غلة المغرب في "البارالمبية" ترفع سقف الطموحات وسط مطالب بالتحفيز المادي

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

لاقت حصيلة المشاركة المغربية في دورة الألعاب البارالمبية بباريس، التي واصلت السير على منحى تصاعدي بصمت عليه في الدورات السابقة، إشادة باحثين في مجال الرياضة والإعاقة، الذين اعتبروا أنها نتيجة “القتالية والروح الوطنية العالية” التي أبان عنها البارالمبيون المغاربة، وأنها ترفع سقف الطموح المغربي في الدورة المقبلة إلى الحضور ضمن الدول العشر الأولى المقتنصة للميداليات، مؤكدين أن “ملامسة هذا السقف ليست عسيرة في حال نالت رياضة هذه الفئة نصيبها من التحفيز المادي والهيكلة”.

وفي حين شاطر آخرون هذه الإشادة لفتوا إلى أن “ارتفاع الغلة المغربية في بارالمبية باريس هو ثمرة نجاح أيضا لمجهودات دؤوبة بذلها القائمون على رياضة هذه الفئة من أجل تشريف العلم الوطني في التظاهرات الدولية”، مبرزين أن “الرياضيين والمسؤولين تكاثفوا من أجل تحدي هزالة الميزانية المرصودة لمشاركة البعثة البارالمبية أمام نظيرتها الخاصة بالبعثة الأولمبية”.

وفي حصيلة غير مسبوقة، حصد المغرب خلال دورة الألعاب البارالمبية باريس التي أسدل عليها الستار يوم الأحد الماضي، 15 ميدالية، توزعت بين ثلاث ذهبيات وست بروزيات وست فضيات.
وكانت المملكة قد حصدت سبع ميداليات في دورة 2008 التي أقيمت بالعاصمة الصينية بكين، ومثل هذا العدد في دورة ريو ديجانيرو بالبرازيل، قبل أن تتمكن من الظفر بـ11 ميدالية في دورة 2021 بالعاصمة اليابانية طوكيو.

“دعم المسؤولين لرفع السقف”

مصطفى الهرهار، خبير في الشأن الرياضي، قال إن “تحسن مشاركة المغرب في الألعاب البارالمبية جاء ثمرة عزيمة قوية للرياضيين المغاربة المشاركين في دورة باريس على التألق ورفع العلم المغربي، مدفوعين بروح وطنية كبيرة ودعم كبير من طرف أسرهم والشعب المغربي”، مشيرا إلى أن “هذا الإنجاز المتقدم مقارنة بدورة طوكيو، يجب أن يكون حافزا على رفع السقف إلى تصنيف المغرب ضمن العشر الدول الأولى المقتنصة لميداليات دورة 2028 في الولايات المتحدة”.

وأضاف الهرهار، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “القتالية التي أبان عنها الرياضيون المغاربة في دورة الألعاب البارالمبية توفر أرضية خصبة لمضاعفة عدد الميداليات، وحصة الذهبية منها، في الدورة المقبلة، وتحتاج تدعيمها بتجاوز التحديات والعراقيل التي تعترض طريقهم، من خلال رفع المنح والمكافآت المخصصة لفائدتهم، والاتجاه نحو الهيكلة من خلال إنشاء اللجنة الوطنية البارالمبية، وإنشاء جامعة خاصة بكل رياضة إعاقة على حدة”.

وشدد الخبير في الشأن الرياضي على أن “رفع مدبري الشأن الرياضي منسوب الاهتمام بهؤلاء الرياضيين، سيمثل جرعة تحفيز على التميز وحصد المزيد من الألقاب والإنجازات على مستوى التظاهرات الوطنية والدولية، خاصة أن ذوي الإعاقة يتوفرون قبلا على إرادة صلبة وقوية لإثبات قدرتهم على تذليل مختلف التحديات التي قد تطرحها إعاقتهم”.

وبالنسبة لمنير خير الله، باحث في مجال الإعاقة، فإن “ما حققه البارالمبيون المغاربة في دورة باريس هو استمرار لمسار التميز الذي أبدوه في الدورات السابقة، من خلال انتزاع ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في مختلف الرياضات، بالنظر إلى المجهودات الفردية التي يقومون بها ومجهودات جمعيات رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، في ظل بقاء تدخلات المشرفين على الشأن الرياضي بالمغرب دون المطلوب”، مشيرا إلى أن “هذا الوضع يكاد يكون دوليا، حيث ما زال الرياضيون ذوو الإعاقة لا يلقون الدعم والاهتمام اللازمين”.

وشدد خير الله، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “تقييم الحصيلة مناسبة للفت الانتباه إلى أن دعم الرياضيين في وضعية إعاقة من أجل مواصلة تحقيق الإنجازات على الصعيدين الدولي والوطني، يجب ألا يكون مناسباتيا فقط عند اقتراب الألعاب البارالمبية أو غيرها من التظاهرات الموجهة لفائدتهم، ويجب أن يشمل المواكبة والتشجيع المادي لتحسين أوضاعهم الاجتماعية وتمكينهم من الظروف الملائمة للتدريب والاستعداد”.

“نجاح مشترك ولكن”

مولاي عبد العزيز البلغيتي، محلل رياضي، ذكر بداية أن “حصيلة المشاركة المغربية في دورة الألعاب البارالمبية بباريس جاءت بعد الخيبة التي شعر بها المغاربة جراء هزالة غلة المغرب من الميداليات الأولمبية نتيجة سوء تدبير مجموعة من القائمين على الجامعات الرياضية المغربية”، مضيفا أن “البارالمبين المغاربة نجحوا في تشريف العلم الوطني رغم كون الميزانية المرصودة لمشاركتهم لا تكاد تمثل شيئا أمام الميزانية التي رُصدت للبعثة الأولمبية”.

البلغيتي أكد في تصريحه لهسبريس أن “البارالمبيين بقدرتهم على حصاد هذه الغلة من الميداليات انتصروا أيضا على التحديات التي تطرحها وضعيتهم بفعل قتاليتهم وروحهم الوطنية العالية وتنامي دعم المغاربة لرياضتهم”، إلا أنه شدد على أن “هذا النجاح هو تتويج لجهود مشتركة بينهم وبين المسؤولين الذين ترفع لهم القبعة، إذ يشتغلون في صمت ويضحون بالغالي والنفيس للنهوض بتصنيف رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب على المستوى الدولي”.

واعتبر المصرح لهسبريس أن “حصيلة البارالمبين تطلق صرخة تجاه مسيري الجامعات الرياضية للخجل من ضعف غلتها خلال الألعاب الأولمبية”، مؤكدا أن “الميزانيات التي تم رصدها لمشاركة المغرب في هذه الألعاب تجعلنا في حاجة إلى طرح تساؤلات كبرى: أين تذهب هذه الأموال؟ وهل هناك محاسبة فعلية لمسيري الشأن الرياضي بمجموعة من الجامعات سواء الخاصة بالرياضات الفردية أو الجماعية؟”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق