عرب أمريكيون: الانتخابات تتيح معاقبة الديموقراطيين على دعم إسرائيل

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتابع إيمان بيضون السيد، كغيرها من آلاف الأميركيين من أصل لبناني، برعب مشاهد الدمار في الشرق الأوسط، وتنتظر موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الشهر المقبل، التي قد تشكّل فرصة للتعبير عن موقفها حيال دعم الإدارة الديموقراطية لإسرائيل.

تقول بيضون السيد: “دائمًا ما كنت ديموقراطية، لكن في ظل ما يحدث، لم أعد واثقة مما أشعر به”.

كغيرها من العرب الأميركيين، تفكر بيضون السيد في الحؤول دون فوز كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن والمرشحة للانتخابات الرئاسية في نوفمبر، بالسباق إلى البيت الأبيض، عقابًا لها على الدعم الذي وفّرته إدارتها لإسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل سنة.

غادرت بيضون السيد (37 عامًا)، المولودة في ميشيغن، محلها في ديربورن هايتس لجمع التبرعات للبنان.

فبعد عام على تبادل القصف عبر الحدود على خلفية الحرب في قطاع غزة، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران في مواجهة مفتوحة اعتبارًا من سبتمبر. وكثّفت الدولة العبرية غاراتها الجوية على مناطق لبنانية، خصوصًا معاقل الحزب في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت، وأطلقت عمليات برية محدودة في المناطق الحدودية نهاية الشهر نفسه.

وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل أكثر من 1500 شخص، بحسب السلطات اللبنانية، وتهجير ما لا يقل عن 700 ألف شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

وتوضح بيضون السيد، التي ارتدت سترة عليها شجرة أرز، وهي رمز العلم اللبناني: “لجميعنا أقارب وأصدقاء وضحايا من العائلة في الوطن”.

تضيف: “حقيقة أن أي مرشح لا يتحدث عن وقف إطلاق النار أو حظر الأسلحة إلى إسرائيل أمر محبط للغاية”، مشيرة إلى أنها قد تصوّت لصالح مرشحة الحزب الأخضر جيل ستاين، وليس للمنافس الجمهوري لهاريس، دونالد ترامب.

في عام 2020، صوتت مقاطعة واين، حيث تقع ديترويت وضواحيها، بنسبة 68% لصالح بايدن، ما أتاح له التفوق بفارق 150 ألف صوت فقط على ترامب في الولاية المتأرجحة المهمة.

وبحسب رونالد ستوكتون، أستاذ العلوم السياسية المتقاعد في جامعة ميشيغن-ديربورن والخبير في شؤون الشرق الأوسط، يبلغ عدد الأميركيين من أصول عربية حوالي 300 ألف في ميشيغن، وكانت مساهمتهم وازنة في فوز بايدن.

ويضيف ستوكتون أن الرئيس السابق ترامب “أغضب العرب الأميركيين بسياساته المناهضة للمسلمين والمؤيدة لإسرائيل. ولذلك صوتوا بقوة لصالح بايدن في عام 2020”.

“صفعة على الوجه”

استقطبت ديربورن، المعروفة بصناعة السيارات وبكونها مسقط رأس هنري فورد، العديد من المهاجرين خلال القرن العشرين. وانتخبت المدينة أول رئيس بلدية مسلم في عام 2022.

ومع تبقي أقل من أسبوعين على الانتخابات، يسود غضب ملموس تجاه إدارة بايدن، التي قدّمت دعمًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا لإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، فضلًا عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد دعوات وقف إطلاق النار في القطاع.

يرى مروان فرج (51 عامًا)، الذي انتقل من لبنان قبل 35 عامًا، أن الديموقراطيين تجاهلوا الانتخابات التمهيدية في فبراير، عندما اقترع أكثر من 100 ألف ناخب بالأوراق البيضاء احتجاجًا على سياسة واشنطن في الشرق الأوسط.

ويضيف رجل الأعمال، الذي جلس في مقهى يمني، أن عدم المبالاة هذا يعدّ “صفعة على الوجه، ويجب أن نردها”، متابعًا: “لقد دعموا هذا التطهير العرقي والإبادة الجماعية منذ اليوم الأول، بأموال ضرائبنا، وهذا خطأ”.

ودعت اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي، وهي منظمة سياسية محلية مؤثرة، إلى عدم التصويت لهاريس أو ترامب، على عكس ما قامت به في عام 2020 عندما أيّدت الديموقراطي بايدن.

وقالت المنظمة إن هاريس وترامب “يدعمان بشكل أعمى الحكومة الإسرائيلية الإجرامية بقيادة المتطرفين اليمينيين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.

ويرى ستوكتون أن الغضب من الحرب الديموقراطي يتعدى المجتمع العربي الأميركي ليشمل العديد من الشباب، مما يجعل النزاع الراهن مسألة “خطيرة” بالنسبة للديموقراطيين.

“إحباط بالغ”

يحذّر كثيرون من مخاطر عودة ترامب، الذي فرض “حظرا” على المسافرين من بلدان ذات أغلبية مسلمة، ونقل سفارة واشنطن في إسرائيل إلى القدس.

وكتب إسماعيل أحمد، وهو من الحزب الديموقراطي ومدافع عن القضايا العربية الأميركية، في صحيفة “ديترويت فري برس”، إنه ليس “لدينا خيار سوى التصويت لكامالا هاريس”.

وبحسب أحمد، فإن هاريس “تدعو إلى وقف إطلاق النار وحل الدولتين”، بينما يرفض ترامب “الاعتراف باحتلال الأراضي الفلسطينية، ويعارض دولة فلسطينية مستقلة ويدعم بثبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.

بالنسبة لمحمد علي إلهي، وهو أحد أئمة ديربورن هايتس، يعاني الناخبون من “إحباط بالغ وانفطار في القلب لدرجة أنهم لا يأخذون ذلك في الاعتبار. هم يفكّرون +ما الذي سيكون أسوأ مما نراه بالفعل؟+”.

ويشير الإمام، وهو من أصل إيراني، إلى أن الناخبين يتساءلون كيف يمكن أن يصبح الوضع في غزة ولبنان أسوأ.

وترى ميشو عاصي، المولودة في لبنان وناشطة مجتمعية للديموقراطيين، أن السكان أصيبوا بخيبة أمل.

وتشير إلى أن “عادةً، كنت أحشد الناس وأقرع الأبواب وأحاول استقطاب أصوات الناخبين. ولكنني الآن لا أستطيع أن أفعل الشيء نفسه”.

ليست عاصي بعيدة بدورها عن تبعات الحرب في لبنان، فهي رحبت بتأثر بالغ الأسبوع الماضي بوالديها في مطار ديترويت بعد فرارهما من جنوب لبنان الذي يتعرض لغارات إسرائيلية عنيفة.

وتقول: “الناس الآن يركزون على من سيوقف هذه الإبادة الجماعية. وإذا طلبت منهم الخروج والتصويت، سيقولون لي: لا يهمني. لن تكون لأصواتهم أهمية متى تعلّق الأمر بالإبادة الجماعية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق