الحرارة تسرع تزويد مستشفيات مغربية بأمصال مضادة لسموم العقارب والثعابين

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استبقت المصالح الرسمية، ممثلة في المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، دخول فصل الصيف لهذه السنة بتزويد المستشفيات الإقليمية والجهوية بحقائب الأمصال المضادة للدغات الثعابين ولسعات العقارب، من أجل التجاوب مع الحالات التي تسجّل باستمرار، ولاسيما خلال هذه الفترة.

وقالت غزلان العوفير، طبيبة متخصصة في التسممات واليقظة الدوائية بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، إنه “يتم القيام بهذه العملية عادة خلال شهري أبريل وماي من كل سنة، حيث يتم توزيع عدد مهم من الحقائب الدوائية والأمصال على المستشفيات الإقليمية والجهوية”.

وأكدت العوفير، في تصريح لهسبريس، “تسجيل ما يصل إلى 25 ألف إصابة بلسعات العقارب كل سنة، مع تسجيل ما بين 400 و500 حالة من لدغات الثعابين”، متابعة: “تمكّنا من تقليص نسبة الوفيات جراء لسعات العقارب من 2,37 إلى 0,14 في المائة، وهي نسبة محدودة مقارنة بإجمالي الحالات المسجّلة”.

وبخصوص هذه اللسعات أوضحت المسؤولة ذاتها: “لم نعد نتحدث عن أمصالٍ منذ سنة 2007، بعدما لم تعد هذه الأخيرة تُعتمد لعدم نجاعتها، مادام أنه يوجد بالمغرب حوالي 50 نوعا من العقارب السامة، بقدر ما صرنا نتحدث عن حقائب طبية KITS THÉRAPEUTIQUES تتضمن مجموعة من المستحضرات الدوائية الخاصة بالعلاج”.

كما ذكرت المتحدثة ذاتها أنه “يتم تسجيل حوالي 80 في المائة من لسعات العقارب بالعالم القروي، في وقت تتركز العقارب الأكثر سمّية بمناطق: مراكش ـ آسفي، سوس ماسة، بني ملال ـ خنيفرة، فضلا عن درعة تافيلالت، وكذا إقليميْ سطات والجديدة، حيث تعرف تسجيل أكبر نسب اللّسعات بالمملكة (zones rouges)”.

وأشارت الطبيبة أيضا إلى أن “الحقيبة الطبية المذكورة تتكون من أدوية خاصة بضبط درجات حرارة الفرد المُصاب، ومواجهة حالة القيء، فضلا عن أخرى خاصة بالاضطرابات القلبية، ويتم إرفاقها عادة بدليل يوضح للطاقم الطبي طريقة التدخّل المباشر”.

وفي المقابل قالت الطبيبة المتخصصة في التسممات واليقظة الدوائية إن “ما يصل إلى 90 في المائة من حالات الإصابة بلسعات العقارب المتوصّل بها تبقى بدون أعراض، ما عدى احمرارِ موضع اللّسعة”، وزادت: “وتظهر على حوالي 7,5 في المائة من إجمالي الحالات علامات من قبيل تغير درجات حرارة الجسم والقيء، بينما تمثل النسبة الباقية الحالات التي تكون خطيرة نسبيا”.

ودعت المتخصصة في “مكافحة لسعات العقارب” أيضا إلى “الالتزام بأخذ الاحتياطات الضرورية، لاسيما بالمناطق القروية المعنية أكثر بهذا الموضوع”، مفيدة بأن “المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية يتفاعل مع الاستفسارات التي يتلقّاها من لدن المواطنين”.

وذكرت المسؤولة أن “الأمصال المضادة لسموم الأفاعي يتم استيرادها من الخارج من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في إطار طلبات تسبق حلول كل موسم صيفي؛ أما بالنسبة للتركيبة الطبية المضادة لسموم العقارب فيتم إعدادها وطنيا”.

وبخصوص ما إن كان يتم توزيع هذه الأمصال، خصوصا بالنسبة لسم الثعابين، بشكل مكثف على جميع المراكز الاستشفائية بالمغرب، باختلاف مستوياتها، أوضحت العوفير أن “هذه الأخيرة تبقى متوفرة بالمستشفيات الإقليمية والجهوية، على اعتبار إمكانية أن تكون الحالة ذات أعراض جانبية، ما يوجب بقاء الفرد المصاب تحت رعاية المصالح المختصة”، مردفة: “يتم في هذا السياق إخبار المسؤولين داخل المستوصفات بطرق التعامل مع الحالات الواردة عليهم وإرسالها بشكل مستعجل إلى المستشفيات الإقليمية والجهوية”.

ويتم سنويا بالمغرب تسجيل إصابة مواطنين بلسعات عقارب ولدغات ثعابين، حيث تصل الحالة الصحية لبعضهم إلى وضعية خطيرة، وهو ما يعيد بين الفينة والأخرى مطالب فعاليات جمعوية وحقوقية بضمان حق المغاربة في العلاج، من خلال وضعه رهن إشارتهم على مستوى المستوصفات.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض المديريات الإقليمية لوزارة الصحة قادت خلال الأسابيع الماضية حملات تحسيسية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، وذلك في إطار البرنامج التحسيسي المعمول به من قبل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية منذ مدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق