الخسارة تحاصر المستشار الألماني في انتخابات ولاية براندنبورج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

 سيكون المستشار الألماني أولاف شولتس خارج موطنه عندما تبدأ النتائج الأولى لانتخابات البرلمان الإقليمي في ولاية براندنبورج في الظهور مساء غد الأحد (22 سبتمبر) عقب الساعة السادسة مساء (1600 بتوقيت جرينتش).

 

في ذلك الحين سيشارك شولتس - المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط) - في قمة المستقبل التي تنظمها الأمم المتحدة في نيويورك، ما يعني أنه سيحصل على أول توقعات للانتخابات عقب الظهر بقليل.

 

وقد يصف البعض هذا بأنه وقت حرج بالنسبة لشولتس، حيث يواجه هو وحزبه ليس فقط المركز الثاني المُحرِج في ولاية براندنبورج، بل أيضا خسارة كارثية محتملة للسلطة في الانتخابات العامة المقرر أن تشهدها ألمانيا في غضون عام تقريبا.

 

شولتس محاصر بالخسارة

 

قد يكون من الأفضل لشولتس أن يراقب نتائج الانتخابات الإقليمية في براندنبورج من مسافة آمنة، حيث من المرجح أن يبدو مستقبله السياسي أكثر اهتزازا بعد تصويت يوم الأحد.

 

وإذا قاد رئيس حكومة ولاية براندنبورج الحالي، زميل شولتس في الحزب ديتمار فويدكه، الحزب إلى الفوز، فسيقول المراقبون إنه تمكن من تحقيق ذلك فقط لأنه حافظ على مسافة بينه وبين المستشار؛ ففي بعض الأحيان عارض فويدكه الحكومة الاتحادية فيما يتعلق بسياسة الهجرة، وهو الموضوع السياسي الأكثر سخونة في الوقت الحالي.

 

واختار فويدكه - الذي يقود الحكومة في براندنبورج منذ 11 عاما - عدم الاستعانة بوجود شولتس لدعمه في الحملة الانتخابية، على الرغم من أن المستشار نفسه يعيش في بوتسدام، العاصمة الخلابة لولاية براندنبورج.

 

ويقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحكومة في براندنبورج منذ سقوط جدار برلين وإجراء أول انتخابات ديمقراطية هناك في عام 1990.

وإذا حصل فويدكه على المركز الثاني في الانتخابات الإقليمية، فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وشولتس وحكومته الائتلافية المتناحرة سيتحملون مرة أخرى المسؤولية عن الهزيمة.

 

نظرة للمستقبل حتى سبتمبر 2025

 

وبعيدا عن انتخابات الولاية، فإن السؤال السياسي الأكبر الذي يطرح نفسه هذا الأسبوع في ألمانيا هو ما إذا كان شولتس سينجح في قيادة حزبه للفوز في الانتخابات العامة المقبلة.

 

وعقب اختيار المعارضة المحافظة الآن لفريدريش ميرتس للترشح عن التحالف المسيحي لمنصب المستشار في انتخابات البرلمان الاتحادي (بوندستاج) المقررة في سبتمبر 2025، يزداد الضغط على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الآن لتحديد ما إذا كان سيلقي ثقله خلف شولتس أم سيختار سياسي آخر للترشح لمنصب المستشار.

 

وقد وضعت النتائج المتدنية للغاية التي مُني بها الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات الإقليمية في ولايتي سكسونيا وتورينجن المستشار في موقف حرج، حيث أصبحت معدلات تأييده الشخصية في استطلاعات الرأي في أدنى مستوياتها.

 

ويحقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يمثل من قبل قوة كبيرة في السياسة الألمانية، في استطلاعات الرأي على مستوى الوطني نسبا ضئيلة تتراوح بين 14٪ و16٪، متأخرا كثيرا عن التحالف المسيحي (يمين الوسط)، الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميرتس، والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بزعامة ماركوس زودر.

 

وربما يرجع عدم اندلاع سخط عام أوسع نطاقا ضد شولتس في الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد إلى التأثير المثبط لانتخابات براندنبورج الوشيكة، لكن بعض الأصوات تخترق لإعطاء لمحة عما قد يفكر فيه الحزب الاشتراكي الديمقراطي حقا، حيث قال زعيم الحزب الأسبق فرانتس مونتيفيرينج مؤخرا إن مسألة من سيترشح عن الحزب لمنصب المستشار لا تزال مفتوحة - بعبارة أخرى، قد لا يكون شولتس.

 

وفي حديثه لصحيفة "تاجس شبيجل"، أشاد مونتيفيرينج بوزير الدفاع بوريس بيستوريوس، الذي يحتل مرتبة متقدمة جدا عن شولتس في تقييمات المواطنين للساسة في استطلاعات الرأي. وقال مونتيفيرينج: "يبدو بيستوريوس طبيعيا، وبالتالي يتم النظر في تعيينه في مناصب مهمة".

"سحق" الحكومة في برلين

 

في الوقت نفسه، يتوق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف إلى فوزه الثاني على الإطلاق في انتخابات على مستوى الولايات، بعد انتصاره في ولاية تورينجن في وقت سابق من هذا الشهر.

 

والمرشح الرئيسي لحزب البديل من أجل ألمانيا في براندنبورج هو هانز-كريستوف بيرنت، الذي صنفه المكتب الإقليمي لهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في الولاية على أنه متطرف يميني. ويخوض بيرنت حملته الانتخابية ليحل محل فويدكه كرئيس حكومة الولاية القادم. وفي إحدى الفعاليات الانتخابية أعلن القيادي البارز في حزب البديل من أجل ألمانيا، رينه شبرينجر، أن الحزب يعتزم "مطاردة" فويدكه لإخراجه من حكومة الولاية.

 

ومع ذلك، تظل احتمالات تولي حزب البديل من أجل ألمانيا السلطة في براندنبورج غير مرجحة للغاية، حتى لو احتل الحزب اليميني المتطرف المرتبة الأولى في الانتخابات الإقليمية.

 

ولا يصرح أي حزب رئيسي في براندنبورج بأنه سيشارك في ائتلاف حاكم مع حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي لا يحصل على الأغلبية المطلقة في استطلاعات الرأي. وهذا يعني أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يحتل المركز الثاني في الاستطلاعات بالولاية قد يُترك لتشكيل ائتلاف مع أحزاب أخرى، مثل الخضر أو ​​الحزب المسيحي الديمقراطي.

 

ومن جانبه، يريد بيرنت استغلال الانتخابات لاتخاذ موقف ضد الحكومة الاتحادية، المعروفة في ألمانيا باسم "ائتلاف إشارة المرور" بسبب لون الأحزاب المشاركة فيها، والتي تضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي (الأحمر) وحزب الخضر (الأخضر) والحزب الديمقراطي الحر (الأصفر). وقال بيرنت: "لدينا أيضا القدرة على سحق إشارة المرور".

 

ومن المحتمل أن يشعر شولتس بهذه الضربة المدوية، حتى في نيويورك.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق