مؤتمر باريس يحشد الدعم لجيش لبنان

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دعا نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، المجتمع الدولي اليوم الخميس، خلال مؤتمر في باريس، إلى دعم الجيش اللبناني الذي سيكون له دور رئيسي في أي اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن الحضور الأمريكي المتواضع في المؤتمر، واقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بددا الآمال في إنهاء القتال سريعًا.

حضر نحو 70 وفدًا حكوميًا و15 منظمة دولية المؤتمر، الذي يهدف إلى جمع 500 مليون يورو على الأقل لتقديم مساعدات إنسانية والدفع نحو وقف إطلاق النار. ولكن مع تركيز الولايات المتحدة على جهودها الخاصة، أشار دبلوماسيون إلى أنهم لا يتوقعون تحقيق تقدم كبير.

قال ميقاتي للوفود: “العاصفة التي نمر بها حاليًا ليست كغيرها، فهي تحمل بذور الدمار الشامل، ليس فقط لوطننا، بل للقيم الإنسانية جمعاء”.

وأكد ميقاتي أن الدعم الدولي سيكون ضروريًا لتعزيز الجيش اللبناني، بما في ذلك تجنيد أفراد جدد وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة.

تتمتع فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان وتعمل مع واشنطن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. لكن بعد رفض إسرائيل خطة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا في سبتمبر، أصبح نفوذ باريس محدودًا، خاصة بعد أن شنت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على حزب الله المدعوم من إيران، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص وتشريد ما لا يقل عن 1.2 مليون.

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح المؤتمر: “لن يكون هناك عودة إلى الماضي في لبنان. يتعين تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بالكامل”، وهو القرار الذي فشل في الحفاظ على السلام بعد حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وأضاف ماكرون: “يجب أن يتوقف إطلاق النار في لبنان. لن يؤدي المزيد من الدمار والضحايا إلى إنهاء الإرهاب أو ضمان أمن الجميع”.

ورغم الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، لم تظهر اليوم أي بوادر على تراجع حدة الصراع.

لم يحضر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، المؤتمر، حيث كان يقوم بجولة في الشرق الأوسط في محاولة لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأمريكية الشهر المقبل. وأرسلت السعودية وكيل وزارة لحضور المؤتمر، رغم ترددها في الانخراط المباشر في الشأن اللبناني.

لم تتم دعوة إيران ولا إسرائيل إلى المؤتمر، بينما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جهود المؤتمر.

أعلنت فرنسا تقديم مساعدات بقيمة 100 مليون يورو (108 ملايين دولار)، بينما وعدت ألمانيا بتقديم 96 مليون يورو.

تهدف وزارة الخارجية الفرنسية إلى جمع 500 مليون يورو على الأقل لدعم ما يصل إلى مليون نازح في لبنان عبر توفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليم.

تشير الحكومة اللبنانية إلى أنها تحتاج إلى 250 مليون دولار شهريًا للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

دعم الأمم المتحدة والجيش اللبناني

يركز جزء كبير من جهود باريس على تعزيز وقف الأعمال القتالية بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص على أن يكون جنوب لبنان خاليًا من أي قوات أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية.

قال مسؤولون إن الأولوية الآن هي تعزيز دعم القوات المسلحة اللبنانية، التي تعتبر الضامن الرئيسي للاستقرار الداخلي. وأشار دبلوماسي إيطالي إلى أن الهدف النهائي هو تجنيد وتدريب وتسليح ستة آلاف جندي جديد في القوات المسلحة اللبنانية، مضيفًا أن إيطاليا ستعقد مؤتمرًا خاصًا بها قريبًا يركز على هذه النقطة.

تشارك إيطاليا بنحو ألف جندي في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). ويرى دبلوماسيون أن هذه القوة ستحتاج إلى تعزيز فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.

تحاول باريس أيضًا الضغط على القوى السياسية اللبنانية للإسراع في انتخاب رئيس للبلاد، وهو المنصب الشاغر منذ عامين، وذلك كخطوة أساسية قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار.

أشار دبلوماسيون إلى أن التقدم السياسي غير واضح حتى الآن، رغم أن فرنسا ترى أن اتصالاتها المباشرة مع حزب الله وإيران تعطيها ميزة مقارنة بجهود الوساطة الأمريكية.

كانت محاولات التنسيق بين باريس وواشنطن معقدة في الأسابيع الأخيرة. وتنتقد دول أوروبية وعربية عدم مطالبة واشنطن بوقف فوري لإطلاق النار، وسط مخاوف من أن الإدارة الأمريكية لن تغير موقفها قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق