للمتابعة اضغط هنا

"مسجد مغربي" ينال الإشادة الفرنسية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

منحت سلطات الجمهورية الفرنسية المسجد الكبير لستراسبورغ، ذا العمارة المغربية، علامة (label) “العمارة المعاصرة الاستثنائية” (Remarquable)؛ وهو المسجد الذي يعتبر من حيث المساحة المخصصة للصلاة الأكبر بفرنسا، كما يعتبر المغرب المساهم الرئيسي في تشييده وتمويله بأزيد من ثلاثة ملايين و900 ألف يورو، أي بنسبة 38 في المائة، حسب ما اطلعت عليه هسبريس في الموقع الرسمي لمؤسسة المسجد.

وتبعاً للمرسوم رقم 2024/408، الصادر عن محافظة المنطقة والممهور بتوقيع المديرية الإقليمية للشؤون الثقافية في الشرق الكبير المكلفة بتنفيذ مقتضياته وفقاً لمادته الخامسة، فإن المسجد الكبير في ستراسبورغ، الذي صممه المهندسان المعماريان باولو بورتوغيسي (1931-2023) وبول مايشيل، نال هذه العلامة لمدة 100 عام تبدأ من سنة 2011، تاريخ استكمال بنائه، وتنتهي سنة 2111.

ووفق المصادر الرسمية الفرنسية، فإن علامة “العمارة المعاصرة الاستثنائية” التي نالها المسجد سالف الذكر وفق المرسوم الصادر يوم 11 شتنبر 2024 الجاري، الذي اطلعت عليه هسبريس، تم تداولها بموجب قانون 7 يوليوز 2016 بشأن حرية الإبداع والهندسة المعمارية والتراث، لتخلف علامة “تراث القرن العشرين” التي صارت رائجة عقب سنة 1999 واختفت الآن.

العلامة التي نالها المسجد الذي يقع على ضفاف نهر إيل في حي هيريتز، تحدد، وفق المصادر عينها، “المباني التي يقل عمرها عن 100 عام وتعد غير محمية كمآثر تاريخية”، مبرزة أن الهدف وراءها هو إظهار الاهتمام بالمباني الحديثة التي يمكن لكل شخص أن يعيشها ويحضرها، لإقامة صلة بين التراث القديم والإنتاج المعماري الحالي، ولتشجيع إعادة استخدامها من خلال تكييفها مع توقعات المواطن (إيكولوجية، تذكارية، مجتمعية، اقتصادية…).

مسجد ستراسبورغ، الذي حضر تدشينه سنة 2012 وفد مغربي هام قاده وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، ومؤرخ المملكة، عبد الحق المريني، وعدد من المنتخبين والشخصيات الدينية والثقافية والسياسية، يعدّ معلمة إسلامية تم تشييدها وفقاً للطراز المغربي، فقد تكلف بعملية تنزيل التصميم والبناء وتزيين المسجد حرفيون تم استقدامهم من المغرب لإبراز معالم العمارة المغربية على جدران المسجد.

الموقع الإلكتروني الرسمي لمؤسسة المسجد يشير إلى أن تكاليف البناء تطلبت أكثر من 10 ملايين يورو، ووضع على مقاس استيعاب 1500 مصلٍّ، ويضم قاعة للصلاة من 1048 مترا مربعا، ومساحة منفتحة شاسعة بدون أعمدة، بالإضافة إلى المحراب، وبُني على مساحة تقدر بأزيد من 10 آلاف متر مربع خصصتها سلطات الألزاس.

وتطلب التعاون مع فرنسا في تشييده حضور وزير الداخلية الفرنسي المكلف بالديانات، مانويل فالس، ممثلاً للرئيس فرانسوا هولاند.

وحكى عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الصراع الطويل الذي خاضه من أجل إقامة مسجد لمسلمي مدينة ستراسبورغ منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، مبرزا أن فكرة المسجد تعود إلى التآزر الذي حظي به من لدن أفراد الجالية أثناء تعرضه لحادث سير واضطراره للتنقل على كرسي متحرك، حيث كان هؤلاء يمطرونه بآيات التضامن والمحبة، وهو ما جعله يفكر في أن يكافح من أجل إقامة مسجد “يكون طريقة لشكرهم ورد بعض الدين لهم”.

ويقول بوصوف في مذكراته الموسومة بـ”الغرفة رقم 305.. مخاض الولادة الثانية (تجربة إنسانية مع مرض السرطان)” الصادرة سنة 2017 إن “جالية بهذه المواصفات تستحق مسجدا بمواصفات عالمية، فبمدينة ستراسبورغ توجد مقرات فخمة كالبرلمان الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والمجلس الأوروبي، إضافة إلى عشرات المؤسسات، وهو ما يعني أن المسجد سيكون صوتا باسم الإسلام في أوروبا للدفاع عن حقوق المسلمين أمام تلك المؤسسات”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق