في ثالث أيام الدورة السابعة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، جمعت “شراكة استراتيجية” بين مجموعة “بيوفارما”، المختصة في الإنتاجات البيولوجية والصيدلية البيطرية بالمغرب، والفدرالية المغربية لمُربّي أبقار سلالة أولماس-زعير (جهة الرباط-سلا-القنيطرة)، بهدف واضح: “تطوير هذه السلالة المغربية” وتحسين الصحة البيطرية في سلسلة اللحوم الحمراء.
تتأطّر هذه الاتفاقية التي حضر مراسم توقيعها زوال اليوم الأربعاء أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ضمن “التزام بيوفارما الراسخ بدعم سلاسل الإنتاج الحيواني والمحافظة على الثروة الجينية الوطنية”، وذلك بهدف “تعزيز استدامة هذه السلالة المحلية والحفاظ على صحتها الحيوانية”. وكانت الفدرالية المهني لمربي أبقار هذه السلالة ممثلة برئيسها محمد شرورو.
وفقا لمعطيات استقتها هسبريس على هامش التوقيع بفضاء الندوات ضمن معرض “سيام 2025″، فإن هذه الاتفاقية تستهدف “وضع إطار مؤسساتي ومنظَّم للتعاون التقني والعلمي بين الطرفيْن الموقّعين، من خلال مواكبة مربين للأبقار في تنفيذ برامج وقائية موجَّهة تسعى إلى تعزيز مناعة القطيع والحفاظ على سلالة أولماس-زعير المعروفة بقدرتها العالية على التكيّف مع الظروف المناخية والبيئية المحلية، وجودتها الإنتاجية في اللحوم الحمراء والحليب”، فضلا عن “ارتباطها الوثيق بالموروث الثقافي واللامادي المغربي”.
وعلّق فريد عمراوي، رئيس مجلس الإدارة الجماعية لشركة الإنتاجات البيولوجية والصيدلية البيطرية (بيوفارما)، التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بأن هذا التعاون “مهمّ جداً”؛ إذ “سيُسهم في تحسين مؤشرات الصحة الحيوانية، والرفع من مردودية الضيعات الفلاحية المتخصصة في هذه السلالة بمناطقها الأصلية”.
وقال عمراوي، في تصريح لهسبريس، إن هذه “الاتفاقية تجسيدٌ لتشجيع متواصل من بيوفارما لجهود جميع المربين والفيدراليات المتخصصة في الإنتاج الحيواني بالمغرب”، مبرزا أن الغاية منها “تطويرُ هذه السلالة بمنطقة أولماس-زعير والحفاظ عليها”، مؤكدا في السياق ذاته أهمية “الوصول إلى النجاعة في إطار المردودية لتوفير الإنتاج الوفير في سلالة جد مهمة مشتهرة بإنتاج الحليب وإنتاج اللحوم”.
كما استحضر رئيس مجلس الإدارة الجماعية لشركة الإنتاجات البيولوجية والصيدلية البيطرية اعتبار المنطقة كـ”موروث ثقافي لا مادي بالنسبة للمغرب ككل وليس فقط لمنطقة والماس المعروفة بهذه السلالة”.
وأشار إلى أنه “في إطار تطوير السلالات، تراهن الشركة من خلال البحث والتشخيص المتقدّم للأمراض على إمكانية تطوير مردوديتها، ما يجعلنا نسهم بشكل فعال في صحة قطيع هذه السلالة، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة عبر نقص استعمال المضادّات الحيوية التي قد تشكل مشكلاً لصحة المستهلك بصفة عامة”.
وأكدت الشركة الفاعلة في قطاع الإنتاجات البيطرية أن التعاون مع المربّين سيضمن “إدماج بدائل فعالة للمضادات الحيوية تُقلِّص من فترات السحب الضرورية قبل تسويق اللحوم والحليب، وتحد من مخاطر بقايا المضادات الحيوية في المنتجات الحيوانية بما يضمن سلامة المستهلك ويعزز الصحة العامة”.
وبوصفها مركزا وطنيا مرجعيا في مجال البيولوجيا البيطرية، راكمت شركة “بيوفارما” خبرةً تفوق أربعة عقود في الوقاية من الأمراض الحيوانية ومكافحتها منذ تأسيسها سنة 1984.
وبفضل منصّتها المتقدمة للبحث والتطوير، تعمل BIOPHARMA على “تطوير لقاحات بيطرية انطلاقا من عثرات مرجعية ومحلية، تُستعمل على نطاق واسع ضمن الحملات الوطنية لتلقيح القطيع، بما يعزز المناعة الجماعية ويحد من انتشار الأمراض”، وفق ما أفاد به المسؤول سالف الذكر.
أما فيدرالية مربي أبقار سلالة أولماس-زعير، فقد تم الاعتراف بها وفقا لمقتضيات الظهير الشريف الصادر سنة 1958، وتُعد فاعلا مركزيا في مجال تثمين السلالة والمحافظة عليها؛ فيما كانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد أوكلَتْ إليها “مهمة تنفيذ البرنامج الوطني لحماية هذه السلالة، خلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2030، في إطار رؤية شاملة للحفاظ على التنوع الجيني الحيواني”.
0 تعليق