الكاميرات المرورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.. وسيلة لتحسين أمان الطرق أم تهديد للخصوصية؟

البوابة العربية لأخبار التقنية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعد الكاميرات المرورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي واحدة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المثيرة للجدل. وكما يوحي اسمها، تحلل هذه الكاميرات لقطات تأخذها للمركبات على الطرق للكشف عن المخالفات المرورية.

غالبًا ما تُستخدم هذه الكاميرات وسيلة لإنفاذ القانون؛ فقد تلجأ الشرطة إليها لرصد السائقين غير الملتزمين بقواعد السلامة في أثناء القيادة أو الذين يقومون بمخالفات أخرى، مثل استخدام المسار المخصص للحافلات. ومع ذلك، يمكن أيضًا استخدامها لمراقبة أنماط حركة المرور وتحسينها. وفي جميع الحالات، تثير هذه الكاميرات مخاوف متعلقة بانتهاك خصوصية السائقين.

ما مدى انتشار الكاميرات المرورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي؟

مع أن الكاميرات المرورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ما تزال جديدة نسبيًا، فقد أصبحت تُستخدم بالفعل في العديد من الأماكن. فقد تبنت ما يقرب من نصف قوات الشرطة في المملكة المتحدة هذه التقنية لمراقبة مدى التزام السائقين بقوانين الأمان في أثناء القيادة، مثل: ارتداء أحزمة الأمان وعدم استخدام الهاتف في أثناء القيادة. كما بدأت الجهات الأمنية في الولايات المتحدة بالسير على النهج نفسه، فقد تمكنت ولاية كارولينا الشمالية من رصد مخالفات استخدام الهاتف في أثناء القيادة بمعدل تسعة أضعاف بعد تركيب هذه الكاميرات.

ومع تبني العديد من الحكومات لهذه التكنولوجيا، من المتوقع أن تستمر في الانتشار مستقبلًا مع تحسن التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. كما أن الاستثمارات المتزايدة في المدن الذكية قد تساهم أيضًا في تعزيز هذا التوسع. إذ تسعى الصين إلى بناء 500 مدينة ذكية، وتخطط الهند لاختبار هذه التقنيات في 100 مدينة على الأقل. ومع تطور هذه المشاريع، قد يواجه المزيد من السائقين الكاميرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال تنقلاتهم اليومية.

فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الكاميرات المرورية:

تشهد الكاميرات المرورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي نموًا لدورها في توفير العديد من المزايا المهمة للوكالات العامة والمواطنين على حد سواء، وأبرز هذه المزايا:

تحسين السلامة:

المزية الأبرز لهذه الكاميرات تحسين السلامة على الطرق. فعدم الالتزام بقواعد السلامة في أثناء القيادة قد تسببت بوفاة 3308 أشخاص في عام 2022 وحده، ومن الصعب رصد هذه الحالات يدويًا. لكن بفضل الخوارزميات التي تعتمد عليها هذه الكاميرات، يمكن تعرف السائقين الذين يستخدمون هواتفهم أو يقومون بأفعال تشتتهم في أثناء القيادة بسهولة.

وقد أظهرت المؤشرات الأولية نتائج إيجابية. فقد شهدت الشرطة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة زيادة كبيرة في عدد المخالفات المسجلة بسبب استخدام الهواتف المحمولة أو عدم ارتداء أحزمة الأمان. وهذا قد يكون حافزًا كبيرًا للسائقين للالتزام بقواعد السلامة في أثناء القيادة لتجنب العقوبات.

تحسين تدفق حركة المرور:

يمكن لهذه الكاميرات أيضًا تقليل الازدحام على الطرق المزدحمة. على سبيل المثال: يمكن استخدامها لرصد السيارات المتوقفة بنحو غير قانوني في ممرات الحافلات؛ مما يضمن توقف المركبات العامة في الأماكن المخصصة، وهذا يحد من التأخير والاضطرابات في حركة المرور.

عيوب كاميرات المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي

مع أن هذه الكاميرات تقدم الكثير من الفوائد، فإن لها الكثير من العيوب، وأبرزها:

الأخطاء البرمجية:

مع أن الذكاء الاصطناعي يكون غالبًا أكثر دقة من البشر في العديد من المهام، فإنه معرض للخطأ، فقد تؤدي الأخطاء البرمجية إلى تحديد المركبات المخالفة بنحو غير صحيح، مما يعرض الأبرياء لدفع غرامات غير مستحقة.

قضايا الخصوصية:

القضية الأكثر إثارة للجدل تتعلق بالخصوصية. فمع تزايد انتشار هذه الكاميرات، ستسجل صورًا لعدد كبير من السائقين، مما يثير مخاوف متعلقة بالأمان وسرية المعلومات الحساسة.

مستقبل الكاميرات المرورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي:

نظرًا إلى المخاوف المتعلقة بالخصوصية واحتمال الخطأ، قد يستغرق الأمر وقتًا قبل أن تصبح هذه الكاميرات منتشرة بنحو واسع في معظم دول العالم. ومع ذلك، فإن مواجهة هذه التحديات ستؤدي إلى تطوير القوانين اللازمة لضمان أن تكون الفوائد أكثر من الأضرار.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار ذات صلة

0 تعليق