للمتابعة اضغط هنا

زهير لهنا

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

بينما كانت الاستعدادات على أشدها لأفراح شعيرة “الأضحى” المبارك، منتصف يونيو 2024، شدّ زهير لهنا، الطبيب المغربي المتخصص في أمراض وجراحة النساء والتوليد، رحاله إلى قطاع غزة، مُداويا جروح المكلومين ومُغيثا لهفة الأطفال اليتامى والثكالى والمحرومين.

لم تكن تلك المرة الأولى التي يترك فيها بلدَه وأهله “طبيب الإنسانية” أو “طبيب الفقراء”، كما لقبه عدد من محبيه ومتابعيه الذين يرون فيه نموذجا للعمل الإنساني التطوعي في مختلف بقاع العالم التي تشهد نزاعات مسلحة أو كوارث طبيعية مدمرة، بعد ما سبق له أن انضم إلى العديد من البعثات الصحية التضامنية في عدد من دول العالم، خاصة في مناطق النزاعات.

قبل أن يعود الطبيب المغربي زهير لهنا إلى جنوب قطاع غزة، تحديدا خان يونس، متطوعا ضمن طاقم طبي لجراحة النساء والولادة، كان الرجل، الذي يُشارف من العمر 58 عاما، قد زار فلسطين مرتين في شهري فبراير وأبريل منذ بداية الحرب الإسرائيلية المستمرة رحاها في الدوران بسرعة قاتلة منذ سابع أكتوبر 2023.

الملقب بـ”طبيب الفقراء” قال، حينها، في منشور على صفحته عبر تطبيق “إنستغرام”، شارحا إنه “قرّرَ ترك أجواء العيد في بلده للعمل من أجل سكان غزة الصامدين”، فور تلقيه دعوة جمعية تضامنية للعمل جنوب القطاع؛ لأنه “لا يمكن أن أضيع أية فرصة للعودة إلى غزة”، وفق تعبيره.

وأوضح لهنا أن ذلك جاء بدافع استحضاره أجواء الدمار ودماء الأبرياء ومعاناة المهجرين، التي قوت عزيمته للعمل في مستشفى خان يونس، رغم تعبه جراء الزيارات السابقة وصعوبة الوصول إلى الوجهة بسبب التفتيشات والتقييدات وسوء معاملة الجيش الإسرائيلي.

روى الطبيب المغربي، في أكثر من منشور على مواقع التواصل أو تصريحات متنوعة لوسائل الإعلام، أنه “عاش تجربة قاسية، وكان ولا يزال عرضة للاستهداف من جيش الاحتلال”؛ غير أنه استدرك، بنبرة العازم المُلح: “مع هذا، قررت أن أترك أجواء العيد في المغرب إلى أجواء أخرى، هي بالنسبة لي أفضل وأعظم رغم صعوبتها. ولربما يجعل الله سبحانه وتعالى في خطواتنا البركة، ونستطيع أن نواسي أحبابنا ونعمل من أجل سكان غزة الصامدين”.

هو من الأطباء المغاربة “القلائل” الذين لم يَكْتَفُوا بوقفات احتجاجية أمام البرلمان؛ بل اشتهر بتكريسه حياته للعمل الإغاثي التطوعي في عدد من بلدان العالم التي تعرف حروبا وأزمات. وكان زهير لهنا قد أمضى زهاء شهر متطوعا في علاج الحوامل والأطفال الرضع داخل مستشفيات مدينتي خان يونس ورفح (المشفى الأوروبي ومستشفى الأم والطفل)، مشرفا ضمن طواقم طبية أجنبية على عدد كبير من العمليات الجراحية والولادات.

جارا وراءه تجربة تطوع غنية لنحو 25 عاما وسط مناطق الحروب والنزاعات والكوارث الإنسانية، يَحلّ الطبيب المغربي زهير لهنا ضيفا كريما على ركن “الطالعين” بجريدة هسبريس؛ بيد أن ما عايشه في قطاع غزة المدمر والمحاصر، حسب وصفه، “يبقى الأسوأ ووصمة عار على جبين الإنسانية إلى الأبد”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق