علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر مطلع على ما يجري في مخيمات تندوف، أن “ساكنة المخيمات تعيش هذه الأيام على وقع القلق من احتمال حدوث فيضانات مشابهة لتلك التي تشهدها مجموعة من المناطق الصحراوية في المغرب والجزائر وليبيا وتشاد ودول أخرى، مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة، خاصة في ظل ضعف إمكانيات البوليساريو في مواجهة وإدارة مثل هذه الكوارث الطبيعية”.

وأضاف المصدر الذي تحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “سكان مخيمات تندوف أصبحوا لا يثقون في قدرة ما يسمى الهلال الأحمر الصحراوي في إنقاذهم من السيول والفيضانات التي يُحتمل أن تضرب المنطقة، بالنظر إلى افتقاره إلى وسائل وآليات الإنقاذ”، مشيرا إلى أن “هذه المؤسسة أرسلت هذه الأيام شاحنات قديمة ومهترئة تحسبا لأي كارثة، وهو ما زاد من قلق قاطني المخيمات، خاصة في ظل الحالة الميكانيكية لهذه المعدات وعدم كفايتها لتغطية المخيمات مترامية الأطراف”.

وتابع المصدر ذاته بأن “تحرك الهلال الأحمر الصحراوي بالتزامن مع موجة السيول التي تشهدها مجموعة من الدول الإفريقية لا يعدو أن يكون وسيلة لاستجداء الدعم من المنظمات الإغاثية الدولية”، مشددا على أن “الساكنة لا تنتظر أي خدمات استثنائية من مؤسسات البوليساريو، وفوضت أمرها لله، بالنظر إلى ضعف إمكانيات الجبهة على هذا المستوى، وغياب أي برامج مهيكلة لديها لمواجهة حالات الطوارئ والتغيرات المناخية”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “المخيمات شهدت فيضانات في السابق عاش إثرها السكان أوضاعا كارثية، على غرار الفيضانات التي اجتاحت مخيمي العيون وأوسرد أواخر تسعينيات القرن الماضي”، مشددا على أن “البوليساريو تعول في كل مرة على تدخل الجيش الجزائري لإنقاذ الصحراويين وإجلائهم زمن الكوارث، ولم تستفد من دروس الماضي، ولم تعمل على وضع خطط استباقية لإدارة الكوارث، وهو ما يفاقم من مخاوف الصحراويين على أرواحهم وممتلكاتهم”.

وخلص مصدر هسبريس إلى أن “قاطني المخيمات فقدوا الثقة في البوليساريو وفي مؤسساتها، خاصة الهلال الأحمر الصحراوي الذي لا يعدو كونه مؤسسة شكلية لا إمكانيات ولا صلاحيات لها، باستثناء توزيع المساعدات الإنسانية على الساكنة”.

وأصدر ما يسمى “الهلال الأحمر الصحراوي” بيانات في صفحته على موقع “فيسبوك”، أشار من خلالها إلى “احتمال حدوث تساقطات مطرية في النصف الأول من الشهر الجاري”، موصيا سكان المخيمات بـ”أخذ الحيطة والحذر، والأخذ بالأسباب، والعمل بالإجراءات الاحترازية العادية، من أجل التخفيف من أي ضرر قد تسببه الأمطار”، داعيا في الوقت ذاته إلى “تجنب تهويل الوضع، ونشر الخوف والذعر بناء على معلومات مبنية على احتمالات قد لا تصيب”.

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>