السكنفل: الكوارث الطبيعية ليست عقابا إلهيا.. وضحايا الفيضانات شهداء

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
هسبريس - توفيق بوفرتيحالثلاثاء 10 شتنبر 2024 - 18:00

تعود التفسيرات العقابية للكوارث إلى قاموس التداول كلما حلت كارثة طبيعية مميتة ببلد ما، على غرار الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز المغربية العام الماضي، والفيضانات الأخيرة التي اجتاحت الجنوب الشرقي للمملكة، إذ يتبنى البعض نظرية “العقاب الإلهي” التي ترى في هذه الحوادث ما تعتبره “غضبا إلهيا” على “المعاصي والرذائل” المنتشرة في المجتمع، فيما يفسرها آخرون تفسيرات تنزع أكثر نحو النظريات العلمية.

في هذا الصدد قال لحسن بن إبراهيم السكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة: “إن الله تعالى يقول في الآية الحادية عشرة من سورة التغابن: ‘مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ’، كما يقول سبحانه في سورة التوبة: ‘قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ'”، مضيفا أنه “جاء في حديث نبوي أن ‘أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل’، وعليه ما يصيب المؤمن من نصب أو مصيبة فيصبر عليها إلا كتب له بها حسنة، وهذا ابتلاء من الله تعالى”.

وشدد رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “الجفاف والفيضان يقعان بأمر الله وتدبيره لينظر كيف نعمل”، وتابع: “في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقع أن انحبس المطر فجاء الصحابة إلى رسول الله يطلبون منه أن يستسقي لهم (والاستسقاء طلب الغيث بالدعاء أو الصلاة) فاستسقى لهم على المنبر، فما خرج الصحابة من المسجد حتى امتلأت السماء بالسحب ونزل الغيث مدرارا، واستمر الأمر كذلك أسبوعا كاملا حتى دخل الماء إلى البيوت وغمر الطرقات فجاء الصحابة يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله ليخفف ما نزل، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق المنبر وقال: ‘اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر’، فانقشعت السحب عن المدينة بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وتساءل المتحدث ذاته: “أفيكون هذا عقابا إلهيا؟”، قبل أن يجيب: “لا والله بل ابتلاء للمؤمنين، سواء بانحباس الغيث أو وقوع الفيضان. والحمد لله على كل حال”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “الله أخذ العهد لنبيه صلى الله عليه وسلم ألا يهلك أمته بما أهلك به الأمم السابقة”.

وسجل السكنفل أن “الكثير من الناس يرجعون ما يقع إلى كثرة المعاصي، فيقولون إن ذلك عقاب إلهي، والحقيقة أن الحق سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم بابنها، ورحمته سبقت غضبه، والمؤمن مطالب بترك المعاصي كبيرها وصغيرها في السراء والضراء طاعة لله وتقربا منه، مع كثرة الاستغفار عند ارتكاب المعصية والرجوع إلى الله”، مشيرا في هذا الصدد إلى “قول الله عز وجل في سورة الآية الخامسة والأربعين من سورة فاطر: ‘وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ'”.

وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول منزلة الشخص الذي قضى حتفه بسبب الزلازل والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية قال المتحدث ذاته إن “الذين قضوا في الفيضانات والزلازل من المؤمنين نحسبهم شهداء عند الله، فالغريق والمهدوم، أي الذي مات بسبب الهدم الناتج عن الزلازل أو الفيضان من الشهداء كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم”.

الفيضانات الكوارث الطبيعية لحسن بن إبراهيم السكنفل

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق