يواجه أنبوب الغاز العابر للصحراء الرابط بين نيجيريا والجزائر مصيرًا غامضًا، بعد الأنباء المتداولة عن انسحاب النيجر من المشروع الذي يهدف إلى تصدير الغاز إلى أوروبا.
يأتي انسحاب النيجر من مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري -وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- بعد نحو 3 أشهر من مصادقة الدول الأفريقية الـ3 (الجزائر- النيجر- نيجيريا) على تعيين مكتب الدراسات "بنسبن" (PENSPEN) لتحديث دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع.
واحتضنت الجزائر، في 11 فبراير/شباط الماضي، أعمال الاجتماع الوزاري الرابع للّجنة التوجيهية لمشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء شاركت فيه النيجر، وشهد توقيع عدد من اتفاقيات، وتقييم التقدم المُحرَز في تنفيذ خريطة طريق المشروع العملاق المعتمدة خلال الاجتماعات السابقة في نيامي، وأبوجا، والجزائر.
وشملت الاتفاقيات الموقّعة مؤخرًا تمويل المهام وتنسيقها من أجل المضي قدمًا في تنفيذ المشروع، وتقاسُم الدول الثلاث تكاليف تحديث دراسة الجدوى بالتساوي، بالإضافة إلى اتفاقية عدم الإفصاح لضمان سرّية البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشروع.
أنبوب الغاز الجزائري النيجيري
استحوذ أنبوب الغاز الجزائري النيجيري على اهتمام كبير خلال الـ3 سنوات الأخيرة، لكونه مصدرًا بديلًا لتأمين احتياجات أوروبا الساعية إلى تنويع إمداداتها بعيدًا عن روسيا، عقب حرب أوكرانيا.
ورغم أهميته، فإنه واجه العديد من العراقيل، في مقدّمتها التكلفة الباهظة لتنفيذه، مرورًا بالتحديات الأمنية، وصولًا إلى انسحاب النيجر من المشروع، وفق تأكيدات مصادر مطّلعة لمنصة الطاقة.

في التقرير التالي نستعرض أبرز المعلومات حول مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء:
- سيتيح نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.
- سيمتد لأكثر من 4 آلاف كيلومتر، إذ يربط بين نيجيريا والنيجر والجزائر.
- مخطط انطلاقه من مدينة واري في جنوب نيجيريا عبر النيجر إلى مركز توزيع الغاز بمنطقة حاسي الرمل في الجزائر.
- تُقدَّر تكاليف تنفيذه بأكثر من 13 مليار دولار.
- كان مقررًا اتخاذ قرار الاستثمار النهائي فيه بحدّ أقصى العام المقبل (2026).
- يحظى بدعم كبير من البنك الأفريقي للتنمية والاتحاد.
- تُعوّل عليه دول أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسي.
الغاز النيجيري
يعمل مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء على الاستفادة من نحو 210.54 تريليون قدم مكعبة هي إجمالي احتياطيات الغاز في نيجيريا، حسب أحدث بيانات عام 2025 لدى منصة الطاقة، مقارنةً بـ209.26 تريليون قدم مكعبة المُعلَنة عام 2024.
وتعوّل الجزائر على المشروع لدعم دورها بصفتها نقطة عبور للغاز الأفريقي إلى أوروبا، والاستفادة من بُنيتها التحتية القائمة وشبكة خطوط الغاز التي تربطها بالقارة العجوز.
وتملك الجزائر 3 خطوط أنابيب للتوريد إلى عملائها، وهي: خط أنابيب "ترانسميد"، الذي يمتد على مسافة 550 كيلومترًا بالأراضي الجزائرية، و370 كيلومترًا في تونس باتجاه إيطاليا، وخط "ميدغاز" الذي يصل مباشرة منطقة بني صاف الجزائرية بإسبانيا بقدرة 8 مليارات متر مكعب من الغاز، وخط "جي إم يو" الذي يمرّ عبر المغرب، وهو متوقف بقرار من الجزائر.
ويعدّ أنبوب الغاز العابر للصحراء إستراتيجيًا للجزائر، للوفاء بالتزاماتها الدولية فيما يتعلّق بصادرات الغاز، لضمان التوازنات المالية مع الاستهلاك المحلي القوي، إذ من المرجّح أن يتجاوز الاستهلاك المحلي بحلول عام 2030 الصادرات الحالية، وهو السبب الذي يجعل من التوجّه لاستغلال الطاقات المتجددة (الشمسية بالدرجة الأولى) أهم البدائل.
وأُنجز بمشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء -حتى مارس/آذار 2024- في نيجيريا حتى منطقة كامو، ولم يتبقَّ منه سوى 100 كيلومتر للوصول إلى حدود النيجر، وفي الجزائر حتى منطقة أهنات، وتتبقى 700 كيلومتر إلى الحدود مع النيجر.
وتتبقى من مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء 700 كيلومتر من جهة الجزائر، بالإضافة إلى 1000 كيلومتر تمثّل شريط النيجر، و100 كيلومتر في نيجيريا، بإجمالي 1800 كيلومتر لإنجاز المشروع.
ودفع انسحاب دولة العبور (النيجر) المشروعَ الجزائري النيجيري نحو الانهيار، خاصة في ظل عدم تأمين أيّ عقود شراء للغاز، وتأخير قرار الاستثمار النهائي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق