الخميس 24 ابريل 2025 | 08:47 مساءً

الذهب العالمي
شهد الدولار الأمريكي تراجعاً بنحو 11% منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سياسات جمركية جديدة، ما أثار مخاوف في الأوساط المالية العالمية بشأن استقرار الأسواق وأعاد تساؤلات حول الثقة في الأصول المقومة بالدولار.
أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة
ورغم أن انخفاض العملة الأمريكية يمنح ميزة تنافسية للصادرات الأميركية، إلا أن المستثمرين بدأوا في تحويل أموالهم نحو ملاذات أكثر استقراراً، معبرين عن قلقهم من اتساق السياسات الاقتصادية في واشنطن.
قالت تشارو تشانانا، رئيسة استراتيجيات الاستثمار في "ساكسو بنك"، إن الدولار لم يعد الملاذ الآمن الذي لا جدال فيه، مؤكدة أن "المسألة لم تعد متعلقة فقط بأسعار الفائدة أو التضخم، بل بالمصداقية السياسية والنقدية".
وتظهر التحركات في الأسواق المالية هذا التغير بوضوح، مع صعود عملات الملاذ الآمن مثل الفرنك السويسري والين الياباني، إضافة إلى ارتفاع أسعار الذهب، الذي يُنظر إليه كمؤشر للقلق الاقتصادي، وسط توقعات بوصوله إلى 4,000 دولار للأونصة بنهاية العام.
وأشارت تشانانا إلى أن البنوك المركزية حول العالم بدأت منذ عام 2022 في تعزيز احتياطياتها من الذهب كتحوّط ضد المخاطر الجيوسياسية، وهي وتيرة تسارعت مؤخراً بفعل الغموض المحيط بالسياسات الأميركية.
المصداقية الأمريكية تحت المجهر
وأكدت تشانانا أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة، من سياسات جمركية متقلبة إلى تدخلات سياسية في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، "تضع النظام الأميركي بأكمله تحت المجهر"، مضيفة أن "ما نشهده الآن ليس مجرد دورة اقتصادية، بل تحول هيكلي قد تكون له آثار طويلة الأمد".
في المقابل، تواصل الصين الاستفادة من تخفيض تدريجي لليوان لدعم صادراتها، رغم التحديات المرتبطة بمخاطر هروب رأس المال. أما أوروبا، فتستفيد من زخم اقتصادي مدعوم بتحفيزات مالية ألمانية وتحول في شهية المستثمرين نحو اليورو، الذي ارتفعت قيمته على خلفية ضعف الدولار.
ورغم ذلك، لا تزال أوروبا بعيدة عن أن تصبح "البديل المالي العالمي" للولايات المتحدة، وفقاً لمحللين اقتصاديين.
وحذّرت تشانانا من أن استمرار الحروب التجارية والسياسات المتقلبة قد ينذر بركود عالمي، مرجحة أن العملات الدورية مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي قد تواجه ضغوطاً إضافية في حال تفاقم التباطؤ الاقتصادي.
0 تعليق