الفاتيكان , شهدت المدينة مساء الأربعاء، فشل الجولة الأولى من التصويت لاختيار بابا جديد خلفًا للبابا فرنسيس، الذي وافته المنية في 21 أبريل الماضي. وأعلنت النتيجة غير المباشرة عن طريق تصاعد الدخان الأسود من مدخنة كنيسة السيستينا، ما يعني أن الكرادلة المشاركين في المجمع المغلق، أو ما يُعرف بـ”الكونكلاف”، لم يتمكنوا من التوصل إلى توافق يحقق أغلبية الثلثين المطلوبة لانتخاب البابا الجديد.
هذا الدخان الأسود الذي شاهده الآلاف المحتشدون في ساحة القديس بطرس كان بمثابة إعلان رسمي عن فشل التصويت، وجاء ليعكس استمرار الانقسامات في الآراء بين الكرادلة، الذين يمثلون مختلف أطياف وتيارات الكنيسة الكاثوليكية من جميع أنحاء العالم.
بداية المراسم وإجراءات سرية مشددة في الفاتيكان
انطلقت صباح الأربعاء في كاتدرائية القديس بطرس مراسم اختيار الحبر الأعظم الجديد، حيث اجتمع الكرادلة في قداس خاص صلّوا فيه طلبًا للإلهام الإلهي ليعينهم على اتخاذ القرار الصائب. وبعد القداس، توجّه الكرادلة إلى “بيت القديسة مارتا”، وهو المقر المخصص لإقامتهم خلال فترة التصويت، والذي يخضع لعزل تام عن العالم الخارجي لحين الإعلان عن البابا الجديد.
بمجرد دخولهم كنيسة السيستينا، بدأ المجمع المغلق رسميًا، حيث تُعقد الجلسات خلف أبواب موصدة وتُتخذ إجراءات صارمة لضمان سرية المداولات. ومن أبرز تلك الإجراءات، منع استخدام الهواتف المحمولة، وعزل تام عن وسائل الاتصال والإعلام، وهو ما أعلن عنه سابقًا مؤكدًا أنه سيتم قطع الاتصالات داخل الدولة لصغيرة اعتبارًا من عصر الأربعاء وحتى صدور قرار الانتخاب.
الدخان الأسود: علامة الفشل في التصويت الأول
تعتمد الكنيسة الكاثوليكية تقليدًا رمزيًا قديمًا في إعلان نتائج الجولات الانتخابية يتمثل في حرق بطاقات الاقتراع، لينبعث منها دخان يدل على النتيجة؛ فإن كان أسود، كما حدث اليوم، يعني أن التصويت لم ينجح، أما إذا كان أبيض، فيُعلن للعالم أنه تم انتخاب بابا جديد.
وفي ظل عدم التوصل إلى إجماع، عبّر الحضور في ساحة القديس بطرس عن خيبة أملهم، حيث كانوا يأملون أن تُحسم النتيجة سريعًا، خاصة بعد ترقب استمر لأسابيع منذ وفاة البابا فرنسيس. ويُذكر أن عددًا من الأسماء البارزة يتداولها المتابعون كمرشحين بارزين، من بينهم الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين، وبييرباتيستا بيتسابالا، والمالطي ماريو غريش، والفلبيني لويس أنتونيو تاغلي، بالإضافة إلى الفرنسي جان-مارك أفلين، رئيس أساقفة مرسيليا.
ترقب مستمر في الفاتيكان وسط انقسام واضح
من المتوقع أن تستمر جلسات المجمع المغلق خلال الأيام المقبلة حتى التوصل إلى توافق على شخصية قادرة على قيادة الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة حساسة من تاريخها. وتشير المؤشرات إلى أن الاختيار قد يستغرق عدة جولات أخرى، في ظل الانقسامات الحالية، فيما يستمر العالم الكاثوليكي في الترقب، وسط تساؤلات حول من سيكون خليفة البابا فرنسيس، وما الاتجاه الذي ستتخذه الكنيسة في المستقبل القريب.
0 تعليق