لم تمض سوى أيام قليلة على الإعلان عن التهدئة في جبهة لبنان والتوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني «دولة الاحتلال الإسرائيلية» وحزب الله، حتى ظهرت في الآفق بوادر أزمة جديدة في الشمال السوري ودخول فصائل المعارضة مدينة حلب، وتوجيه إيران الاتهامات لأمريكا وإسرائيل بأنهم يقفون وراء هذا الصراع وينفخون في النار حتى تشتعل الأزمة أكثر.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوه في الوقت الحال هل أصبحت المنطقة العربية على شفير حرب إقليمية؟ ومن يريد إشعال فتيل الحرب، ومن المستفيد من تأزم أوضاع المنطقة؟.
يحاول موقع خليجيون نيوز في السطور التالية استعراض كافة جوانب الأزمة.. إليكم التفاصيل؟.
اشتعال الشمال السوري.. المنطقة على شفير أزمة كبرى
ماذا يحدث في حلب؟
شهدت مدينة حلب تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أعلنت فصائل المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، السيطرة على مناطق واسعة في ريفي حلب الغربي والجنوبي. وأكد مصدر عسكري مقرب من تلك الفصائل لوكالة الأنباء الألمانية أن قوات المعارضة استولت على حي الراشدين ومواقع استراتيجية أخرى، كما تسعى للسيطرة على مدينة سراقب ومطار أبو الضهور العسكري.
من جهة أخرى، أكدت القوات الحكومية السورية، بقيادة العميد أبو محمود عمر، أنها بدأت عمليات مضادة لاستعادة المناطق التي خسرتها، مشيرة إلى أن التعزيزات العسكرية وصلت إلى جبهات القتال.
الخسائر والتداعيات الإنسانية
وفقًا لتقارير المعارضة، أسفرت المعارك عن مقتل وإصابة المئات من القوات الحكومية، بالإضافة إلى أسر عشرات الجنود والاستيلاء على دبابات ومدرعات. أما على الجانب الإنساني، فقد وثّقت منظمة "الخوذ البيضاء" مقتل 16 مدنيًا في قصف جوي روسي على مدينة الأتارب، ونزوح آلاف السكان من مناطق الاشتباكات.
اتهامات إيرانية وتصعيد سياسي
في سياق متصل، صرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الهجمات التي تشنها المعارضة السورية "جزء من خطة أمريكية إسرائيلية لإضعاف الحكومة السورية بعد هزيمة إسرائيل في لبنان وفلسطين". وشدد عراقجي، في مكالمة هاتفية مع نظيره السوري، على دعم طهران الكامل للحكومة السورية.
معركة "ردع العدوان"
أطلقت المعارضة السورية المسلحة اسم "ردع العدوان" على عمليتها العسكرية، معلنة أنها تهدف إلى تأمين المناطق التي نزح منها الأهالي بسبب قصف القوات الحكومية. ووصفت المعارضة العملية بأنها "الأكبر منذ 2020"، مستهدفة مناطق تحت سيطرة القوات الحكومية وحلفائها الإيرانيين.
هل المنطقة على شفا حرب إقليمية؟
يشير مراقبون إلى أن التصعيد الأخير قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية، خاصة مع تداخل المصالح الدولية والإقليمية في سوريا. تركيا أعلنت متابعتها للتطورات شمال سوريا واتخاذها التدابير اللازمة لحماية قواتها، فيما تواصل روسيا تقديم الدعم الجوي للقوات الحكومية.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الأطراف المعنية من احتواء الأزمة أم أن المنطقة تسير نحو حرب شاملة؟
0 تعليق