الكنيسة الأرثوذكسية , رد سؤال على موقع الأنبا تكلا هيمانوت التابع للكنيسة من أحد الأقباط ، يطرح تساؤلاً حول حكم الزواج من أجنبيات ، على ضوء ما ورد في العهد القديم من تحريم لهذا النوع من الزواج .
وقال السائل : “لقد حرَّم الكتاب الزواج من الأجنبيات ، وهذا واضح في العهد القدي م، فهل إذا تزوجت بأوروبية أو أمريكية يكون ذلك حرامًا؟”. وفي هذا السياق، قدمت تفسيرًا لهذا التحريم .
الكنيسة الأرثوذكسية توضح مفهوم “الأجنبيات” في العهد القديم
كما وضحت أن مفهوم “الأجنبيات” في العهد القديم كان يشير إلى النساء غير المسيحيات ، أي اللواتي ينتمين إلى ديانات أخرى غير اليهودية أو المسيحية .
كان التحريم في ذلك الوقت يرتبط بالخوف من تأثر الزوج الروحي بسبب عبادة النساء الوثنيات، وهو ما كان قد حدث بالفعل مع الملك سليمان. فقد تزوج من نساء أجنبيات فَميلَ قلبه لعبادتهن الوثنية، مما أوقعه في مشاكل دينية.
إضافة إلى ذلك، تعرض عزرا ونحميا لمشاكل مشابهة بسبب الزواج المختلط، كما ذكر في سفر نحميا (13: 23-29). ومن هنا كان التحذير في العهد القديم يتعلق بالحفاظ على نقاء الإيمان والعقيدة المسيحية .
الزواج من أجنبيات في العهد الجديد
ومع ذلك، أكدت أن العهد الجديد لا يُعتبر في هذا السياق مقيّدًا كما كان الحال في العهد القديم . فقد سمح الله في حالات معينة بأن يتزوج المؤمنون من نساء من خارج الإيمان المسيحي ، كما ورد في قصة موسى الذي تزوج من امرأة كوشية، حيث دافع عنه الله عندما انتقده هارون ومريم.
كما نجد في الكتاب المقدس أيضًا أن راحاب، وهي امرأة أجنبية من أريحا، تزوجت ودخلت في أنساب المسيح.
وفيما يتعلق بالزواج من الأجنبيات في العهد الجديد، أوردت الكنيسة مثالًا آخر وهو راعوث الموابية، التي تزوجت من بوعز وأصبحت من أجداد المسيح. هذه الأمثلة تبيّن أن الزواج من الأجنبيات ليس محرمًا بشكل مطلق إذا كان هناك نية حسنة وإيمان صادق.
الكنيسة الأرثوذكسية تكشف شروط الزواج من الأجنبيات
في الختام ، أكدت على أن الزواج من أجنبيات ليس محرمًا بالضرورة إذا كانت هذه المرأة متدينة وصادقة في عبادتها ، حتى وإن كانت من وطن آخر .
الشرط الأساسي هو أن تكون ذات علاقة عميقة بالكنيسة وأسرارها، وتتمتع بإيمان روحاني حقيقي. ولكن إذا كان الزواج من الأجنبيات يهدف إلى ارتكاب خطأ ديني أو يُضعف الإيمان المسيحي، فإنه يصبح محرمًا.
0 تعليق