للمتابعة اضغط هنا

الهجوم الإيراني على إسرائيل.. من نصدق روايته؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
7

في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، يبدو أن كل طرف يسعى لتأكيد موقفه وكسب الحرب الدعائية بقدر ما يحاول كسب المعركة العسكرية.

التصريحات المتضاربة بين الجانبين بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل تعكس هذا الصراع؛ ففي الوقت الذي تؤكد فيه إيران نجاح هجومها بنسبة 80% حسب وكالة تسنيم الإيرانية في تقرير لها الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، تقلل إسرائيل من شأن الهجوم، مشيرة حسب بيان  الجيش الإسرائيلي إلى أن الإصابات كانت طفيفة للغاية. هذا التباين في التصريحات يطرح تساؤلاً: من نصدق، إيران أم إسرائيل؟

الرسائل الدعائية في زمن الحرب

في أي صراع، لا يتعلق الأمر فقط بالنتائج العسكرية على الأرض، بل أيضًا بكيفية تسويق تلك النتائج للعالم وللداخل المحلي، إيران وإسرائيل كلتاهما تدركان هذا الأمر جيدًا، وتسعيان دائمًا لتوجيه الرأي العام نحو تصديق روايتهما.

من جهة، إيران تروج لنجاحاتها العسكرية باعتبارها جزءًا من ردها على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على حلفائها في المنطقة، وخاصة حزب الله في لبنان، التصريحات الإيرانية بأن 80% من الصواريخ أصابت أهدافها قد تكون محاولة لتعزيز الثقة بقدراتها العسكرية، وإرسال رسالة إلى الشعب الإيراني وحلفائها بأن لديها القدرة على الرد بقوة على أي تهديد.

على الجانب الآخر، إسرائيل تسعى لتقليل الأثر النفسي للهجوم الإيراني على شعبها، ولهذا السبب تصف الأضرار بأنها “طفيفة للغاية”، الحفاظ على هدوء الجبهة الداخلية الإسرائيلية يُعد أمرًا ضروريًا للحكومة، خاصة في ظل تعقيد الوضع الأمني والتوترات الإقليمية، وإذا اعترفت إسرائيل بتعرضها لأضرار كبيرة، فإن ذلك قد يؤدي إلى تصاعد الضغوط الداخلية عليها لاتخاذ خطوات تصعيدية أكبر، وهو ما قد لا يكون في مصلحتها في هذه المرحلة.

تحليل الأرقام والدعاية

عندما تدعي إيران أن 80% من الصواريخ أصابت أهدافها، ينبغي النظر في عدة عوامل، أولًا، هل تتحدث إيران عن الأهداف العسكرية الدقيقة، أم تشمل أيضًا المناطق المدنية أو أي أهداف أخرى.
إيران قد تعتبر أي صاروخ يصل إلى الأراضي الإسرائيلية نوعًا من النجاح، حتى لو لم يتسبب في أضرار كبيرة، لذا، فإن الرقم 80% قد يكون تضخيمًا أو جزءًا من دعاية تهدف إلى تحسين صورتها أمام الشعب الإيراني والمجتمع الدولي.

إسرائيل، من جانبها، تملك نظام دفاع جوي متقدم مثل “القبة الحديدية”، الذي يستطيع اعتراض الصواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها، إذا كانت إسرائيل تقول أن الأضرار كانت طفيفة، فهذا يعكس نجاح النظام الدفاعي، لكنها أيضًا قد تقلل من الأضرار لأسباب دعائية، التهوين من الخسائر يمكن أن يساعد في الحفاظ على الروح المعنوية العالية داخل البلاد.

الطرف الثالث

عند تحليل هذه الصراعات، من الضروري مراجعة التقارير الدولية وأجهزة الاستخبارات المتقدمة.
هذه القنوات تميل إلى تقديم تقارير تعتمد على شهود عيان وصور الأقمار الصناعية وتقارير الاستخبارات، في كثير من الأحيان، تقدم هذه المصادر صورة أكثر توازنًا عن الأحداث الجارية.
إذا كانت هناك أضرار جسيمة في إسرائيل، فإن وسائل الإعلام ستكون أول من يبلغ عنها، حيث لا يمكن إخفاء مثل هذه المعلومات بسهولة في عصر التواصل السريع، لذلك، قد تكون الرواية الإسرائيلية، التي تشير إلى أضرار طفيفة، أكثر دقة بناءً على الشواهد المرئية المتاحة.

التحليل الاستراتيجي

الاستراتيجية الإيرانية تعتمد على خلق حالة من التوازن الرادع، حيث تسعى لعدم الظهور بمظهر الضعيف في مواجهة إسرائيل، ولهذا السبب تسعى دائمًا لتأكيد نجاحاتها العسكرية. بالنسبة لإسرائيل، أي اعتراف بضعف في أنظمتها الدفاعية قد يستخدم من قبل إيران وحزب الله لزيادة الضغط العسكري والنفسي.

من نصدق؟

في غياب تقارير موثوقة ومستقلة، يصعب الجزم بدقة أي من الروايتين، إيران قد تبالغ في نسبة نجاح الهجوم لتعزيز موقفها الدعائي أمام حلفائها والداخل الإيراني، بينما تسعى إسرائيل إلى تهدئة الوضع الداخلي والتقليل من الخسائر لتجنب تصعيد غير ضروري.

في النهاية، الأرجح هو أن الحقيقة تقع في منتصف الطريق بين التصريحات المتفائلة لإيران والتصريحات المطمئنة لإسرائيل.

اقرأ أيضا:

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق