دعا محافظ البنك المركزي التايلاندي، سيثابوت سوتيوارتنارويبت، إلى اعتماد نهج أكثر مرونة في التعامل مع أهداف التضخم، محذرًا من أن الإفراط في تعديل السياسات النقدية لضبط التضخم بدقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية على استقرار الاقتصاد.
وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في فعالية مالية بلندن، ونُشرت اليوم الجمعة عبر موقع البنك المركزي، قال سيثابوت إن الانحرافات عن النطاقات المستهدفة للتضخم قد تصبح أكثر تكرارًا واستمرارًا، رغم بقاء الاتجاه العام مستقرًا على المدى الطويل.
وأوضح أن "قدرة البنوك المركزية على توجيه التضخم ضمن نطاقات ضيقة تتضاءل تدريجيًا بفعل الصدمات السعرية والتغيرات في الأسعار النسبية"، مؤكدًا ضرورة تخفيف التركيز على الأهداف الرقمية الدقيقة، وتعزيز النظرة طويلة الأجل للسياسة النقدية.
التضخم في تايلاند تحت المستهدف
بلغ معدل التضخم السنوي في تايلاند خلال مايو 2025 مستويات سلبية، ليستمر خارج النطاق المستهدف من البنك المركزي (بين 1.0% و3.0%) للشهر الثالث على التوالي، حيث سجل متوسط التضخم في الشهور الخمسة الأولى من العام نحو 0.48% فقط.
وفي ضوء هذه البيانات، كان بنك تايلاند قد خفّض سعر الفائدة الرئيسي في أبريل الماضي بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 1.75%، وهو أدنى مستوى منذ عامين، في محاولة لتحفيز الاقتصاد ومواجهة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة.
ومن المقرر أن تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك اجتماعها المقبل في 25 يونيو الجاري، وسط ترقب لقرارات مستقبلية قد تحدد ملامح السياسة النقدية في النصف الثاني من العام.
نحو استهداف أكثر مرونة
واختتم سيثابوت حديثه بالتأكيد على أن نظام استهداف التضخم يجب أن يتطور ليصبح أكثر مرونة، مع تركيز أقل على "تحقيق أرقام مثالية" والتركيز بدلاً من ذلك على الحفاظ على التوازن والاستقرار في الأفق المتوسط الأجل.
0 تعليق