قد تأتي خُطط الحياد الكربوني في بريطانيا بنتائج اقتصادية عكسية، بسبب ارتفاع فواتير الكهرباء المولّدة من مصادر الطاقة المتجددة.
وعلى الرغم من ذلك، تخطّط الحكومة لإنشاء مَدرج ثالث في مطار هيثرو، وهو قرار يصعب تبريره إذا كان التركيز الوحيد على الحد من الانبعاثات الكربونية، حسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى الرغم من الحجج حول الطائرات التي تدور حاليًا حول مطار هيثرو في انتظار الهبوط، فإن المدرج الإضافي يعني المزيد من الرحلات والانبعاثات، ما يُسهم في تقويض أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا.
ومن الواضح أن الحكومة توصلت إلى استنتاج مفاده بأن تكلفة كبح الانبعاثات من مطار هيثرو باهظة للغاية، نظرًا إلى الضرر الذي يلحقه ذلك بالنمو الاقتصادي.
التنازل في مكافحة تغير المناخ
لا تستطيع الحكومة البريطانية أن تعترف صراحة بتكلفة كبح الانبعاثات دون إثارة حفيظة أولئك الذين يعتقدون أن هناك ضرورة للتنازل عن أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا، بمن في ذلك وزير الطاقة إد ميليباند، ونسبة كبيرة من مؤيديها الطبيعيين.
ويرى وزير العدل البريطاني السابق عضو البرلمان عن جنوب غرب هيرتفوردشاير من عام 2005 إلى عام 2019، ديفيد غوك، أنه نتيجة لهذا قضى الوزراء جزءًا كبيرًا من الأسبوع الماضي في التهرب من الإجابة عن الأسئلة، إذ أنكروا التوتر بين أهدافهم البيئية وأهداف النمو.
وأشار ديفيد غوك إلى أن الشركات أصبحت تبدي قدرًا متزايدًا من الصراحة إزاء عدم القدرة التنافسية لأسعار الطاقة.
وأوضح أن "أسعار الطاقة في أوروبا كانت أعلى منها في الولايات المتحدة، لأن الأخيرة تبنّت التكسير المائي الهيدروليكي".
وأضاف: "سوف يُلحق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أضرارًا بالاقتصاد الأميركي، ولكن نهجه القائم على مبدأ (زيادة الاستخراج) في التعامل مع سياسة الطاقة من شأنه أن يخفّض التكاليف بالنسبة إلى الشركات الأميركية".
وأردف: "حتى في السياق الأوروبي، فإن تكاليف الطاقة لدينا مرتفعة، وتتزايد تكاليف صناعات مثل الصلب والمواد الكيميائية خارج المملكة المتحدة لهذا السبب".
وقال إن "الذكاء الاصطناعي يتطلّب مراكز البيانات، التي تستهلك قدرًا كبيرًا من الكهرباء، والطموح إلى قيادة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي يتعارض مع أسعار الطاقة المرتفعة".
خفض أسعار الطاقة
هناك من يزعم أن الطريق إلى خفض أسعار الطاقة هو التخلي عن الوقود الأحفوري وتبني مصادر الطاقة المتجددة، مشيرين إلى أن التكاليف الهامشية لمصادر الطاقة المتجددة أقل كثيرًا من الوقود الأحفوري، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحسبما أشار الأستاذ لدى جامعة أكسفورد، ديتر هيلم (الذي لا ينكر تغير المناخ بأي حال من الأحوال)، فإن ما يهم هو تكلفة الأنظمة التي ستحقّق الحياد الكربوني في بريطانيا.
وقال وزير العدل البريطاني السابق عضو البرلمان عن جنوب غرب هيرتفوردشاير من عام 2005 إلى 2019، ديفيد غوك: "إن مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تتطلّب خيارات احتياطية، ولا بد من إدراج تكاليف هذه الخيارات في الحسبان".
وأضاف: "بمجرد أخذ هذا في الاعتبار، إلى جانب تكاليف تركيب مصادر الطاقة المتجددة، فإن التخلي عن الوقود الأحفوري مكلف للغاية"، مشيرًا إلى أن "مستوياتنا المرتفعة من مصادر الطاقة المتجددة وأسعار الكهرباء المرتفعة ليست مصادفة".
تكلفة مصادر الطاقة المتجددة
يُقال إن تكلفة مصادر الطاقة المتجددة تستمر في الانخفاض، وهناك آمل في أن يكون تخزين البطاريات قادرًا على معالجة المخاوف بشأن التقطع.
وقال وزير العدل البريطاني السابق، ديفيد غوك: "عندما يتعلق الأمر بتوقع أسعار الطاقة في المستقبل، لا يُظهر المستثمرون أي علامة على الاعتقاد بأن المملكة المتحدة قد اتخذت النهج الصحيح".
وعلى الرغم من الحديث عن أن المملكة المتحدة على استعداد لتقديم أسعار طاقة رخيصة، فإن المستثمرين في الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة لا يصدقون ذلك.
وأضاف: "أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن 48% من الناخبين في المملكة المتحدة يفضّلون التخلي عن الحياد الكربوني، مع عدم موافقة 34% فقط".
وبدلًا من أن تكون إزالة الكربون فرصة عظيمة للاقتصاد، حسبما يزعم البعض، فإن الحياد الكربوني يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، ما يؤثر سلبًا في النمو.
وأردف: "كلما سعينا بطموح أكبر إلى تحقيق الحياد الكربوني في بريطانيا من خلال محاولة إزالة الكربون من شبكة الكهرباء بحلول عام 2030 على سبيل المثال، زادت التكلفة قصيرة الأجل التي يتعيّن على المستهلكين أو دافعي الضرائب تحملها".
وفي كلتا الحالتين، سيكون لهذا تأثير في النمو حيث ستواجه الشركات مزيجًا من الأسعار والضرائب المرتفعة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق