته، احتشد الآلاف في ساحة القديس بطرس مساء الإثنين للمشاركة في صلاة المسبحة الوردية، التي أقيمت تكريمًا للبابا الراحل. وكان لهذه الصلاة وقعٌ خاص في نفوس الكاثوليك، إذ أنها كانت جزءًا أساسيًا من حياة البابا الروحية، وكان يدعو دومًا إلى ترديدها يوميًا تكريمًا للعذراء مريم.
وخلال فترة مرضه في مارس الماضي، أُقيمت صلاة مسبحة جماعية في قاعة بولس السادس بمشاركة مسؤولي الكوريا الرومانية، تعبيرًا عن التضامن والدعاء له. وأتاح الفاتيكان للمؤمنين حول العالم الانضمام لهذه الصلاة عبر البث المباشر، في مشهد جسّد قوة التقاليد الروحية في الكنيسة الكاثوليكية.
خاتم البابا فرنسيس: رمز سلطة وتواضع
من أبرز الرموز التي لفتت الانتباه في صور الجثمان خاتم الصياد، أو ما يعرف بـ الذي يحمله كل بابا منذ القرن الثالث عشر . هذا الخاتم يُعتبر ختمًا رسميًا يُستخدم تقليديًا لتوثيق المراسلات البابوية، وقد قُبّل آلاف المرات من قبل المؤمنين خلال حبريته التي استمرت 12 عامًا.
لكن، ومع وفاة البابا، تستعد الكنيسة لتطبيق أحد أقدم الطقوس الفاتيكانية: تشويه الخاتم بواسطة مطرقة أو إزميل، وهو إجراء رمزي يهدف لمنع أي استخدام له بعد وفاته. ويتوقع أن يُشرف الكاردينال كيفن جوزيف فاريل، المعروف بلقب “الكاميرلينغو”، على هذه العملية قبل انطلاق مجمع الكرادلة لاختيار البابا الجديد.
اللافت أن البابا لم يرتدِ الخاتم بشكل يومي كما فعل بعض أسلافه، بل اختار خاتمًا بسيطًا من الفضة في حياته اليومية، يعكس نهجه المتواضع والمتقشف، وهو نفسه الذي استخدمه حين كان كاردينالًا. وقد تبيّن لاحقًا أن خاتمه البابوي مصنوع من مادة معاد تدويرها تعود لسكرتير البابا بولس السادس، في بادرة رمزية تعبّر عن ارتباطه بجذوره وروح الإصلاح.
حب دائم رغم الوداع
رغم رحيله الجسدي، عبّر المؤمنون من مختلف أنحاء العالم عن محبتهم للبابا من خلال الرسائل، والصلوات، والمشاركة الواسعة في مراسم الوداع. وسيُنقل الجثمان اليوم إلى كاتدرائية القديس بطرس، حيث يُتوقع أن يُلقي عليه الملايين نظرة الوداع الأخيرة.
وفي كلماته الأخيرة عن الإيمان، أوصى بالحب، والسلام، والرحمة، وهي المبادئ التي طبعت حبريته وأسلوبه البابوي المختلف، والذي ترك بصمة لا تُنسى في سجل الكنيسة الكاثوليكية الحديث.
0 تعليق