الذهب , يشهد السوق العالمي موجة صعود قوية خلال الفترة الحالية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية والخلافات الاقتصادية بين القوى الكبرى، مما يعزز من جاذبيته كملاذ آمن للمستثمرين. وفي هذا السياق، أوضح جمال عجاج، الخبير الاقتصادي ومحلل أسواق المال، أن ارتفاع أسعاره مرتبط بشكل مباشر بحالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي التي تشهدها الساحة العالمية، مما يدفع المستثمرين إلى تجنب المخاطر واللجوء إلى الأصول الثمينة.
الذهب في صدارة الأصول الآمنة وسط التوترات
خلال ظهوره في برنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري، أشار عجاج إلى أن النزاع التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب التوترات في بعض المناطق الجغرافية الحساسة، قد عزز من توجه المستثمرين نحو الذهب كأداة فعالة للتحوط.
وتوقع عجاج أن يرتفع سعر الأونصة عالميًا إلى 4000 دولار في حال استمرار الأزمات دون حلول دبلوماسية، مضيفًا أنه في هذه المرحلة لا يُستخدم فقط كزينة أو ادخار، بل أصبح أداة استراتيجية لحفظ القيمة أمام تراجع الثقة في العملات العالمية.
الأسواق المحلية تترقب التضخم الأمريكي
على الصعيد المحلي، أشار تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» إلى حالة من الاستقرار النسبي في الأسعار داخل السوق المصرية خلال التعاملات الأخيرة وذلك رغم الارتفاع الطفيف في سعر الأوقية عالميًا، الذي بلغ 12 دولارًا لتصل إلى 3339 دولارًا.
وسجل سعر الجرام من عيار 21 الأكثر تداولًا في مصر نحو 4670 جنيهًا، في حين استقرت أسعار باقي الأعيرة عند مستويات قريبة من تعاملات اليوم السابق. فقد بلغ عيار 24 نحو 5337 جنيهًا، وعيار 18 سجل 4003 جنيهات، وعيار 14 بلغ 3114 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه حوالي 37360 جنيهًا.
في الوقت نفسه، يترقب السوق المصري البيانات المنتظرة من الولايات المتحدة بشأن معدلات التضخم، والتي سيكون لها تأثير مباشر على التحركات خلال الفترة المقبلة، سواء في السوق المحلي أو العالمي.
الذهب يواصل مكاسبه على وقع القلق الاقتصادي
أكد جمال عجاج أن المعدن النفيس لا يصعد فقط بسبب " target="_blank"> التوترات السياسية، بل هناك عامل مهم يتمثل في تراجع الثقة في بعض العملات العالمية، خاصة مع استمرار سياسات التيسير النقدي وتزايد الديون العامة في العديد من الدول الكبرى.
وأشار إلى أن هذا يجعله ملاذًا أكثر جاذبية، خصوصًا في فترات الركود أو تباطؤ النمو الاقتصادي، مؤكدًا أن الشهور القادمة قد تشهد مزيدًا من الارتفاعات في أسعار المعدن الأصفر، مع استمرار القلق من الوضع الاقتصادي العالمي.
وبينما تحاول الحكومات تحقيق توازن بين دعم اقتصادها ومواجهة معدلات التضخم، يبقى هو الرابح الأكبر في معركة عدم اليقين، مع توقعات متزايدة باستمرار زخمه التصاعدي ما لم تتغير المعطيات الجيوسياسية والاقتصادية بشكل مفاجئ.
0 تعليق