الفشل الدبلوماسي يُلازم مسار دي ميستورا من سوريا إلى الصحراء المغربية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يواصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستافان دي ميستورا إخفاقاته الديبلوماسية في حل النزاعات التي يتكلف بها من طرف الأمم المتحدة.

فبعد تعثره في الشرق الأوسط وبالضبط سوريا، التي تم إيفاده مبعوثا للأمين العام للأمم المتحدة لحل أزمتها، يبدو أنه يأخذ المسار نفسه في انتظار إعلان رسمي لفشله في تجاوز هذه الأزمة المفتعلة في الصحراء المغربية.

وبينما ترك بلادَ بشار الأسد منقسمة بين تياراتها دون أن يستطيع طي الأزمة، لم يجد الدبلوماسي الإيطالي من حل لأزمة الصحراء سوى اقتراح تقسيمها، وهو يعلم أن المغرب لن يقبل بالتخلي عن شبر من صحرائه.

ولعل المبعوث الشخصي للأمين العام لم يعد إلى أوراق الأمم المتحدة، وإلا كان تجنب المقترح المرفوض سلفا، الذي كان تقدم به المبعوث جيمس بيكر سنة 2001، والمتمثل في تقسيم الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية.

إخفاقات دي ميستورا

يقول أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض، محمد بنطلحة الدكالي، إن دي ميستورا يظهر مرة أخرى أنه “شخص فاشل ويفتقر للحرفية الديبلوماسية بعدما فشل في حل الأزمة السورية”، مضيفا أن “عليه العودة لقراءة تاريخ المغرب الدولة الأمة حتى يستدرك ما فاته”.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مقترح ما يسمى تقسيم الصحراء، الذي جادت به شطحات دي ميستورا، هو أحد أوهام وأحلام النظام العسكري الجزائري، الذي تم طرحه سنة 2001 أمام الأمم المتحدة من طرف عبد العزيز بوتفليقة، ولعل سجلات الأمم المتحدة شاهدة على ذلك”.

ولفت إلى أن دي ميستورا “حين ينادي بهذا الاقتراح البئيس يحاول إيهامنا بأننا نستطيع أن نفصل الوطن على مقاسات”، مشيرا إلى أن “اقتراحه هذا الأمر يظهر أنه وصل إلى الباب المسدود، وهذا يظهر فشله الذريع على جميع الأصعدة”.

وأبرز أنه كان منتظرا من المبعوث الشخصي للأمين العام “الحديث عن تهرب الجزائر من الموائد المستديرة، وهي صانعة المشكل الإقليمي، وأن ينادي بإلزامية إحصاء ساكنة مخيمات تندوف تماشيا مع قرارات مجلس الأمن، وأن يتكلم عن الوضع الهش الذي تعيشه الساكنة المحتجزة، وأن يتحدث بجرأة عن وضعية حقوق الإنسان التي يعيشها المحتجزون هناك”.

وختم بنطلحة تصريحه قائلا: “الوطن ليس قابلا للمساومة أو التقسيم، وليس ثوبا مستعارا نلبسه على مقاس، بل هو روح ووفاء والتزام صادق بالنسبة لنا جميعا”.

فقدان الخيط الناظم

من جهته يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة أن “دي ميستورا فشل في الإبقاء على خيط ناظم في حل هذه القضية المرتبطة بالمسارات الجديدة التي تبنتها الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن، لا سيما القرارات التي صدرت فيما يتعلق بجدية وأولوية الحل السياسي المتوافق حوله والقابل للتنزيل، وهو المرتبط بالتصور المغربي فيما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي”.

وأوضح أستاذ التعليم العالي، في تصريحه للجريدة، أن تململ المبعوث الشخصي للأمين العام عن هذا المسار الواحد جعله يتخبط على مستوى الطرح الأممي.

وأشار إلى أن المفروض في المبعوث الأممي أن يحقق نجاحات على مستوى إيصال الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وأن تتخذ مواقف فيما يتعلق بجلوسها، سواء كطرف أساسي أو طرف ملاحظ، قبل أن يضيف أن “المبعوث الأممي كان أكثر سهولة ويسرا في التعامل مع ما صدر عن الجبهة في مجموعة من المحطات، خاصة تبني ما يسمى الكفاح المسلح والهجمات الكثيرة الموجهة ضد مدنيين، إذ كان هناك عدم اكتراث بردع هذا النوع من التصرفات”.

وسجل أن المبعوث الأممي خلال هذه المرحلة “لم يكن قريبا بالشكل الكافي من قضية الصحراء المغربية، سواء القرب الميداني أو الاستراتيجي، لإيجاد حل لها”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق