للمتابعة اضغط هنا

دبلوماسية الصواريخ.. رسائل إيران من هجومها على إسرائيل

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
1

شنت إيران هجومًا صاروخيًا على إسرائيل، وقد يُنظر إليه على أنه لم يُلحق أضرارًا عسكرية كبيرة بالعدو الإقليمي، لكنه مثّل خطوة حاسمة من وجهة نظر طهران لتعزيز الدعم الإقليمي، ولإيصال رسالة مهمة للقوى الغربية.

الرسالة الإيرانية تشير إلى أن الصراع قد يتفاقم بشكل خطير ما لم يكن هناك ضغط دبلوماسي سريع لحله، ورغم أن إسرائيل كانت مستعدة لهذا الهجوم، إلا أن بعض المحللين يرون أن التحرك الإيراني يحمل دلالات أعمق تتعلق بتوازن القوى الإقليمي والدولي، وفق ما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الأربعاء 2 أكتوبر 2024.

هجوم إيران

إسرائيل، التي شجعتها عمليات اغتيال قادة حلفاء إيران الإقليميين مثل حزب الله اللبناني، ونجاحها في استهداف شخصيات بارزة في شبكات الحلفاء الإيرانيين عبر المنطقة، لم تُظهر تراجعًا بعد الضربة الإيرانية.

وأظهرت التقارير أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة تمكنت من إسقاط معظم الصواريخ البالستية التي أطلقتها إيران، والتي تجاوز عددها 180 صاروخًا.

ورغم ذلك، تمكنت بعض الصواريخ من الوصول إلى أهداف مهمة، منها قاعدة جوية إسرائيلية، وأماكن قريبة من مقر جهاز الموساد.

استراتيجية جديدة

قبل الهجوم، كانت إيران قد حافظت على ضبط النفس في مواجهة الاستفزازات الإسرائيلية، خاصة بعد اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس السابق، في يوليو.

ورغم تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله في الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت الأمور إلى مقتل زعيم الحزب، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية، واندلاع هجوم بري إسرائيلي محدود في لبنان، إلا أن إيران لم تتحرك بشكل مباشر، لكن ومع تفاقم الموقف وغياب الحلول الدبلوماسية، وجدت إيران نفسها مضطرة لإعادة النظر في استراتيجيتها الإقليمية.

المحور الإيراني

على مدى سنوات، أسست طهران شبكة من الحلفاء في المنطقة، تتضمن جماعات مسلحة في غزة والعراق ولبنان واليمن.

الفكرة الأساسية خلف هذا المحور كانت أن تلك الجماعات يمكنها القتال نيابة عن إيران، ما يجنب طهران الدخول في مواجهة مباشرة وخطرة مع إسرائيل.

لكن مع تدهور الأوضاع الإقليمية وتعرض حلفاء إيران لضغوط شديدة، وجدت إيران نفسها مضطرة للتحرك بشكل مباشر من خلال إطلاق الهجوم الصاروخي.

قلق إيراني

القيادة الإيرانية كانت تشعر بقلق متزايد من أن عدم الرد على مقتل حسن نصر الله، أحد أهم الشخصيات في شبكة التحالفات الإيرانية، قد يؤدي إلى تقويض الثقة بين إيران وحلفائها، وهذا القلق جعل إيران ترى أن التحرك العسكري الآن مهم للحفاظ على ولاء تلك الجماعات واستمرار نفوذها في المنطقة.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط، مها يحيى، قولها إن الحفاظ على ولاء هذه الجماعات يمنح إيران ميزة استراتيجية كبيرة، خاصةً أن استمرار التحالفات الإقليمية يقوي موقفها في أي صراع طويل الأمد مع إسرائيل، خاصة مع احتمال استغلال نقاط ضعف إسرائيل التي قد تظهر مع مرور الوقت.

ورقة ضغط

في اليمن والعراق، لم تحقق الجماعات المتحالفة مع إيران نجاحًا كبيرًا في توجيه ضربات عسكرية مباشرة لإسرائيل، رغم المحاولات المتكررة.

ومع ذلك، تبقى هذه الجماعات ورقة ضغط يمكن أن تُستخدم في استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، مثل القواعد العسكرية في العراق، ما يزيد من تعقيد الموقف بالنسبة للولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل.

من جهة أخرى، تسعى إيران إلى الاستفادة من دعم محتمل من منافسي الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا لزيادة كلفة الفوضى الإقليمية على واشنطن، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه القوى الدولية ستنخرط بشكل أعمق في الصراع لصالح إيران.

رسالة واضحة

الهجوم الإيراني، رغم محدودية الأضرار العسكرية التي تسبب فيها، جاء أيضًا برسالة واضحة، فقد أبلغت إيران سويسرا، التي تعمل كوسيط بينها وبين إسرائيل في كثير من الأحيان، بموعد الهجوم قبل حدوثه، ما منح إسرائيل فرصة للاستعداد وتقليل الأضرار.

وحاولت إيران في مرات سابقة استخدام نفس التكتيك، كما حدث في إبريل عندما أطلقت صواريخ على إسرائيل ردًا على هجوم على سفارتها في دمشق، لكن تلك الهجمات لم تؤدِ إلى تصعيد واسع، حيث حرصت طهران على تجنب إلحاق أضرار جسيمة قد تؤدي إلى انفجار الصراع بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

طهران شعرت في الأشهر الأخيرة بخيبة أمل كبيرة بسبب وعود دبلوماسية غربية لم تتحقق، ورغم تلقيها إشارات من الولايات المتحدة وأوروبا بأن ضبط النفس سيفتح بابًا للتهدئة وإعادة التفاوض على الاتفاق النووي، إلا أن هذه الوعود لم تثمر.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق