السودان يواجه خطر فقدان جيل كامل.. ملايين الأطفال بين الجوع والموت والتشريد

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل 2023، يواجه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث بات أكثر من 16 مليون طفل عرضة للمجاعة والمرض والتشريد وفقدان التعليم، في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار كامل في الخدمات الأساسية.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 30 مليون سوداني، أي أكثر من 60% من السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وسط مخاوف متزايدة من فقدان "جيل كامل" من الأطفال الذين لم يعد لديهم أي أمل في التعليم أو الرعاية الصحية أو حتى البقاء على قيد الحياة.

يونيسف تحذر: السودان على شفا كارثة إنسانية تهدد مستقبل ملايين الأطفال

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن السودان يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يتعرض الأطفال بشكل يومي للانتهاكات الجسيمة والتشريد والتجنيد القسري، إلى جانب تفشي الأمراض وسوء التغذية الحاد.

وأكدت مديرة المنظمة، كاثرين روسيل، أن الوضع في السودان يفوق التصورات، مضيفة في تصريحات صحفية:

"الأطفال يتعرضون يوميًا للقتل والتشويه والتهجير القسري. يتم الإبلاغ عن انتهاكات جسيمة ضدهم بشكل متزايد، كما أن التجنيد القسري للأطفال في النزاع المسلح أصبح واقعًا مؤلمًا، إلى جانب انتشار عمالة الأطفال والزواج المبكر."

المجاعة تهدد ملايين الأطفال.. 770 ألف طفل يواجهون خطر الموت جوعًا

التداعيات الاقتصادية للحرب أدت إلى انهيار الأمن الغذائي في السودان، حيث تشير التقديرات إلى أن 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 770 ألف طفل معرضون لخطر الموت بسبب الجوع الحاد.

وتحذر يونيسف من أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد معرضون للوفاة بمعدل 11 مرة أكثر من الأطفال الذين يحصلون على تغذية كافية، خاصة في ظل نقص الخدمات الصحية وتدمير المنشآت الطبية.
 

ومع نزوح أكثر من 15 مليون شخص، بات معظم الأطفال يعيشون في مناطق تفتقر إلى مياه الشرب النظيفة، وخدمات الصرف الصحي، والرعاية الصحية الأساسية، ما يزيد من مخاطر تفشي الكوليرا، والتيفوئيد، والملاريا، والحصبة، وشلل الأطفال.

لم يكن التعليم بمنأى عن الكارثة، حيث فقد 17 مليون طفل سوداني فرصة الالتحاق بالمدارس منذ اندلاع الحرب، في ظل إغلاق المؤسسات التعليمية وانعدام البيئة الآمنة للتعلم.

وقالت يونيسف في تقريرها الأخير:

"غياب التعليم عن ملايين الأطفال سيؤدي إلى آثار نفسية واجتماعية طويلة الأمد. فالصراع، وفقدان الاستقرار، والتشريد، جميعها عوامل تدفع الأطفال نحو اضطرابات نفسية خطيرة مثل القلق والاكتئاب والصدمات النفسية."

انهيار القطاع الصحي.. السودان بؤرة لتفشي الأمراض القاتلة

تسببت الحرب في انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، حيث خرجت أكثر من 70% من المستشفيات عن الخدمة، ما جعل آلاف الأطفال يفقدون حياتهم بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها بسهولة.

وقال مصدر طبي في أحد مستشفيات ولاية الجزيرة وسط السودان:

"معظم الأطفال الذين يصلون إلينا يعانون من أمراض كان من الممكن علاجها بسهولة مثل الملاريا والحصبة، لكن بسبب عدم حصولهم على التطعيمات، تصبح حالتهم أكثر تعقيدًا، وغالبًا ما نفقدهم أمام أعيننا بسبب نقص الإمكانيات الطبية."

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أطفال السودان يمثلون 42% من إجمالي الأطفال غير المطعمين في منطقة شرق المتوسط، حيث انخفضت معدلات التطعيم من 85% قبل الحرب إلى 50% حاليًا، بينما تراجعت في مناطق النزاع إلى 30% فقط، وهو معدل خطير للغاية.

تحكي سمية علي، وهي أم فقدت طفلها البالغ من العمر عامًا ونصف بسبب الملاريا، عن معاناتها في العثور على الرعاية الصحية المناسبة، حيث قالت:

"اضطررت للسفر أكثر من 6 ساعات للوصول إلى مستشفى، لكن طفلي توفي بعد ساعة من وصولنا. لم يكن قد تلقى أي جرعة تطعيم منذ ولادته بسبب توقف حملات التحصين نتيجة الحرب."

وفي شهادة أخرى، قال طبيب في مستشفى بوسط السودان:

"كل يوم نرى أطفالًا يموتون أمام أعيننا بسبب أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد والملاريا، وهذه أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة بالتطعيمات والرعاية الطبية، لكنها غير متوفرة."

هل يمكن إنقاذ جيل الأطفال السودانيين؟

في ظل استمرار الحرب، أصبح من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ ملايين الأطفال السودانيين من الموت جوعًا أو بسبب الأمراض، بالإضافة إلى ضمان حصولهم على حقهم في التعليم والرعاية الصحية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق