شهد حقل غاز عربي، تبلغ احتياطياته نحو 55 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، عطلًا مفاجئًا تسبّب في توقفه عن العمل حتى منتصف ليل اليوم السبت 8 فبراير/شباط (2025)، قبل أن يبدأ العودة تدريجيًا بعد إصلاح العطل.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد أعلنت مؤسسة النفط الليبية الانتهاء من إصلاح العطل الفني المفاجئ، وإعادة العمل في مجمع مليتة للغاز، الذي كان قد توقف عن العمل صباح أمس الجمعة 7 فبراير/شباط.

وأكدت المؤسسة أن إمدادات الغاز الطبيعي في حقل غاز عربي، وهو حقل بحر السلام الغازي، قد عادت تدريجيًا، إذ بلغ معدل تدفق الغاز أكثر من 540 مليون قدم مكعبة يوميًا، وأن العمل مستمر لتشغيل كل الوحدات للعودة إلى الضخ بصورة طبيعية.

وكانت المؤسسة قد أعلنت التوقف المفاجئ للمجمع الذي يدير حقل بحر السلام الغازي، الذي يُعد حقل غاز عربيًا مهمًا، في حين تابع رئيس مجلس إدارة المؤسسة المكلف المهندس مسعود سليمان، مستجدات الأوضاع في المجمع منذ اللحظات الأولى لحدوث هذا العطل.

توقف حقل غاز عربي مهم

أكد رئيس مؤسسة النفط الليبية المكلف مسعود سليمان، أن توقف حقل غاز عربي مهم، مثل حقل بحر السلام الغازي، لم يؤدِ بالضرورة إلى أي إرباك يُذكر في الشبكة، كما أنه لم يتسبّب في طرح أحمال نتيجة هذا العطل الفني الطارئ.

وكانت المؤسسة قد أعلنت أن مجمع مليتة للغاز -وهو المشرف على إدارة حقل غاز عربي مهم، وهو حقل بحر السلام- كان قد توقف في وقت مبكر من مساء أمس الجمعة عن العمل بصورة تامة، وذلك بسبب عطل فني في وحدات توليد الطاقة الكهربائية.

وتسبّب هذا العطل في انقطاع توليد الكهرباء، ودخول المجمع في حالة إظلام كامل في كل مرافقه، بما في ذلك توقف معمل معالجة الغاز بالمجمع، وتوقف الإنتاج بحقل بحر السلام الغازي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعامل المختصون من مهندسين وفنيين بالشركة فورًا مع هذا الخلل الفني، إذ جرى اتخاذ كل التدابير الطارئة المتبعة في مثل هذه الظروف العرضية، بعد أن لجأت إلى تشغيل محطات الطاقة الكهربائية الطارئة.

وعملت كوادر مجمع مليتة على إعادة العمل وتشغيل معمل معالجة الغاز، ومن ثم تشغيل منصة بحر السلام وإعادة إنتاج الغاز، وذلك خلال وقت قصير، بجانب إعادة تشغيل المجمع بطاقته الطبيعية، ومواصلة الإنتاج المعتاد، وفق ما أكدته المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.

حقل بحر السلام للغاز

يُعد حقل بحر السلام للغاز في ليبيا، حقل غاز عربيًا ذا أهمية خاصة، إذ تعلّق عليه الدولة آمالها في الاكتفاء الذاتي طويل الأمد من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى تصدير إنتاجه بما حقّق عوائد كبيرة للخزينة العامة للبلاد.

وقد بدأ تطوير الحقل في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1977، بتعاون ليبي إيطالي مشترك، لكن إنتاجه لم يكن ذا جدوى اقتصادية قبل عام 2005، وهو يقع على بُعد 110 كيلومترات من السواحل الليبية، وينتج حاليًا نحو مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا، من خلال 15 بئرًا قرب المنصة، و11 بئرًا تحت سطح البحر.

وتذهب بعض التقديرات إلى أن احتياطيات حقل بحر السلام الغازي في ليبيا، تبلغ نحو 70 تريليون قدم مكعبة قياسية، في حين أشارت تقديرات أخرى -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن احتياطياته تبلغ نحو 54.7 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

كما يُعد هذا الحقل إستراتيجيًا لأوروبا التي تتجه إلى شراء كميات ضخمة من الغاز الليبي، للاستغناء عن الغاز الروسي، بخلاف أهميته الكبيرة لتونس، التي خاضت مع طرابلس نزاعًا استمر سنوات على مكامن الغاز في منطقة البحر المتوسط، قبل حسمه بقرار من المحكمة الدولية لصالحها، للاستفادة من موارد الحقل، وهي القضية المعروفة إعلاميًا بـ"الجرف القاري".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: