ردود فعل مختلفة تلك التي أحاط بها مهتمون بالشأن الرياضي الوطني، خصوصا من جانب الصحافيين، خبر مصادقة المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري على مشروع تتميم دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المتعلق بإحداث أربع قنوات موضوعاتية تعنى بالرياضة.
وإذا كان توسيع الفضاء السمعي البصري بالمغرب المتخصص في الشأن الرياضي مطلبا شعبيا تمسّك به مهتمون منذ فترات سابقة، فإن إعلاميين رياضيين أفادوا بأن “إحداث هذه القنوات الأربع لا ينفصل عن السياق الذي يتسم باستعداد المغرب لاحتضان تظاهرات قارية وعالمية ما بين 2025 و2030، بما سيضمن التغطية الإعلامية الملائمة لها”.
كما لم تغب فكرة تحرير القطاع وفتحه أمام الخواص عن تصوراتهم في هذا الصدد، إذ إن فكرة التحرير “ستخلق جو المنافسة وستضمن للمشاهد المغربي الاجتهاد في تغطية مختلف التظاهرات الرياضية”، حسبهم، سواء كانت وطنية أو قارية أو مرتبطة أساسا بمونديال السيدات لأقل من 17 سنة في 2029 ومونديال 2030 الذي سيتم تنظيمه مع إسبانيا والبرتغال.
في حديثه عن الموضوع، أبرز هشام رمرم، إعلامي رياضي، أن “أولى الإشكاليات التي من المنتظر أن تتجاوب معها شبكة القنوات الرياضية الجديدة هو الضغط على القناة “الرياضية” عندما يكون النقل التلفزي متزامنا، حيث يتم اللجوء إلى قنوات أخرى كالأمازيغية والمغربية مثلا، في انتظار أن نعرف ما الذي سيتضمنه دفتر تحملات هذه القنوات الجديدة الموضوعاتية”.
وأضاف رمرم، في تصريح لهسبريس، أن “المغرب كذلك مقبل على استضافة تظاهرات كبرى بما يتوجب عليه أن يكون متوفرا على ترسانة إعلامية لتغطية كما يلزم”، مشيرا إلى “وجود كؤوس قارية وبطولات إقليمية هي الأخرى من المهم جدا أن يقوم المغرب بتغطيتها من خلاله ترسانته الإعلامية، حيث يمكن من جانب آخر أن يعمل على شراء حقوق البث الخاصة بها؛ فالسمعي البصري هو الأساس في التظاهرات الرياضية”.
وأورد المتحدث ذاته أن “أكبر تدفق للمادة الإعلامية يوجد في مجال الرياضة، والمادة الرياضية تتفوق على مختلف المواد الأخرى حتى من ناحية المشاهدة والتأثير”، متابعا: “ما يعرفه المجال اليوم بالمغرب هو عبارة عن ورش كبير يجب أن يحظى بالتغطية الإعلامية اللازمة كذلك، زيادة على أن هذه الترسانة الجديدة غالبا ما يوجد توجه لاستثمارها مستقبلا في المنافسات المرتقب احتضانها من قبل المغرب”.
في سياق متصل، أشار عبد العزيز بلبودالي، إعلامي متخصص في الشؤون الرياضية، إلى أن “الإعلان عن إطلاق أربع قنوات تلفزيونية يبقى بمثابة جواب على ما يفرضه السياق وعلى نداءات كنا جزءا منها في وقت سابق، لا سيما أن قناة رياضية وحيدة هي التي تشتغل في تتبع الشؤون الرياضية منذ تأسيسها وبإمكانيات لا ترتقي إلى ما نصبو إليه أساسا”.
وحسب المتحدث لهسبريس، فإن “السياق الحالي يفرض أساسا وجود فضاء إعلامي رياضي حتى تتم مواكبة مختلف التظاهرات التي ينظمها المغرب من الناحية الإعلامية، حيث صرنا نتحدث مثلا عن كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم للسيدات لأقل من 17 سنة والمونديال كذلك في 2030، إضافة إلى تظاهرات أخرى ترتبط أساسا بفروع رياضية أخرى غير كرة القدم”.
وتحدث بلبودالي عن “ضرورات التحضير المناسب من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بخصوص المعدات واللوجستيك وكافة التجهيزات، إلى جانب تعزيز هذه القنوات الجديدة بطاقم من المختصين الرياضيين ومنح الفرصة للشباب من الصحافيين الذين يستوفون الشروط المطلوبة، خصوصا فيما يخص اللغات الأجنبية”، مشددا على “أولوية التوجه كذلك إلى تحرير السمعي البصري الرياضي، إذ توجد هناك تجارب مقارنة بدول المنطقة كتونس ومصر”.
الإعلامي الرياضي قال كذلك إن “المجلس الأعلى للسمعي البصري من المنتظر منه أن يتوجه نحو منح تراخيص لممثلي القطاع الخاص الذين يريدون الاستثمار في هذا الإطار، بما سيجعلنا وقتها نرى قنوات رياضية خاصة وتخلق جوا تنافسيا فيما بينها، على أساس ضمان تغطية واسعة لمختلف التظاهرات الرياضية بالشكل المطلوب الذي يوازي تطور الرياضة الوطنية”.
0 تعليق