الطاقة الشمسية في إسبانيا بأفضل حالاتها.. هل تحتل صدارة توليد الكهرباء؟ (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يتطلع قطاع الطاقة الشمسية في إسبانيا إلى صدارة توليد الكهرباء في البلاد، على الرغم من التحديات التي تعترض سبيله.

ويمرّ هذا القطاع، حاليًا، بأفضل لحظة في تاريخه، وتمكَّن على مدار السنوات الـ15 الماضية، من خفض التكاليف بنسبة 95%، وأصبح التقنية الرائدة من حيث حجم الاستثمار، حسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتُعزز توقعات وكالة الطاقة الدولية هذا الاتجاه، ما يشير إلى إمكان حفاظ قطاع الطاقة الشمسية في إسبانيا على الريادة حتى عام 2050، وأن يصبح المصدر الرئيس للكهرباء.

رغم ذلك، لم يكن الطريق إلى النجاح أمام الطاقة الشمسية في إسبانيا خاليًا من العقبات والتحديات التي يسعى المسؤولون إلى التغلب عليها.

تحديات أمام الطاقة الشمسية في إسبانيا

تؤثّر القرارات السياسية مباشرةً بتطور قطاع الطاقة الشمسية في إسبانيا، لذلك فإن الدعم الاجتماعي يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية لجعل الإطار التنظيمي المستقر والملائم والجذاب للاستثمارات أولوية سياسية، بحسب مقال للمدير العام للاتحاد الاسباني للطاقة الكهروضوئية "أونيف" Unef، خوسيه دونوسو.

المدير العام للاتحاد الاسباني للطاقة الكهروضوئية (أونيف) خوسيه دونوسو
المدير العام للاتحاد الاسباني للطاقة الكهروضوئية (أونيف) خوسيه دونوسو – الصورة من موقع إي في ويند

وقال خوسيه دونوسو: "على الرغم من أننا في أفضل حالاتنا، فإن نمو قطاع الطاقة الشمسية في إسبانيا يجلب معه في بعض الحالات جدلًا اجتماعيًا واسعًا".

وأضاف "نحن في الاتحاد الاسباني للطاقة الشمسية "أونيف" Unef نعمل على نقل قيمنا، التي تجسّدت بشهادة التميز في الاستدامة لمحطات الطاقة الشمسية وبشهادة التميز الجديد في التخزين".

وأكد أن "هذه القيم واضحة: حيث لا ينبغي لمحطات الطاقة الشمسية أن تضرّ بالتنوع البيولوجي أو المجتمعات المحلية، بل ينبغي أن تكون محمية للمحيط الحيوي ومصدرًا للفرص الاجتماعية والاقتصادية والتأثير الاجتماعي الإيجابي".

وأوضح: "رغم أننا نحتاج إلى استعمال كمية ضئيلة تبلغ 0.4% فقط من التربة الخصبة في إسبانيا لتحقيق أهداف الخطة الوطنية للطاقة والمناخ "بي إن آي إي سي" PNIEC، فإن كل متر مربع من هذه النسبة لا بدّ أن يُدار بأكبر قدر من المسؤولية والطموح إلى التميز في الممارسات الاجتماعية والبيئية".

نظام تسعير الكهرباء

قال المدير العام للاتحاد الاسباني للطاقة الكهروضوئية "أونيف"، خوسيه دونوسو: "على الصعيد الاقتصادي، نواجه تحدي العمل في نظام تسعير الكهرباء على أساس التكاليف المتغيرة، في حين تفتقر تكنولوجيتنا إلى هذه التكاليف".

وأوضح: "بما أن هذا القرار الأوروبي سيظل ساري المفعول في الأمد المتوسط، فيجب علينا تطوير آليات التكيف مع الاستمرار في تعزيز تطوير وتنافسية الطاقة الشمسية"، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأردف: "يتمثل أحد الحلول الفعالة في تنفيذ أنظمة المزادات التي توفر سعرًا مرجعيًا للقطاع، ومن ثم تسهيل تمويل المشروعات".

وأشار خوسيه دونوسو إلى "تخزين الطاقة بصفته تجربة رائدة لعام 2025، حيث تحول من تكنولوجيا مستقبلية إلى حقيقة أساسية بسبب قدرته على تمديد ساعات الكهرباء رخيصة الثمن وتقديم الجودة والقدرة على التنبؤ مثل مصادر الطاقة التقليدية القديمة".

وأكد أن الاتحاد الاسباني للطاقة الشمسية "أونيف" يرى أن حل التخزين ضروري لمحطة الطاقة الشمسية مثل اللوح الشمسي نفسه.

وقال "يمثّل دمج التخزين في مشروعاتنا، سواء كانت هجينة أو مستقلة، السبيل الوحيد بالنسبة إلى إسبانيا للاستفادة الكاملة من إمكاناتها الشمسية".

محطة الطاقة الشمسية نونيز دي بالبوا بالقرب من مدينة بطليوس في إسبانيا
محطة الطاقة الشمسية نونيز دي بالبوا بالقرب من مدينة بطليوس في إسبانيا - الصورة من إيبردرولا

نجاح سياسات إزالة الكربون

يكشف تحليل مزيج الكهرباء في إسبانيا، على مدى السنوات الـ6 الماضية، نجاح سياسات إزالة الكربون، حيث تجاوز انتشار مصادر الطاقة المتجددة 65%.

وقال المدير العام للاتحاد الاسباني للطاقة الكهروضوئية "أونيف"، خوسيه دونوسو: "في الاستعمالات النهائية للطاقة، حققنا تقدمًا في إزالة الكربون وشهدنا انتكاسات صغيرة، حيث يتطلب هذا السيناريو سياسات أكثر طموحًا لتعزيز إزالة الكربون في الاستهلاك النهائي للكهرباء".

وأضاف: "يتعين علينا تسريع اكتساب القدرات الصناعية الجديدة من خلال تسهيل الإجراءات الإدارية وتطوير إستراتيجية وطنية تركّز على جذب الاستثمارات والتطويرات".

وللمرة الأولى في تاريخنا، تتمتع إسبانيا بميزة تنافسية في الثورة الصناعية، ما يسمح للطاقة الشمسية بالعمل بصفة محرك بيئي واقتصادي، ما يضع بلدنا بموقع الريادة في اقتصاد القرن الـ21".

وأردف: "لتحقيق هذا الهدف، يتعين علينا أن نتطور نحو نموذج أكثر مرونة للتخطيط للطاقة للشبكات، والانتقال من التخطيط الثابت إلى التخطيط الديناميكي للتكيف مع السوق وعدم اضطرار السوق إلى التكيف، ومن ثم تقديم نموذج سريع ورشيق وفعّال".

ودعا خوسيه دونوسو إلى "تحديث اللوائح التنظيمية الحالية، وتسهيل الإجراءات وإعطاء الحوافز الضريبية الكافية لإعادة تنشيط سوق الطاقة الشمسية".

وذكرَ أن "الدمج الإستراتيجي للطاقة الشمسية في البيئة الحضرية، إلى جانب أنظمة الإدارة والتحول الرقمي المتقدمة، من شأنه أن يسهّل إنشاء مساحات حضرية أكثر استدامة وكفاءة، حيث ستحتاج مدن المستقبل إلى الطاقة الشمسية بصفتها ركيزة تحول الطاقة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق