يكتسب مشروع أوروبي جديد يستهدف نقل الهيدروجين في خطوط الأنابيب زخمًا متناميًا، بعد ثبوت جدواه الاقتصادية، وفق دراسة طالعت نتائجها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتؤكّد الدراسة على الإمكانات الكبيرة المخطط تنفيذها بالاشتراك بين المملكة المتحدة وألمانيا في بحر الشمال.
وركزت الدراسة على المجالات الرئيسة الضرورية لدعم تطوير سوق الهيدروجين العالمية، وهي تطوير البنية التحتية للهيدروجين المنقول برًا وبحرًا، وتوحيد المتطلبات الفنية للتجارة في الهيدروجين الجزيئي، ودعم إنشاء سوق مماثلة من شأنها تمكين تجارة التجارة بين المنتجين والمستهلكين.
وتتزايد الحاجة إلى تطوير بنية تحتية لإنتاج الهيدروجين ونقله وتخزينه وإعادة التزوّد به، بصفته وقودًا منخفض الانبعاثات؛ ما يتطلّب استثمارات ضخمة.
ويبرز إنتاج الهيدروجين الأخضر حلًا واعدًا لتقليص الانبعاثات الكربونية الناتجة عن القطاعات المختلفة، لا سيما كثيفة الطاقة مثل الكيماويات والأسمدة وصناعات الحديد والصلب والألومنيوم والأسمنت، وإن كان الطريق ما يزال -على ما يبدو- طويلًا أمام هذا الوقود قبل أن تثبت جدواه تجاريًا.
نقل الهيدروجين في خطوط الأنابيب
قدّمت وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني "دي إي إس إن زد" (DESNZ) في المملكة المتحدة، ووزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي في ألمانيا بي إم دبليو كيه (BMWK)، نتائج دراسة الجدوى المشتركة بشأن مشروع نقل الهيدروجين في خطوط الأنابيب بين البلدَيْن الأوروبيَّيْن.
وتُعدّ الدراسة المشتركة، التي أجرتها شركات أروب (Arup) وأديلفي (Adelphi) ووكالة الطاقة الألمانية دينا (dena)، جزءًا من شراكة الهيدروجين البريطانية الألمانية التي كانت قد انطلقت للمرة الأولى في عام 2023.
وتستكشف الدراسة الإطار السياسي ومتطلبات البنية التحتية للأنابيب في المستقبل، إلى جانب الإجراءات التنظيمية والتفنية والتجارية لتنفيذ خط أنابيب نقل الهيدروجين وتشغيله بين بريطانيا وألمانيا.
وتؤكّد نتائج الدراسة "الإمكانات الضخمة" لخط أنابيب نقل هيدروجين مستقبلي بين المملكة المتحدة وألمانيا عبر بحر الشمال، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
واشتملت نتائج الدراسة الخاصة ببناء خط أنابيب نقل الهيدروجين المقترح على عدة توصيات، من بينها تحديد متطلبات البنية التحتية عالية المستوى، وتحديد نموذج العمل التنظيمي والتجاري، والشروط التجارية لتمكين السوق من تداول الهيدروجين بين المملكة المتحدة وألمانيا.
كما اشتملت التوصيات على تطوير خريطة طريق توضح الخطوات التالية لإتاحة تجارة الهيدروجين، بما في ذلك القرارات الخاصة بالتسليم ذات الصلة، وتقديم قائمة بالإجراءات المقترحة إلى الحكومات المعنية.

4 خيارات
غطّى نطاق دراسة مشروع نقل الهيدروجين في خطوط الأنابيب المقترح، تقييم البنية التحتية الذي نظر إلى الخيارات الـ4 الآتية:
- الاتصال البحري بألمانيا (حالة رئيسة): خط أنابيب تحت سطح البحر من نقطة وصول على الساحل الشرقي للمملكة المتحدة إلى نقطة ربط بحرية على نظام أنابيب أكوادوكتس (AquaDuctus) البحرية.
- الاتصال البري بألمانيا: خط أنابيب مباشر تحت سطح البحر من نقطة هبوط على الساحل الشرقي للمملكة المتحدة إلى نقطة هبوط على الساحل الألماني.
- الربط البري بهولندا: خط أنابيب بحري مباشر من نقطة هبوط على الساحل الشرقي للمملكة المتحدة إلى نقطة هبوط على الساحل الهولندي.
- الربط البري ببلجيكا: خط أنابيب مباشر تحت سطح البحر من نقطة هبوط على الساحل الشرقي للمملكة المتحدة إلى نقطة هبوط على الساحل البلجيكي.
- خطّا أنابيب غاز - الصورة من cortec-me.com
حجر زاوية
قال وزير الدولة للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في ألمانيا، الدكتور فيليب نيمرمان، تعليقًا على نتائج الدراسة، إن "ألمانيا والمملكة المتحدة كثفتا بدرجة كبيرة أوجه تعاونهما الثنائي في مجال الطاقة وحماية المناخ في عام 2023، والبلدان ينظران إلى الهيدروجين بوصفه حجر زاوية رئيسًا لإمدادات الكهرباء حيادية الكربون".
وأضاف نيمرمان: "دراسة الجدوى تضع حجر الأساس لتطوير تجارة هيدروجين عابرة للحدود بوصفها عنصرًا حيويًا لإزالة الكربون من القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة".
يُشار إلى أن لندن وبرلين أبرمتا إعلانًا مشتركًا أبدتا فيه نيتهما على التعاون في تطوير صناعة هيدروجين عالمية خلال سبتمبر/أيلول (2023)، وفق ما اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ووقّع وزير الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي في ألمانيا روبرت هابيك، ووزيرة أمن الطاقة البريطاني، آنذاك، كلير كوتينيو في 3 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، إعلانًا مشتركًا بهدف تكثيف التعاون الإستراتيجي بين البلدَيْن في المجالات الرئيسة لسياسة الطاقة والمناخ وتسهيل التجارة والاستثمار في مجال الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1.مشروع نقل الهيدروجين في خط أنابيب بين بريطانيا وألمانيا من موقع "أوفشور إنرجي".
0 تعليق