للمتابعة اضغط هنا

51 عامًا على حرب أكتوبر.. اللواء فؤاد فيود: لم يستطع أحد الاقتراب من أرض مصر بفضل جيشها

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

حوار ــ مصطفى المنشاوى:
نشر في: الخميس 3 أكتوبر 2024 - 6:58 م | آخر تحديث: الخميس 3 أكتوبر 2024 - 6:58 م

أحد أبطال يوم العبور: العالم أدرك أن الجيش المصرى متأهب لقطع أيدى كل من يفكر فى اغتصاب شبر واحد من أرضه
أدعو الشباب للعمل والحفاظ على مصر وريادتها وسط الأمم والمساهمة فى تحقيق حلم التنمية المنشودة بالبلاد


«ربما جاء يوم نجلس فيه معًا لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله. نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه.. وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء»، تلك الكلمات الخالدة فى قلوب وأذهان المصريين على مر الأجيال، من خطاب النصر التاريخى الذى ألقاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات أمام مجلس الشعب فى 16 أكتوبر 1973، نعيد الاستماع إليها كل عام وعلى مدى 51 عاما بنفس شعور الفخر والاعتزاز، كما لو كنا نستمع إليها لأول مرة.
ولكى نتذكر كيف جاء النصر، التقينا باللواء صلاح فؤاد فيود أحد الأبطال العسكريين من جيل النصر، والذى قال إن تلك الحرب فريدة من نوعها؛ إذ أعطت درسًا نموذجيًا يُحتذى به فى فنون الحرب والمعارك، وفى براعة التخطيط الاستراتيجى والقيادة الحكيمة التى استخلصت العبر والدروس واستخدمت عنصر المفاجأة، وحطمت نظرية الأمن الإسرائيلى، فانهار العدو معنويا وعسكريا رغم التحصينات والتسليح الأفضل، وشعر الجميع من الحلفاء والأعداء بمزيج من الدهشة والصدمة، ليتوقف التاريخ العسكرى أمام تلك الحرب.
وأوضح فيود، أن العالم كان يرى مصر فى هذا التوقيت غير قادرة على الحرب والقتال أمام التفوق العسكرى الإسرائيلى وبعد أن فقدت جيشها ومعداتها عام 1967، ولكننا خضنا الحرب على عكس التوقعات، وأذهلنا العالم، والنتيجة لم تكن استرداد أرضنا المحتلة فقط بل وتأمين حدودنا، ولم يجرؤ العدو على التفكير فى المحاولة مرة أخرى، وجلس معنا ليتفاوض ووقع معاهدة سلام، وأدرك العالم منذ ذلك الحين أن مصر بها جيش متأهب لقطع أيدى كل من تسول له نفسه اغتصاب شبر واحد من أرضه.
ولفت إلى أنها كانت حربا تاريخية بمعنى الكلمة، وتركت آثارًا ممتدة حتى يومنا هذا، حيث خرجت مصر من تلك المعركة «بدرع وسيف» أى بجيش عظيم قادر على الردع وحماية الوطن، فلا يستطيع أحد الاقتراب من أراضينا بفضل وجود هذا الجيش.
وتابع أنه يتذكر جيدًا أداء واستبسال زملائه بالمعركة، وإصرارهم على عدم العودة إلى ديارهم قبل إعادة سيناء لمصر، فضلًا عن التفاف الشعب خلف قيادته وجيشه فى تلك الفترة العصيبة، وتكريس إيرادات الحفلات التى كانت تحييها أم كلثوم وعبد الحليم حافظ للمجهود الحربى، بجانب دعم الشركات المدنية للقوات المسلحة.
وتحدث عن الدور بالغ الأهمية للتوعية الدينية آنذاك التى جعلت الجنود يتسابقون على الاستشهاد فى سبيل وطنهم كما يتسابق أعداؤنا على الحياة، قائلًا: «أتذكر شيخ الأزهر الراحل عبد الحليم محمود الذى كان يحفزنا على القتال ويقول لنا إن أرض مصر هى أرض التجلى الإلهى حيث اختارها الله عندما تحدَّث وتجلى لسيدنا موسى، وذُكرت بالقرآن الكريم صراحة فى خمسة مواضع، وذكرت بالإشارة إليها عشرات المرات فى مواضع أخرى».
وسلط الضوء على حرب الاستنزاف حيث تضمنت تلك الفترة العديد من إنجازات القوات المصرية، ومنها إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، والقصف المدفعى المركز على خط بارليف، واستشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، يوم 9 مارس 1967 وهو وسط الجنود على الجبهة والذى ترتب عليه عبور وحدة خاصة القناة، بقيادة إبراهيم الرفاعى للثأر فقتلت وأصابت ما لا يقل عن 40 ضابطًا وجنديًا من جنود العدو كما دمرت العربات المدرعة ومخازن الذخيرة الموجودة بالموقع.
ويروى اللواء فيود: «كنت أتدرب على عبور القناة فى بحيرة قارون على يد النقيب الراحل سامح سيف اليزل، وعلى اقتحام الساتر الترابى بالقناطر الخيرية، وكلنا يقين فى مقولة الزعيم جمال عبد الناصر أن ما أُخذ بالقوة لا يٌسترد إلا بالقوة»، مشيرًا إلى أن صورة العمل الشاق والتكاتف الشعبى مع الجيش لاسترداد الأرض والكرامة خالدة فى ذهنه.
وشدد على ضرورة ألا ننسى أن حرب أكتوبر ضربت أروع الأمثلة فى اتحاد عنصرى الأمة، مذكرًا فى هذا الصدد بالأبطال المسيحيين بالمعركة، حيث كان يلازمه طوال الحرب بجهاز اللاسلكى الشاويش «رمزى لبيب فلتس»، مستشهدًا كذلك بأصحاب الأداء البطولى العقيد فؤاد عزيز غالى قائد الفرقة 18 التى حررت «القنطرة شرق»، وأخيه المقدم المقاتل موريس عزيز غالى، واللواء المهندس باقى زكى يوسف صاحب فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات فى خط بارليف، وغيرهم الكثير من الجنود الأقباط الأبطال الذين لم يتأخروا يومًا عن تلبية نداء الوطن.

ودعا اللواء فيود «شباب مصر» إلى الاقتداء بـ«شباب نصر أكتوبر» الذين بذلوا الغالى والنفيس فى سبيل الوطن وقدموا أرواحهم فداءً لأرضهم، وإلى العمل للحفاظ على مصر وريادتها وسط الأمم والمساهمة فى تحقيق حلم التنمية المنشودة بالبلاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق