للمتابعة اضغط هنا

هل تضحي إيران بالحلفاء مقابل تحقيق المصالح في منطقة الشرق الأوسط؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

تحوم شكوك كبيرة حول وقوف النظام الإيراني وراء عملية اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله. ولعل ما زكى هذه الشكوك ما جاءت به جريدة فرنسية بكون عميل إيراني وراء تحديد موقع الزعيم اللبناني لفائدة إسرائيل.

وأفادت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية أن إسرائيل تمكنت من الحصول على معلومات حساسة من عميل إيراني تفيد بتواجد الأمين العام لـ”حزب الله” في ضاحية بيروت.

وبدأت الشكوك حول تقديم إيران قيادات المقاومة “قربانا” لإسرائيل منذ واقعة اغتيال إسماعيل هنية، رئيس حركة “حماس” الفلسطينية، داخل التراب الإيراني، دون أن تحرك الجمهورية الإسلامية ساكنا باستثناء تصريحات ووعود هنا وهناك بشن حرب والثأر للمقاومة.

التخلي عن الحلفاء

يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس في الرباط، عباس وردي، أن العالم يشك في ضلوع إيران ونظام خامنئي في التخلي عن الرموز التي كانت تنتمي لحظيرتها، كإسماعيل هنية وحسن نصر الله.

ووفق تصريح أستاذ التعليم العالي لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن “الكل يعرف مدى تقاعس إيران ومدى وعودها غير المؤكدة في ضرب معاقل إسرائيل”، لافتا إلى أن “التوجه الإيراني اندحر في المنطقة، وانكشفت مكائد طهران تجاه القيادات التي تتساقط تباعا”.

وأضاف أن إيران مع كل واقعة تؤكد عزمها على الرد على الهجمات، “لكن هذا الوهم الإيراني وهذه الخطط يكشفان يوما تلو الآخر أن النظام الإيراني لا يريد أن يضرب أي معقل كيفما كان نوعه”.

وأبرز أن تقاعس النظام الإيراني، الذي ينصب نفسه مدافعا عن بعض الحركات الإرهابية، “دليل على نهاية القلعة الإيرانية، ويكشف أن هذا النظام غير قادر على حماية مناصريه الذين يتساقطون تباعا”.

وأوضح أن هذا الأمر يظهر بـ”أننا أمام بنية مريضة لم تعد قادرة على أن تشفي غليل مناصريها، وأصبحت غير قادرة على أن تسوق لنفسها بأنها ضامنة لحلفائها وحامية لسلامتهم الجسدية”.

أولوية المصالح

إدريس لكريني، أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض، يرى أن التطورات الجارية في الشرق الأوسط بأحداثها المتسارعة وإشكالاتها الأمنية والسياسية التي يلفها الغموض والارتباك، وبالنظر إلى وجود مجموعة من العوامل الخارجية المتحكمة في سير الأحداث، لا يمكن نفي دور إيران والولايات المتحدة الأمريكية في اغتيال حسن نصر الله.

وأبرز لكريني، في تحليله لعملية الاغتيال هذه وقبلها اغتيال رئيس حركة “حماس”، أن ذلك يمكن مقاربته من زاويتين.

الأولى، يضيف أستاذ العلاقات الدولية، تكمن في أن اغتيال زعيم من حجم نصر الله “سيمثل ضربة قوية للحزب الذي حقق نوعا من التوازن وساهم في الضغط على إسرائيل”.

وتابع قائلا: “الكل يعرف بأن إيران تستغل المنطقة لكسب رهانات مصلحية مرتبطة بتطوير ملفها النووي والتموقع في مجموعة من المناطق كاليمن والعراق وسوريا، وبالتالي ما حدث لـ”حزب الله”، خصوصا اغتيال زعيمه، يمثل ضربة لمصالح إيران في المنطقة، وتقليصا لدورها وحضورها، خصوصا أنها تحاول أن تسوق لنفسها بأنها داعمة القضية الفلسطينية، وأنها تواجه إسرائيل بكل الوسائل”، مضيفا “إذا استحضرنا هذه الزاوية من الصعب أن نعتبر أن هناك تورطا لإيران أو أي شخص إيراني في تقديم معلومات لإسرائيل لتنفيذ عملية الاغتيال، وأنها تعكس موقف إيران كنظام دولة”.

أما الزاوية الثانية التي يمكن معها قراءة عملية اغتيال نصر الله، يتابع لكريني، فهي أن العلاقات الدولية مبنية على المصالح وعلى موازنة الربح والخسارة، مشيرا إلى أن “إيران مع استحضار حصولها على ضمانات من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مستقبلها النووي وكذا مستقبلها في المنطقة، يمكن أن تطرح مجموعة من الاحتمالات، بما فيها احتمال التضحية بأحد حلفائها في سبيل تحقيق أهدافها الاستراتيجية، سيما ما تعلق بتطوير ملفها النووي، الذي عانت جراءه وتكبدت بسببه خسائر اقتصادية كبيرة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق