حالة من الجدل أثارتها تقارير بشأن موقف قطر من الوساطة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، لإنهاء الحرب في غزة، فضلا عن موقف الدولة الخليجية من استضافة مكتب سياسي للحركة.
وعلى الرغم من أن الخارجية القطرية قالت إن التقارير المتداولة عن انسحاب قطر من ملف الوساطة في غزة ومكتب حماس "ليست دقيقة"، إلا أن الجدل لا يزال قائما خاصة أن الأمر ليس بجديد بل بتردد كل حين وآخر.
الباحث في شؤون الجماعات الأصولية مصطفى أمين يقول لـ"الرئيس نيوز"، إن قطر لم تكن تملك قرار استضافة مكتب لحركة حماس بمفردها ولكن بتكليف من الإدارة الأمريكية، فأمريكا تريد استنساخ تجربة مكتب حركة "طالبان" الأفغانية، في قطر مع حركة حماس، خاصة أن تجربة مكتب طالبان نجح وحقق الأهداف المرجوة منه.
استبعد أمين ان يكون أمريكا اتخذت قرارا بمثل هذا، فهي تريد دوام السيطرة والتأثير والتواصل مع الحركة عبر حليف لها في المنطقة، وقطر تحقق هذا الغرض، وهي تعلم أن الدولة البديلة لقيادات حركة حماس ستكون إيران بلا شك، وبالتالي سيصعب التواصل مع الحركة، وستزداد القيمة السياسية لإيران، وواشنطن لا تريد ذلك.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن قطر أخطرت الأطراف قبل عشرة أيام بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق.
وأضاف بيان لوزارة الخارجية القطرية، أن قطر أخطرت الأطراف أنها "ستستأنف جهودها مع الشركاء عند توفر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب".
وقال الأنصاري، إن "جهود قطر في الوساطة بين حماس وإسرائيل معلقة في الوقت الحالي". وأردف "عند توفر الجدية لإنهاء الحرب سنكون في المقدمة لبذل كل جهد لإنهاء الحرب وعودة الرهائن والأسرى".
وأشار إلى أن التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة "غير دقيقة"، مؤكدا أن الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر "هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية".
وجاء البيان القطري بعد تقارير أفادت بانسحاب الدوحة من دور الوسيط الرئيسي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وإبلاغها حماس أن مكتبها في الدوحة "لم يعد يخدم الغرض منه".
وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "أبلغ القطريون الإسرائيليين وحماس أنه طالما كان هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة، ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه".
لكن قياديا في حماس قال لفرانس برس إن الحركة لم تتلق أي طلب من قطر لغلق مكتبها في الدوحة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "ليس لدينا أي شيء حول تأكيد أو نفي ما نُشر عن مصدر دبلوماسي لم تحدد هويته، ولم نتلق أي طلب لمغادرة قطر".
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن قطر "أبلغت الطرفين، إسرائيل وحماس، وكذلك الإدارة الامريكية بقرارها"، مضيفا "أبلغ القطريون الإدارة الأمريكية أنهم سيكونون مستعدين لخوض وساطة مجددا حين يثبت الطرفان نية صادقة للعودة إلى طاولة المفاوضات".
ووفق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تحدث لرويترز، الجمعة، فإن الولايات المتحدة أبلغت قطر بأن وجود حركة حماس في الدوحة لم يعد مقبولًا.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "بعد رفض حماس للمقترحات المتكررة للإفراج عن الرهائن، لم يعد من الممكن الترحيب بقادتها في عواصم أي شريك للولايات المتحدة. أوضحنا ذلك لقطر في أعقاب رفض حماس قبل أسابيع لمقترح آخر للإفراج عن الرهائن".
0 تعليق