تمثّل محطات الطاقة الكهرومائية في مصر جزءًا أساسيًا من المزيج الوطني، إذ تستفيد من تدفُّق مياه نهر النيل لتوليد الكهرباء بطرق نظيفة ومستدامة.
ورغم امتلاك مصر عددًا من المحطات الكبرى، مثل السد العالي وخزان أسوان، فإن قدرتها الإنتاجية لم تشهد زيادات كبيرة خلال العقود الأخيرة، نظرًا لعدم توفُّر مساقط مائية جديدة.
ومع ذلك، ما تزال الجهود مستمرة لتعزيز محطات الطاقة الكهرومائية في مصر وتحديثها لضمان أقصى استفادة من الموارد المائية المتاحة.
ووفقًا لبيانات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تأتي محطة جبل عتاقة بوصفها واحدة من أحدث المشروعات الطموحة في هذا المجال، إذ تمثّل أول محطة ضخ وتخزين للكهرباء في الشرق الأوسط، ما يعزز استقرار الشبكة الكهربائية خلال أوقات الذروة.
ورغم تأجيل تنفيذها بعد سحب المشروع من الشركة الصينية المنفّذة، فإن الحكومة تعمل على إعادة طرحه للاستثمار، وسط اهتمام من شركات عالمية.
وفي الوقت ذاته، تبقى محطات الطاقة الكهرومائي الـ6 الأخرى في مصر تؤدي دورًا مهمًا في تأمين جزء من احتياجات الكهرباء، رغم التحديات التي تواجهها بسبب شحّ المياه.
وتتجه الحكومة إلى تحديث المحطات الحالية وتحسين كفاءتها، في إطار إستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تحقيق استدامة قطاع الكهرباء.
توليد الكهرباء من الماء في مصر
يُعتمد في توليد الكهرباء من الماء في مصر على استعمال التوربينات المائية التي تستغل تدفّق المياه لتوليد الكهرباء.
وتعدّ محطة السد العالي أكبر محطات الطاقة كهرومائية في مصر، إذ تصل قدرتها الإنتاجية إلى 2100 ميغاواط، ما يجعلها أحد أهم مصادر الكهرباء النظيفة.
وتليها محطة خزان أسوان 1 بقدرة 280 ميغاواط، وخزان أسوان 2 بقدرة 270 ميغاواط، فيما تسهم محطة كهرباء إسنا (85 ميغاواط) ونجع حمادي (64 ميغاواط) وأسيوط (32 ميغاواط) في دعم الشبكة القومية للكهرباء.
وعلى الرغم من أن إجمالي القدرة الإنتاجية لهذه المحطات يصل إلى نحو 2832 ميغاواط، فإن مساهمتها في إجمالي استهلاك الكهرباء في البلاد انخفضت في السنوات الأخيرة بسبب ندرة الموارد المائية.
مشروع محطة جبل عتاقة
يُعدّ مشروع محطة جبل عتاقة من المشروعات الفريدة عالميًا، إذ يعتمد على تقنية الضخ والتخزين، ما يتيح تخزين الكهرباء الفائضة واستعمالها عند الحاجة.
وتبلغ قدرة المحطة 2400 ميغاواط، ما يجعلها أكبر قليلًا من السد العالي، في حين تبلغ تكلفتها التقديرية 2.7 مليار دولار، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتختلف محطة جبل عتاقة عن باقي محطات الطاقة الكهرومائية في مصر، إذ تعتمد آلية عملها على ضخ مياه الصرف المعالجة إلى خزان علوي عند انخفاض الطلب على الكهرباء، ثم إعادة توجيهها عبر التوربينات المائية لتوليد الكهرباء خلال أوقات الذروة.
ويُتوقع أن تسهم المحطة في تحسين استقرار الشبكة الكهربائية ودعم إستراتيجيات الطاقة المستدامة لمصر.
ورغم أن المشروع بدأ التخطيط له منذ عام 2015، فإن تنفيذه شهد عقبات، كان آخرها سحب المشروع من شركة "ساينو هايدرو" الصينية لعدم توفير التمويل اللازم.
لكن الحكومة ما تزال ملتزمة بالمضي قدمًا في المشروع، إذ سيُعاد طرحه على مستثمرين دوليين، وسط اهتمام من شركات هندية وصينية وأوروبية.
محطات الطاقة الكهرومائية الرئيسة في مصر
تمتلك مصر حاليًا 6 محطات كهرومائية رئيسة تعتمد على نهر النيل، وهي:
- السد العالي – أكبر محطة مائية في مصر بقدرة 2100 ميغاواط.
- خزان أسوان 1 – بطاقة 280 ميغاواط، ويعود تشغيله لعام 1960.
- خزان أسوان 2 – بطاقة 270 ميغاواط، أُنشئ لدعم المحطة الأولى.
- محطة إسنا – بطاقة 85 ميغاواط، وتخدم محافظة قنا والمناطق المحيطة.
- محطة نجع حمادي – بطاقة 64 ميغاواط، وتُستعمل لدعم الشبكة القومية.
- محطة أسيوط – بطاقة 32 ميغاواط، وتخدم أغراض الري أيضًا.
وتُسهم محطات الطاقة الكهرومائية في مصر في توليد نحو 5-10% من إجمالي الكهرباء في البلاد، وتخطط لتطوير محطة سابغة لتوفير طاقة نظيفة ومستدامة، وتضع محدودية الموارد المائية قيودًا على زيادة إنتاج محطات توليد الكهرباء من الماء.
تطوير محطات الطاقة الكهرومائية في مصر
تسعى الحكومة إلى تحديث محطات الطاقة الكهرومائية في أسوان، إذ تعمل وزارة الكهرباء على تطوير محطتي السد العالي وخزان أسوان لتحسين كفاءتهما.
وتهدف الجهود إلى رفع القدرة الإنتاجية لمحطة السد العالي، الأمر الذي قد يوفر لمصر 269 مليون دولار سنويًا من تكاليف الوقود.
ويشمل التطوير تحديث التوربينات وتحسين أنظمة التشغيل لزيادة كفاءة المحطات، مما يتيح إنتاجًا أكثر استقرارًا للكهرباء.
كما أن هناك خططًا للاستفادة من المياه المُهدرة من خلال إنشاء مشروعات صغيرة للطاقة الكهرومائية لتعويض أيّ تراجع في إنتاج المحطات الكبرى.
تحديات الطاقة الكهرومائية في مصر
تواجه الطاقة الكهرومائية في مصر عدّة تحديات، أبرزها نقص المساقط المائية وشح المياه، ما يجعل التوسع في إنشاء محطات جديدة أمرًا صعبًا.
ولهذا، تركّز الحكومة على تحديث المحطات القائمة وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ورغم هذه التحديات، ما تزال الطاقة الكهرومائية عنصرًا مهمًا في مزيج الكهرباء المصري، لما توفره من كهرباء نظيفة ومنتظمة.
ومع تطوير محطة جبل عتاقة وتحديث المحطات الحالية، قد تتمكن مصر من تعظيم استفادتها من هذه الموارد المائية المحدودة، وتحقيق توازن أفضل بين مصادر الطاقة المختلفة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق