رسوم ترمب الجمركية على واردات النفط "تؤذي أميركا أولًا".. كيف ذلك؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تترقّب واردات النفط الأميركية قرار إدارة الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على الشحنات القادمة من بلدان؛ على رأسها الجارة كندا.

وحذّر مراقبون من أن تؤدي الخطوة المثيرة للجدل إلى ارتفاع أسعار الوقود وانخفاض الإنتاج بما يضر بمصلحة المواطن الأميركي في المقام الأول؛ إذ تعتمد مصافي التكرير في الغرب الأوسط على النفط الكندي بنسبة 90%.

ويعتقد ترمب، الذي وعد ناخبيه بخفض أسعار الطاقة قبل وصوله إلى البيت الأبيض، بأن الإجراء يحمي البلاد من عجز تجاري كبير ويُدر مليارات الدولارات على خزينة البلاد.

ومن المتوقع بدء تطبيق الرسوم على واردات النفط الأميركية بدءًا من 18 فبراير/شباط الجاري (2025)، بحسب آخر تحديثات قطاع النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتتصدّر الولايات المتحدة قائمة أكبر منتجي النفط في العالم، لكنها تستورد الخام أيضًا لتحقيق أمن الطاقة كما أن النفط الذي تنتجه على ساحل الخليج لا يتوافق مع معظم مصافي التكرير.

واردات النفط الأميركية

لن تكون واردات النفط الأميركية بمنأى عن قرار الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على واردات سنوية بنسبة 25% على المكسيك وكندا و10% على الصين.

وتحدد، أمس السبت (1 فبراير/شباط 2025) ليكون الموعد النهائي قبل فرض الرسوم لتتخذ تلك الدول إجراءات فاعلة لوقف تدفقات الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات عبر الحدود والتي قتلت ملايين الأميركيين، على حد زعم ترمب.

وتشير بيانات إدارة الطاقة إلى أن كندا والمكسيك أكبر مصادر واردات النفط الأميركية وتُشكِّلان معًا نحو رُبع واردات مصافي التكرير المنتجة للبنزين وزيت التدفئة.

وتستورد أميركا 3 ملايين و800 ألف برميل يوميًا من نفط كندا لتأتي في المركز الأول تليها المكسيك بـ457 ألف برميل يوميًا والسعودية 228 ألف برميل يوميًا وفنزويلا 228 ألف برميل يوميًا.

كما تضم قائمة مصادر واردات النفط الأميركية البرازيل وكولومبيا والعراق ونيجيريا والإكوادور بـ224 و210 و198 و139 و120 ألف برميل يوميًا على الترتيب.

ناقلة نفط
ناقلة نفط - الصورة من صحيفة واشنطن بوست

وعلى نحو خاص، ألمح ترمب إلى احتمال خفض الرسوم على واردات النفط الكندي إلى 10% فقط بدلًا من 25%.

وارتفعت واردات النفط الأميركية من كندا لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق مؤخرًا منذ يونيو/حزيران 2010.

وارتفعت واردات واشنطن من النفط الكندي بمقدار 689 ألف برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي يوم 3 يناير/كانون الثاني (2025) إلى 4.42 مليون برميل يوميًا

يتسق ذلك مع حقيقة أن كندا أكبر مصدري النفط إلى واشنطن لسنوات عديدة وفي 2023 شكّلت أكثر من نصف الواردات وبلغت قيمتها 100 مليار دولار.

دونالد ترمب

قال الرئيس دونالد ترمب إن قراره بفرض رسوم جمركية ربما يتسبب بحالة إرباك ولكن على المدى القصير.

وإذ لم يبدِ قلقًا إزاء رد فعل الأسواق المالية على القرار، أقر بأن التكاليف الناتجة عن الرسوم الجمركية يتحملها المستهلكون خلال بعض الأحيان في صورة ارتفاع الأسعار.

ويرى ترمب أن ثمة عجزًا تجاريًا كبيرًا بين الولايات المتحدة والدول الـ3، كما نفى أن تكون الرسوم بمثابة أدوات مساومة.

ومن المتوقع فرض المزيد من الرسوم، كما تدرس الإدارة الأميركية فرض رسوم على واردات السلع الأوروبية ولا سيما الصلب والألومنيوم والنحاس والأدوية وأشباه الموصلات.

وتتوقّع شركة التكرير الأميركية "فيليبس 66" (Phillips 66) انخفاض إنتاج الوقود في منطقة الغرب الأوسط و"روكي ماونتن" بالتزامن مع محدودية الإمدادات البديلة.

وقال رئيس العمليات في شركة فاليرو إنرجي (Valero)، ثاني أكبر مصفاة أميركية من حيث القدرات الإنتاجية، غاري سيمونز، إن الشركة في خضم الاستعدادات للرسوم على واردات النفط الأميركية.

ويحذر خبراء من أن تلك الرسوم الجمركية والردود الانتقامية المحتملة "ستُربك النشاط الاقتصادي في العالم أجمع".

يُشار هنا إلى أن الكثير من مصافي التكرير الأميركية وخاصة في الغرب الأوسط تعتمد على النفط المستورد؛ لأنها مجهزة لتقطير الخام الثقيل مثل القادم من المكسيك وكندا.

مصفاة لوس أنجلوس
مصفاة لوس أنجلوس - الصورة من موقع شركة ماراثون بتروليوم

رسوم ترمب الجمركية

يقول رئيس المجلس الوطني للتجارة الأجنبية جامي كولفين، إن فرض رسوم جمركية على شركاء أميركا التجاريين قد يؤثر في تكاليف ووفرة كل شيء من الأفوكادو إلى مكيفات الهواء والسيارات، فضلًا عن خطر تحول التركيز في العلاقات الثنائية على الحوار البنّاء.

وسيكون صناع السيارات الأميركيون الأكثر تضررًا من رسوم ترمب؛ لأن المركبات تُجمع في كندا والمكسيك بسبب سلسلة التوريد العابرة للحدود.

كما حذر رؤساء شركات وخبراء من ارتفاع أسعار كل شيء بدءًا من الألومنيوم والخشب الكنديين والفواكه والخضراوات والإلكترونيات من المكسيك والمركبات من كلا البلدين.

ورغم أن ترمب يستهدف فرض رسوم جمركية على الدول المذكورة؛ فإن الشركات المستوردة هي التي تدفعها وأحيانًا تنتقل تلك التكلفة إلى المستهلك الأميركي.

وبهذا المعنى، قال رئيس شؤون السياسات العامة في غرفة التجارة الكندية ماثيو هولمز، إن رسوم ترمب الجمركية ستصيب أميركا أولًا بدءًا من ارتفاع أسعار الوقود والمنتجات في متاجر البقالة وعبر الإنترنت، وهو ما سيضر المستهلكين والشركات على الجانبين.

بدورهم، توعد قادة كندا والمكسيك والصين بالرد على رسوم ترمب الجمركية لحماية مصالح بلادهم الاقتصادية.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إن بلاده سترد على الفور بإجراءات مضادة قوية على صادرات أميركية بقيمة 105 مليارات دولار أميركي.

كما وعدت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، بالرد، محذرةً من أن الرسوم الجمركية سترفع الأسعار على المستهلكين، وستهدد 40 ألف فرصة عمل في أميركا.

وحذّر المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن من أنه لا رابح من الحرب التجارية أو الرسوم الجمركية التي لا تصب في مصالح أي من البلدين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. رسوم ترمب الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين من وكالة رويترز
  2. واردات النفط الأميركية من وكالة رويترز
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق