عادل ثابت: قطاع الإنتاج فقد فاعليته وأصبح "اسمًا بلا مسمى"
عصام زكريا: عمرو أديب يقيم الدراما بمنطق الولاء السياسي وليس التحليل الفني
مارجو حداد: علينا الحذر من تحول لجان الدراما لأدوات رقابية تقيد الإبداع
لينا مظلوم: يجب الفصل بين النقد الفني والعلاقات السياسية
شهدت الأيام القليلة الماضية جدلا واسعا حول الدراما المصرية، خاصة بعد تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي بهذا الشأن في أكثر من مناسبة خلال شهر رمضان الكريم، لينطلق سباق اللجان لتقييم المحتوى الدرامي.
وأشار بعض النقاد إلى أن صناعة الدراما لم تعد محكومة فقط بالمعايير الفنية والإبداعية، بل أصبحت رهينة قرارات لجان رقابية غير مختصة، تدخلنا في صراعات وتنافس بين جهات متعددة منها ما هو رسمي وما هو غير رسمي، على سبيل المثال من بينها المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بل وحتى بعض الأحزاب السياسية ومجلس الوزراء، الذين باتوا منشغلون للتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في تقييم المحتوى الدرامي، خلال موسم رمضان 2025 وقبل حتى انتهائه بوقت طويل.
وسط هذا الجدل، حاول بعض الإعلاميين ربط الأمر لخلق أزمة بالعلاقات المصرية السعودية، في محاولة للالتفاف على جوهر المشكلة الحقيقية، وهي غياب رؤية إنتاجية واضحة، وتراجع دور الدولة في دعم الدراما الوطنية، وترك المجال بالكامل لمنطق السوق والمصالح الضيقة.
“الرئيس نيوز” يستعرض في السطور التالية آراء النقاد والمتخصصين في هذا الشأن لمعرفة حقيقة الأزمة.
الناقد عصام زكريا: اللجان الرقابية قد تضر بالصناعة أكثر مما تنفعها
أكد الناقد الفني عصام زكريا أن الجدل الدائر حول الدراما الرمضانية هذا العام يتفرع إلى جانبين: “التقييم الفني والاعتراضات الرقابية”، مشيرًا إلى أن الأزمة المثارة ليست بسبب مستوى الأعمال الفنية، بل بسبب اعتراضات على بعض الألفاظ والمشاهد.
وقال زكريا في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" إن الموسم الدرامي الحالي يقدم أعمالًا متفاوتة المستوى، فهناك مسلسلات جيدة وأخرى متوسطة أو ضعيفة، لكنه يرى أن الضجة المثارة لا تتعلق بجودة الإنتاج بقدر ما تتعلق بـ "موجات الاعتراض المعتادة على الدراما".
وأشار إلى أن هذا الجدل متكرر منذ نشأة السينما والتلفزيون، خاصة مع تنوع الإنتاج وزيادة المنصات الرقمية، مضيفًا: "لدينا 35 مسلسلًا هذا العام، وإذا كان هناك 4 أو 5 مسلسلات بها ألفاظ أو مشاهد غير مقبولة للبعض، فمن لا تعجبه هذه الأعمال يمكنه ببساطة عدم متابعتها، بدلًا من تصدير أزمة كل عام."
وحذر زكريا من أن الاستجابة الدائمة لهذه الاعتراضات قد تؤدي إلى فرض قيود رقابية تهدد الإبداع الفني، مؤكدًا أن الرقابة ليست الحل، بل إن التصنيف العمري هو الوسيلة المناسبة لتوجيه المشاهدين دون المساس بحرية الإبداع.
كما انتقد تشكيل اللجان الرقابية، معتبرًا أنها تفتقر في كثير من الأحيان إلى أصحاب الخبرة الحقيقية في المجال الدرامي، ما يؤدي إلى قرارات غير مهنية قد تضر بالصناعة أكثر مما تنفعها.
وفيما يخص تأثير هذا الجدل على نسب المشاهدة، أشار زكريا إلى أن الهجوم على بعض المسلسلات يزيد من شعبيتها، موضحًا أن المنتجين يدركون ذلك جيدًا، قائلًا: "كلما زاد الجدل حول عمل معين، ارتفعت نسب مشاهدته، مما يدفع بعض المنتجين إلى استغلال هذه الحالة لتحقيق نجاح جماهيري."
وأكد زكريا خلاب حديثه أن الأهم في تقييم الدراما هو مستواها الفني، وليس الجدل المثار حولها، داعيًا الجمهور إلى الاختيار بحرية دون فرض قيود على الصناع.
كما وجه الناقد عصام زكريا انتقادًا لطريقة تناول عمرو أديب للأعمال الدرامية، قائلًا: "المشكلة ليست في عمرو أديب وحده، ولكن في نمط الإعلام الذي يتعامل مع الدراما وكأنها مجرد سلعة يجب أن تحقق نسبة مشاهدة، دون الاهتمام بالقيمة الفنية".
وأضاف: "عندما يُطلق عمرو أديب أحكامه على الأعمال الدرامية، فهو يفعل ذلك بنفس طريقة تقييمه للأحداث السياسية أو الاقتصادية، أي بمنطق الإثارة والتشويق، وليس من منطلق التحليل الفني العميق"، مشيرا إن عمرو أديب يسعى لخدمة الجهة التي يعمل بها ويحاول أن يدافع عنها باستماته، مع أن الحديث يخص الدراما ولا علاقة له بالسياسة، ومن غير المنطق ولا من المهنية أن يشير إلى ربط بين أعمال درامية وعلاقة سياسية بين بلدين.
كما أكد أن الإعلام الفني يحتاج إلى نقاد حقيقيين أكثر من حاجته إلى مذيعين يبحثون عن "التفاعل الجماهيري"، معتبرًا أن النقد الفني يجب أن يكون أكثر استقلالية عن الأجندات الإعلامية.
أزمة الدراما المصرية في عيون عادل ثابت رئيس قطاع الإنتاج الأسبق
في سياق الحديث عن التحديات التي تواجه الدراما المصرية، أوضح عادل ثابت، رئيس قطاع الإنتاج الأسبق، الأزمة التي تعاني منها الصناعة حاليًا، وخاصة فيما يتعلق بغياب الإنتاج الرسمي للدولة، والاعتماد على منطق السوق الخاص، مما أثر على جودة المحتوى.
وكشف عادل ثابت عن أن تراجع دور قطاع الإنتاج، تسبب في العزوف عن مشاهدة التلفزيون نهائيًا، قائلًا: "حزني على قطاع الإنتاج وماسبيرو عامة جعلني لا أشاهد التلفزيون خالص".
وأكد أن قطاع الإنتاج فقد فاعليته وأصبح "اسمًا بلا مسمى"، مشيرًا إلى أن الوضع لن يتحسن إلا إذا كان هناك دعم حقيقي من الدولة وقال: "لو الدولة لديها الرغبة في ذلك، هتساعد وتساند لأن التحديات كتير أوي، لكن بدون ذلك لن يصلح الحال".
واعتبر ثابت أن أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الدراما هو اختيار القيادات والمسؤولين عن هذا الملف، بناءً على معايير غير موضوعية، مشددًا على ضرورة وضع الكفاءة المهنية والضمير على رأس الأولويات، قائلًا: "اختيار القيادات لا بد أن يكون على أسس موضوعية وكفاءة مهنية وضمير".
وتطرق إلى المقارنة بين التكلفة الإنتاجية في الماضي والحاضر، مشيرًا إلى أن أجور الفنانين قفزت بشكل غير مسبوق. وذكر مثالًا بأن النجم يحيى الفخراني كان يتقاضى 13 ألف جنيه تقريبًا في الحلقة عن مسلسل يعد من أدبيات الدراما المصرية وهو مسلسل جحا المصري، وهذا رقم يبدو ضئيلًا مقارنةً بالأجور الحالية التي تصل إلى ملايين الجنيهات وتقدم أعمال قد تكون غير قيمة أو لا تصلح للعرض إلا لمرة واحدة.
وأبدى رئيس قطاع الإنتاج الأسبق أسفه على غياب الأعمال التاريخية المهمة، مؤكدًا أن الدراما أصبحت تخضع لمنطق القطاع الخاص، دون الاهتمام بالرسالة الثقافية والفنية التي كانت تميز الدراما المصرية في الماضي.
كما انتقد آلية تقييم الأعمال، مشيرًا إلى أن لجان الاختيار ليست متخصصة في كثير من الأحيان، مما يؤثر على جودة المحتوى.
واختتم عادل ثابت حديثه بالتأكيد على ضرورة إعادة دور الدولة في الإنتاج، حتى لا تتحول الدراما المصرية إلى مجرد "سلعة تجارية" تتحكم فيها معايير السوق فقط، دون مراعاة الهوية الثقافية والفنية.
تحليل موسم دراما رمضان: رؤية الناقدة العراقية لينا مظلوم
فيما قدمت الناقدة العراقية لينا مظلوم رؤيتها لموسم دراما رمضان هذا العام، مشيرة إلى أن الحكم على الموسم ككتلة واحدة ليس دقيقًا، إذ ضم أعمالًا تحمل قضايا مهمة، وأخرى أقل جودة.
وأشادت لينا مظلوم بمسلسل حسبة عمري، معتبرة أنه ناقش قضايا حيوية مثل استقلال المرأة ماديًا ومعنويًا، وتدخل الأسرة بشكل أناني في حياة أبنائها، وما يترتب على ذلك من سلبيات وإيجابيات، كما اعتبرت أن هذه القضايا لها "وزن كبير"، رغم اختلاف وجهات النظر حول طريقة طرحها.
وعن مسلسل "النص" أشادت قائلة إنه تناول حقبة تاريخية جديدة بأسلوب متقن، وأثار حسًا وطنيًا حتى لدى الفئات التي قد لا تحظى بتعاطف عام، كما أشارت إلى أن المسلسل استند إلى مذكرات حقيقية، مما زاد من واقعيته.
أما المفاجأة الكبرى في الموسم، فكانت الممثل أحمد أمين، الذي وصفته بأنه "اكتشاف رمضان" لهذا العام، معتبرة أن أداءه في الكوميديا كان درسًا للكثير من الممثلين، بل واستحضرت مقارنة بينه وبين نجيب الريحاني، حيث قدم كوميديا إنسانية عميقة دون افتعال، وهو ما وصفته بـ"كوكتيل رائع بين الكوميديا والخط الإنساني".
وتحدثت أيضًا عن مسلسل قهوة المحطة، مؤكدة أن عبد الرحيم كمال يتميز بالغوص في النفس البشرية، مشيرة إلى أن المسلسل حمل نقلات درامية مختلفة عن أعماله السابقة مثل القاهرة كابول وجزيرة غمام، وأضافت أن شخصيات العمل كانت رموزًا لأحلام متنوعة، وهو ما جعل النسيج الدرامي أكثر ثراءً.
وأعربت مظلوم عن أمنيتها في رؤية مزيد من الأعمال الوطنية والتاريخية، متسائلة: "لماذا لا نرى مسلسلًا عن زويل أو مجدي يعقوب، أو عن نبوية موسى وصفية زغلول، كما رأينا أم كلثوم؟"
واقترحت أن يتم التعاون بين الشركة المتحدة وشركات الإنتاج الأخرى، بحيث يمكن مشاركة الدولة في الإنتاج، كما يحدث عالميًا، قائلة: "لماذا لا تتعاون الشركات الكبرى لإنتاج أعمال ضخمة بدلًا من الاكتفاء بأعمال تجارية؟ مصر ليست فقيرة بالمواهب".
كما أشادت بمسلسل قلبي ومفتاحه للمخرج تامر محسن، مؤكدة أنه قدم معالجة درامية متقنة لموضوع شائك مثل "المُحلل"، بعيدًا عن الكوميديا النمطية التي ظهرت في أفلام مثل طلاق سعاد حسني وزوج تحت الطلب.
في الجزء الأخير من حديثها، تناولت الناقدة العراقية الهجوم الذي تتعرض له الدراما المصرية، سواء من بعض الإنتاجات غير المصرية التي تحاول تشويه صورة المجتمع المصري، أو من بعض المخرجين المصريين الذين لم يستطيعوا الحفاظ على المستوى الفني المطلوب.
وأكدت أن هناك فرقًا بين "نقد عمل معين" ومحاولة النيل من الدراما المصرية بشكل عام، مشيرة إلى أن أعمالًا مثل أولاد الشمس والنص وقلبي ومفتاحه، أثبتت نجاح المعادلة بين المحتوى الجيد والجذب الجماهيري.
وفي سياق حديثها عن الإعلام ودوره في تقييم الدراما، علّقت لينا مظلوم على تصريحات الإعلامي عمرو أديب حول الأعمال الرمضانية، قائلة: "عمرو أديب صحفي ذكي وإعلامي ناجح، لكنه أحيانًا يُطلق أحكامًا متسرعة دون تدقيق فني كاف، ربما لأنه يركز أكثر على التأثير اللحظي وردود الفعل المباشرة بدلًا من التحليل العميق".
وأضافت: "الإعلام المصري لديه قوة كبيرة، لكنه بحاجة إلى أن يكون أكثر دعمًا للإبداع الحقيقي، وليس فقط للأعمال التي تحقق نسب مشاهدة مرتفعة. الدراما ليست مجرد أرقام على الشاشة، بل فن ورسالة".
كما أشارت إلى أن بعض النقاد يتأثرون بمواقف إعلاميين كبار مثل عمرو أديب، مما يجعل بعض الأحكام على الأعمال الدرامية تأخذ طابعًا شعبيًا أكثر من كونه نقدًا فنيًا متخصصًا.
وفي ختام حديثها، شددت على ضرورة الفصل بين النقد الفني والخلط الإعلامي الموجه، محذرة من الوقوع في فخ "اللغط الإعلامي غير الدقيق".
مارجو حداد: الدراما المصرية تمر بمرحلة إعادة تقييم
وفي السياق، قالت د. مارجو حداد الناقدة الفنية وأستاذ صناعة الأفلام بالجامعة الأمريكية، إن الدراما المصرية هذا العام شهدت حالة من التنوع بين الأعمال الجادة والكوميدية والاجتماعية، لكن تظل هناك إشكاليات تتكرر، أبرزها اللجوء إلى الإثارة المفرطة أو تقديم صورة مشوهة للمجتمع المصري، هذا ما دفع جهات رسمية إلى انتقاد بعض الأعمال التي رُوجت على أنها تعكس الواقع، بينما هي في الحقيقة تُرسّخ صورًا سلبية لا تمثل الغالبية العظمى من المجتمع.
أضافت مارجو أن التحدي الذي تواجهه الدراما المصرية اليوم هو تحقيق التوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية الفنية، فلا يمكن أن تكون الدراما مجرد انعكاس مباشر للواقع، لكنها أيضًا ليست معفاة من مسؤولية التأثير على الجمهور، خاصة في ظل انتشارها عربيًا، وأشارت إلى أن الدراما ليست مجرد محتوى ترفيهي، بل هي أداة تأثير ثقافي واجتماعي، وبالتالي يمكن أن تُثير أزمات بين الدول إذا تناولت قضايا حساسة بطريقة غير متوازنة.
وأردفت في تصريح لـ"الرئيس نيوز": “شهدنا في السابق حالات حيث أثارت بعض الأعمال استياء دول عربية بسبب تصويرها لشعوب معينة بطريقة سلبية، أو تبنيها روايات تاريخية مثيرة للجدل. في عصر الإعلام الرقمي، لم يعد الجمهور مقيدًا بحدود جغرافية، وأي رسالة درامية يمكن أن تصل إلى ملايين المشاهدين في دول مختلفة، مما يجعل تأثيرها أقوى وأوسع”.
وأكملت: "لذلك، لا بد أن يكون هناك وعي أكبر لدى صناع الدراما بأن أعمالهم ليست محلية فقط، وأن أي محتوى يحمل بعدًا سياسيًا أو اجتماعيًا حساسًا يمكن أن يُفسر بأكثر من شكل، مما قد يخلق أزمات غير ضرورية بين الدول".
وحول وجود جهة عربية موحدة تشرف على الدراما، قالت: "لا توجد حتى الآن جهة عربية موحدة تُشرف على الدراما، فكل دولة تدير إنتاجها بشكل مستقل، رغم وجود تعاون في بعض الأعمال المشتركة، المؤسسات الثقافية مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) لديها دور في تعزيز التعاون الثقافي، لكنها لا تملك سلطة تنظيمية فعلية على الدراما.
وأكدت أن فكرة وجود لجنة عربية مشتركة معنية بالتنسيق في ملف الدراما قد تكون مفيدة إذا كانت تهدف إلى:
• تشجيع الإنتاج العربي المشترك ودعمه ماليًا وتقنيًا.
