تحظى الطاقة الشمسية في الأردن باهتمام خاص في الآونة الأخيرة، بعد دعم حكومي واسع النطاق لاستغلال موارد البلاد الطبيعية.
وتعني أشعة الشمس العالية مع درجات الحرارة المعتدلة أن العائد الشمسي أعلى من مثيله في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى؛ ما يضمن عائدًا أفضل على الاستثمارات.
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقود الحكومة الجديدة تدابير "تقدمية"، بما في ذلك الحوافز الخاصة بالمضخات الحرارية والطاقة الشمسية للأسر ذات الدخل المنخفض.
وتُدار الحوافز من قبل صندوق الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الأردني (JREEEF)، الذي يعمل منذ عام 2015.
الطاقة الشمسية في الأردن
إن حالة الأعمال التجارية للطاقة الشمسية في الأردن واضحة، حيث إن أسعار الكهرباء بالجملة أعلى من الدول المجاورة لها بما يصل إلى 0.09 دولارًا/كيلوواط ساعة في مارس/آذار 2024، وفقًا لمراجعة الأمم المتحدة للسكان العالميين.
وفي المقابل، تبلغ أسعار الكهرباء 0.053 دولارًا/كيلوواط ساعة في السعودية، و0.048 دولارًا/كيلوواط ساعة في البحرين، و0.032 دولارًا/كيلوواط ساعة في قطر، و0.029 دولارًا/كيلوواط ساعة في الكويت، و0.026 دولارًا/كيلوواط ساعة في سلطنة عُمان.
ومن ثم، تُعدّ أسعار الكهرباء السكنية الأعلى، في حين يدفع المستهلكون التجاريون والصناعيون أقل قليلًا.
ودعمًا للطاقة الشمسية في البلاد، قالت وزارة الطاقة والموارد المعدنية الأردنية، إن 32 ألفًا و890 سخان مياه يعمل بالطاقة الشمسية رُكِّبَت في عام 2023، ضمن إطار برنامج دعم سابق.
كما تلقّت الطاقة الشمسية في الأردن دعمًا حكوميًا في المزارع والمباني العامة، وكذلك الطاقة الكهروضوئية المُدمجة في المباني، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي فبراير/شباط 2024، افتتح صندوق الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الأردني خدمة عبر الإنترنت للتعامل مع الاستفسارات حول دعم السخان الشمسي والطاقة الشمسية الكهروضوئية، ثم أصدر الصندوق عطاءات للطاقة الشمسية في يونيو/حزيران 2024.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، أقرّت الحكومة قوانين الكهرباء التي تشجع تخزين الكهرباء.
الآن، بفضل التشريع الجديد، يُمكن لشركات الكهرباء إنشاء تخزين للكهرباء على نطاق الشبكة، ويُمكن للأفراد تركيب بطاريات لاستعمالهم الخاص.
ومن المتوقع أن يعزز هذا الإجراء المنافسة في سوق الكهرباء، مع تعزيز استثمارات القطاع الخاص وأمن الشبكة.
استيراد الكهرباء في الأردن
تأتي أهمية الطاقة الشمسية في الأردن نظرًا لأن البلاد تعتمد بشكل كبير على الكهرباء المستوردة، ومعظمها من الشركات المتعددة الجنسيات التي لا علاقة لها بالاستهلاك والإنتاج المحلي للكهرباء.
ومن ثم، هناك فرصة ضئيلة لطرفين لهما مثل هذه المصالح المتباينة لإيجاد أرضية مشتركة، بحسب ما أكدته مجلة "بي في ماغازين" (PV Magazine) في تقريرها.
وقال محلل في مجال الطاقة المتجددة وخبير في السياسات: إن البلاد "محصورة باتفاقيات شراء الكهرباء التقليدية (PPAs)، إذ لديها اتفاقيات توليد الكهرباء طويلة الأجل".
وأضاف: "هذا هو الحال بالنسبة لجميع البلدان النامية، وليس الأردن على وجه التحديد"، معربًا عن أمله في أن يكون هناك "طريق للتعاون بين الأردن ونظرائه في اتفاقيات شراء الكهرباء للتحرك نحو صفقات تجارية أكثر عدالة".
وأشار إلى أن هناك مفاوضات تجري في هذا الصدد طوال الوقت، وأن الإعلان التشريعي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 هو دليل على أن الحكومة تحرز بعض التقدم.
وأضاف الخبير أن أهم شيء هو أن يعمل النظام "بطريقة مرنة يمكن أن تتناسب مع السياق المحلي"، مضيفًا أنه لا يعارض الاستثمار الأجنبي من أمثال البنك الدولي أو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اللذين شاركا بالكثير من مشروعات الطاقة الشمسية الكبيرة في المملكة.
وبينما تحظى الطاقة الشمسية بدعم سياسي كبير، فإنها تحظى أيضًا بدعم الجمهور؛ إذ قال الخبير، إن هذا ينبع من تأثير احتجاجات الربيع العربي في عام 2011.
وقال: "كان هناك الكثير من الاضطرابات في سوق الطاقة الدولية حول الربيع العربي.. تَعطَّل خط الغاز المصري، وكانت سوق الطاقة في الأردن عدوانية للغاية.. لذلك تحولت من الغاز المصري إلى النفط الثقيل، ما زاد أيضًا من كثافة الكربون في الكهرباء، والعبء المالي على المباني العامة".
ورأى الناس أن الطاقة الشمسية هي تقنية مدرّة للدخل تتجنّب تكاليف الطاقة المرتفعة.
الربط الكهربائي بين مصر والأردن
في سياقٍ متصل، تلقّى مشروع الربط الكهربائي بين مصر والأردن تمويلًا من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، بهدف زيادة قدرات التبادل بين البلدين إلى 2 غيغاواط.
وعقدت شركة الكهرباء الأردنية والشركة المصرية لنقل الكهرباء اجتماعًا في عمان، اليوم الخميس 2 يناير/كانون الثاني (2025)، لاستعراض الأوضاع التشغيلية للربط الكهربائي بين البلدين، وآفاق التعاون للمحافظة على زيادة اعتماد الأنظمة الكهربائية.
وشهد الاجتماع تجديد عقد تبادل الطاقة لعام 2025 من خلال الربط الكهربائي بين مصر والأردن، الذي جرت العادة على تجديده سنويًا، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال حضوره مراسم توقيع عقد تجديد اتفاق الربط الكهربائي، شدّد وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة على أهمية استمرار التعاون رفيع المستوى بين الجانبين.
كما أشار إلى أهمية الاتفاقية في تعزيز الاعتماد الكهربائي وتطوير البنية التحتية للطاقة بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين يمثّل نموذجًا يُحتذى به في مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية، الممتد لمدة 25 عامًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تطورات قطاع الطاقة الشمسية في الأردن من مجلة "بي في ماغازين".
- الربط الكهربائي بين مصر والأردن من منصة "الطاقة".
0 تعليق