عاصفة ترابية غير مسبوقة أعلنت هيئة الأرصاد الجوية أن مناطق واسعة من شمال الصعيد وشرق البلاد شهدت نشاطًا ملحوظًا للرياح المحملة بالرمال والأتربة خلال الساعات الماضية، ما أدى إلى تدهور كبير في مستوى الرؤية الأفقية. وصلت سرعة الرياح في بعض الأماكن إلى أكثر من 60 كم/س.

وذكرت أجهزة الرصد التابعة للهيئة العامة للأرصاد الجوية تسجيل انخفاضات كبيرة في مستوى الرؤية في عدة مناطق؛ حيث بلغت الرؤية في أسيوط والمنيا 300 متر فقط نتيجة للعواصف الترابية، بينما كانت في بني سويف وطريق السويس لا تتجاوز 1000 متر بسبب الرمال المثارة.

عاصفة محملة بالأتربة نحو القاهرة

تتجه العاصفة الرياح المحملة بالأتربة نحو القاهرة وباقي المحافظات، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية تحرك كتل الرمال المثارة من شمال الصعيد باتجاه القاهرة الكبرى. من المتوقع أن تنتشر تدريجيًا إلى باقي المناطق الشرقية خلال الساعات القادمة، مع استمرار تدهور الرؤية الأفقية، مما يزيد من حدة الاضطرابات الجوية الحالية.

في الوقت ذاته، تشهد السواحل الشمالية الغربية كثافة للسحب المنخفضة والمتوسطة، مترافقة مع هطول أمطار متفاوتة الشدة، خاصة في منطقتي مطروح وسيوة، حيث ضربتهما عاصفة ترابية قوية البارحة.

المسؤول عن هذه التقلبات العنيفة في الطقس هو منخفض خماسيني نشط

تُرجع الهيئة العامة للأرصاد الجوية الاضطرابات الجوية المفاجئة إلى تأثر البلاد بمنخفض خماسيني، الذي يجذب كتلًا هوائية متضادة؛ إحداها ساخنة قادمة من الصحراء الغربية والأخرى باردة من البحر المتوسط. وقد أدى ذلك إلى اضطراب شديد في الحالة الجوية وظهور تغيرات مفاجئة بين الحرارة والبرودة خلال فترة قصيرة.

ذروة العاصفة العاتية تبدأ ظهر يوم الأربعاء

تتوقع الأرصاد الجوية أن تشهد منطقة القاهرة الكبرى ذروة نشاط الرياح ظهر الأربعاء، بسرعات تتراوح بين 70 و85 كم/س، خاصة في مناطق الجيزة والقاهرة المرتفعة. ستمتد هذه الرياح القوية أيضًا إلى مدن القناة مثل السويس والإسماعيلية وفايد، وبعض مناطق الشرقية وشمال سيناء والقنطرة.

في الوقت نفسه، تشهد السواحل الشمالية الغربية تزايدًا في تكوّن السحب المنخفضة والمتوسطة، مما يؤدي إلى هطول أمطار متفاوتة القوة، خاصة في مناطق مثل مطروح وسيوة، التي تعرضت لعاصفة ترابية شديدة أمس.

عواصف جدارية تضرب الصعيد وانعدام الرؤية

تشير التوقعات إلى احتمالية تعرض مناطق شمال الصعيد لعاصفة ترابية قوية تُعرف بـ”العواصف الجدارية”، ما قد يؤدي إلى فقد شبه كلي للرؤية الأفقية. بينما يتعرض كل من القاهرة الكبرى ومدن القناة وأجزاء من شرق الدلتا وخليج السويس وشمال سيناء لرياح محملة بالأتربة، وإن كانت أقل حدة.

تحول مفاجئ في اتجاه الرياح مع انخفاض حاد في درجات الحرارة

مع حلول فترة العصر، من المتوقع حدوث تغيير مفاجئ في اتجاه الرياح بمحافظات القاهرة الكبرى والدلتا ومدن القناة، مصحوبًا بنسمات أكثر برودة تعقب الموجة الحارة. قد يساعد ذلك جزئيًا في تحسين جودة الهواء، لكنه سيواصل تحريك الغبار خلال فترة النشاط.