• وضع معايير مهنية تساعد في تجنب الأزمات الدبلوماسية الناتجة عن محتوى غير مسؤول.
• خلق منصات حوار بين صناع الدراما في الدول العربية لتبادل الخبرات وضمان أن يكون المحتوى الدرامي معبرًا عن الهوية العربية دون إساءة لأي طرف.
وقالت: "لكن يجب الحذر من أن تتحول هذه اللجنة إلى أداة رقابية تُقيّد الإبداع، لأن أي تنظيم يجب أن يحترم حرية التعبير الفني ولا يتحول إلى شكل من أشكال الوصاية الثقافية".
وعما أثاره الإعلامي عمرو أديب في هذا الصدد، علقت مارجو حداد: "الإعلام مسؤولية قبل أن يكون منصة للرأي الشخصي، خاصة عندما يكون الحديث عن قضايا قد تؤثر على علاقات بين دول، عمرو أديب إعلامي له تأثير كبير، لكن تصريحاته في بعض الأحيان تتسم بالصدامية أو الاستفزاز، مما قد يُفاقم أزمات غير ضرورية".
وأضافت: "لا أحد يمنع الإعلامي من التعبير عن رأيه، لكن عندما يكون الحديث عن عمل درامي قد يثير حساسية سياسية بين دولتين، يجب أن يكون الطرح متزنًا ومسؤولًا، الإعلاميون لديهم القدرة على تهدئة الأوضاع أو تصعيدها، وهنا يأتي دور المؤسسات الإعلامية في وضع ضوابط مهنية لضمان أن النقد يظل في نطاقه الفني دون أن يتحول إلى أزمة دبلوماسية".
وختمت قائلة: "الدراما المصرية تمر بمرحلة إعادة تقييم، وهناك توجه واضح لضبط معايير المحتوى. لكن الحل لا يكمن فقط في الرقابة، بل في رفع مستوى الصناعة نفسها، بحيث تقدم أعمالًا ذات قيمة فنية وإنسانية، بعيدًا عن الإثارة والسطحية. الإعلام أيضًا يجب أن يكون أكثر وعيًا بدوره، لأن تأثيره لا يقل خطورة عن تأثير الدراما نفسها".
تصريحات الرئيس السيسي عن الدراما
وسبق أن قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الدولة تجري مراجعة لصناعة الفن بفعل الواقع الذي تغيَّر في الفترة الحالية، مؤكدا أن الدراما كانت في السابق صناعة لكنها تحولت إلى تجارة.
وأوضح أن الدولة كانت تساهم في هذا المجال، وكان يوجد إنتاج تلفزيوني فكانت هناك أهداف وضعها متخصصون في الإعلام وعلم النفس وعلم الاجتماع ومعنى المجتمع وصياغته.
كما أوضح أنه عندما وقعت تطورات على مدار 40 سنة مضت، بدأ تلفزيون الدولة يكون محملًا بأعباء ما جعله غير قادر على أداء هذا الدور، فتحول الأمر من صناعة إلى تجارة.
ولفت الرئيس إلى أن هناك إمكانية لتحقيق أرباح جيدة ويكون العمل في نفس الوقت جيدًا، متابعًا: “أنا خايف على الذوق العام بتاعنا”.
ونوه بأن الإعلام له تأثير كبير، وكذلك الأمر بالنسبة للمسجد والكنيسة، وأيضًا المدرسة والجامعة والأسرة، مؤكدا أن هناك تداخلًا بين هذه العناصر، فإذا كان هناك تشدد في الجامع والكنيسة ينعكس ذلك على المجتمع، وإذا حدث تطرف في الإعلام والفن ينعكس ذلك أيضًا على المجتمع.
وأوضح أنه إذا كانت تكلفة صناعة الدراما تصل إلى 30 مليار جنيه فإن تأثيرها على المجتمع يبلغ أرقامًا كبيرة للغاية تنفقها الدولة في أشياء أخرى.
وشدد الرئيس السيسي على أهمية تحقيق توازن في هذه الصناعة وإعادتها إلى سابق عهدها، مؤكدا أن هذا الأمر لا يعني المنع لكن يكون هناك تنظيم وصياغة للأمر.
0 تعليق