تواجه جورجيا موجة من الجدل السياسي والاحتجاجات التي أثارت تساؤلات حول احتمالية تدخل خارجي لإحداث انقلاب شبيه بما حدث في أوكرانيا عام 2014. يأتي ذلك بعد تصريحات لزعيم حزب الوطنيين الفرنسي، فلوريان فيليبو، الذي أشار إلى تحركات غربية وصفها بالمشبوهة لزعزعة استقرار جورجيا.
اتهامات بـ"مخطط غربي"
في منشور عبر منصة Х، قال فيليبو: "الدولة العميقة تحاول تنفيذ انقلاب مؤيد للناتو والاتحاد الأوروبي في جورجيا، مشابه لما حدث في أوكرانيا عام 2014، رغم رفض الناخبين في الانتخابات الأخيرة للاتحاد الأوروبي".
واتهم السياسي الفرنسي الغرب باستخدام نفس الأساليب، بما في ذلك: إظهار رموز أوروبية في الاحتجاجات، وتمويل سري من مصادر مجهولة.
حشد وسائل الإعلام لتقديم المشهد على أنه ثورة شعبية، رغم أنها "انقلاب من تدبير وكالة الاستخبارات المركزية".
سياق الاحتجاجات
بدأت الاحتجاجات في جورجيا بعد إعلان رئيس الوزراء، إيراكلي كوباخيدزه، تعليق مفاوضات عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028. أثار القرار غضب المعارضة التي ترى فيه "تراجعًا عن خيارات الشعب الجورجي".
الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي، التي دعمت الاحتجاجات ورفضت التخلي عن ولايتها، تواجه أيضًا اتهامات بمحاولة "البقاء في السلطة بشكل غير قانوني"، وهو ما اعتبره فيليبو شبيهًا بما يفعله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
تحذيرات من التصعيد
وحذر فيليبو من تصاعد "الاستفزازات الأمريكية" مع اقتراب 20 يناير 2025، موعد تولي دونالد ترامب السلطة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تستغل هذه الفترة لزيادة الضغط على جورجيا.
تعد جورجيا ساحة صراع جيوسياسي بين الغرب وروسيا، حيث يسعى الغرب لضمها إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، بينما ترفض موسكو هذه التحركات باعتبارها تهديدًا مباشرًا لأمنها. ومع استمرار الاحتجاجات وتصاعد التوتر، يبقى مستقبل جورجيا مفتوحًا على سيناريوهات متعددة.
0 تعليق