بدون عنوان: عام على زلزال المغرب المدمر .. معاناة الخيام وجهود الإعمار

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

سنة مرت على فاجعة ضربت ستة أقاليم مغربية، اهتزت الأرض فحولت المنازل في مئات الدواوير إلى حطام؛ عشرات الآلاف من المواطنين اتخذوا من الخيام ملجأ لهم إلى أن تنتهي جهود إعادة الإعمار، فكانت سنة شقاء ومعاناة.

هسبريس انتقلت إلى إقليم الحوز بؤرة الزلزال، هناك لا تتكرر سوى جملة واحدة على ألسن الساكنة: “تعبنا من هذا الشقاء، نريد العودة إلى منازلنا”.

معاناة الخيام

الانطلاقة كانت من دوار العرب بأسني حيث التقينا مرجانة أيت الوراث، التي استفادت من دفعتين من الدعم بقيمة 20 ألف درهم، والتي أكدت أن كل ما تتمناه اليوم هو أن تنهي بناء بيتها؛ فالعيش تحت الخيمة أرهقها.

وقالت مرجانة: “تعبنا من هذا الشقاء. العيش داخل الخيمة أرهقنا، كل ما نطلب اليوم هو أن نتوصل بالباقي من الدعم وأن نعود إلى بيوتنا؛ فليس للإنسان مثل بيته يقيه ويحفظ كرامته”.

حال يتكرر، وشكاوى على كل الألسن؛ عيش صعب وسط خيام تنقلب إلى جهنم في فصل الصيف ولا تقيهم برد الشتاء. كل أملهم اليوم العودة إلى منازلهم؛ فالأجساد داخل الخيم والعقل مشغولة بمنازل في طور البناء.

خديجة بوهدال، من دوار العرب بأسني، هي الأخرى أكدت توصلها بدفعتين من الدعم بقيمة 20 ألف درهم للدفعة الواحدة، لكنها لم تنته إلى حد الساعة من بناء بيتها، ولا تزال تعيش تحت تلك الخيمة البلاستيكية.

تقول بوهدال: “كل ما أتمناه هو أن أتم بناء منزلي وأن أدخله، تعبت من العيش هنا، وضعيتنا مزرية لكننا نحمد الله على ما أصابنا”.

مناطق غير صالحة للبناء

هسبريس دقت باب السلطات العمومية على مستوى إقليم الحوز، هنا حيث بلغ مجموع الرخص التي تم إصدارها إلى حدود بداية الشهر الحالي أزيد من خمسة وعشرين ألفا وأربعمائة، أغلبها رخص تهم إعادة البناء، فيما الباقي رخص تدعيم البنايات.

وضمن أكثر من ألف وثلاثمائة دوار بالمنطقة، تم تصنيف حوالي مائة وثلاثة وتسعين دوارا ضمن مناطق ممنوعة البناء أو البناء بشروط صارمة، إذ يجري حاليا البحث عن حلول ميدانية ملائمة لها.

الحسن العبيدي، رئيس مصلحة بالوكالة الحضرية لمدينة مراكش، أكد أنه تم إصدار تقريبا 99 بالمائة من الرخص الخاصة بالساكنة المتضررة، وأن نسب التقدم في البناء تختلف؛ إذ هناك من وضع الأساسات وآخرون انتهوا من وضع هيكل المنزل، بل وهناك من أتم البناء وأصبح منزله جاهزا للسكن.

وذكر العبيدي، ضمن حديث لهسبريس، أن عددا من الدواوير تم تصنيفها ضمن مناطق ممنوعة البناء أو البناء بشروط صارمة، وأن البحث يجري عن حلول لهذه المناطق.

وأضاف أن “التراخيص تمر عبر مراحل مختلفة، أولها ترخيص الطوبوغرافي الذي يتم منحه للمهندس المعماري الذي يعمل على إعداد تصميم يمنحه لمهندس الخرسانة من أجل إعداد تصميم الخرسانة”.

وأردف المتحدث أن “البناء اليوم هو بشروط جيدة، وإذا ما طرحت السؤال على أي شخص: ما الأفضل منزلك الآن أم الذي كان قبل الزلزال؟ سيجيب: منزلي اليوم”.
صعوبات كثيرة تواجهها الساكنة في عملية إعادة البناء، اشتركت فيها صعوبة التضاريس القاسية، وغلاء أسعار المواد الأولية، وقلة اليد العاملة، فتجد أبناء الدار هم أيضا عمالها، يشتغلون بأيديهم في بعض الأحيان، بل في معظمها.

جهود الإعمار

تفيد آخر معطيات اللجنة بين-الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، بأن على مستوى الأقاليم الستة تم إصدار خمسة وخمسين ألفا ومائة واثنين وأربعين ترخيصا لإعادة البناء، إلا أنه إلى حدود الساعة لم تتمكن سوى قرابة ألف أسرة من إنهاء أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، أي أقل من اثنين بالمائة من مجموع المنازل.

في المقابل، أعلنت اللجنة أن أزيد من سبعة وخمسين ألف أسرة استفادت من الدفعة الأولى لإعادة البناء بقيمة عشرين ألف درهم، وعشرين ألف أسرة استفادت من الدفعة الثانية، فيما أكثر من ثمانية آلاف أسرة استفادت من الدفعة الثانية، وفقط حوالي تسعمائة وأربعين استفادوا من الدفعة الأخيرة.

وأفادت اللجنة باستكمال تنزيل عدد من المشاريع القطاعية المندرجة في إطار برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة؛ فعلى صعيد قطاع الصحة، كشفت اللجنة انتهاء أشغال تأهيل 42 مركزا صحيا ذا أولوية، بميزانية إجمالية تبلغ 168 مليون درهم. ويتعلق الأمر بـ 27 مركزا بجهة مراكش-أسفي، و14 مركزا بجهة سوس-ماسة، ومركز واحد بجهة بني ملال خنيفرة.

وعلى صعيد قطاع التعليم، ذكرت اللجنة أن 111 مدرسة ستكون جاهزة بعد انتهاء أشغال إعادة تأهيلها لاستقبال التلاميذ برسم الدخول المدرسي الحالي، إضافة إلى دخول 110 مؤسسات تعليمة الخدمة خلال هذا الموسم الدراسي، في انتظار أن تكون 1287 مدرسة جاهزة بعد انتهاء أشغال التأهيل والبناء لاستقبال التلاميذ قبل بدء الموسم الدراسي 2025/2026.

يشار إلى أن الكلفة التقديرية لإنجاز برنامج تأهيل وإعادة بناء مختلف المؤسسات التعليمية المتضررة تقدر بـحوالي 3.5 مليارات درهم.

أسر لم تستفد

هسبريس قابلت عددا من الأسر قالت إنها لم تستفد من الدعم رغم أنها تقطن بالدواوير المنكوبة. ففي دوار تاركة بإقليم الحوز، قابلنا سعيدة، أما لخمسة أطفال، تم إقصاؤها من الاستفادة من الدعم بدعوى أنها غير قاطنة، رغم أنها أطلعتنا على مجموعة من الأوراق تفيد بكونها تعيش بالدوار حيث أنجبت أطفالها الخمسة وحيث يتابعون دراستهم.

سعيدة قالت إنها وجهت شكايتين إلى السلطات من أجل الوقوف على سبب عدم استفادتها، موردة ضمن لقائها بهسبريس: “أنا الوحيدة التي تم إقصائي بهذا الدوار ولا أعرف السبب رغم أنني أقطن هنا وهنا أنجبت أبنائي الخمسة”، وأردفت والدموع تغمر عينيها: “أحسست بالحكرة، خاصة أنني لا حيلة لي ولا أدري أي باب أقصد”.

سعيدة تحاول اليوم بناء خيمة جديدة تؤويها وأبناءها الخمسة، وقالت: “كل ما أطالب به اليوم هو الاستفادة مما استفادت منه ساكنة الدوار، لا يعقل أن يتم إقصائي لوحدي”.

حملنا هذه الشكايات إلى السلطات العمومية بإقليم الحوز، التي قالت إن حصر من استفادوا من الدعم لم يتم إلا بعد مرحلة إحصاء الساكنة من قبل لجان مختلطة.

وأكد المصدر المسؤول على مستوى إقليم الحوز أنه تم إخراج ما يناهز 56 لجنة مختلطة، مشكلة من ممثلين لوزارة الإسكان والوكالة الحضرية ومكاتب الدراسات والمختبر العمومي للتجارب ومهندسين معماريين خصوصيين وعضو يمثل الجماعة، بتنسيق مع السلطات المحلية، وقال: “بعد المرور من مرحلة الإحصاء، تم الانتقال إلى مرحلة ثانية تهم استقبال الشكايات، تلتها مرحلة دراسة شكايات من لم يشملهم قرار اللجنة”، مؤكدا استقبال حوالي خمسين ألف شكاية ضمن أجل شهر.

وأضاف أنه “تم الانتقال إلى مرحلة دراسة الشكايات بلجان جديدة، وإجراء زيارات وخبرات ثانية للوقوف إن كان هناك خطأ ما أو تم ظلم شخص معين”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق