ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 11 فبراير/شباط (2025)، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي، وسط مخاوف من نقص الإمدادات بالتزامن مع زيادة الطلب بسبب موجة البرد.
وأظهر تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن إنتاج النفط الروسي انخفض إلى أقل من حصّته في أوبك+، وهو ما يزيد من مخاوف من مزيد من تعطُّل الإمدادات في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
وكانت مكاسب أسعار النفط محدودة بسبب المخاوف من أن تصاعد التعرفات التجارية قد يحدّ من النمو الاقتصادي العالمي ويهدد الطلب على الخام.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الإثنين 10 فبراير/شباط، على ارتفاع بنحو 2%، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، وسط ترقُّب لتطورات أوضاع السوق في ظل حرب الرسوم الجمركية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:35 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:35 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أبريل/نيسان 2025، بنسبة 0.63%، لتصل إلى 76.35 دولارًا للبرميل.
كما صعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مارس/آذار 2025، بنسبة 0.58 %، لتصل إلى 72.74 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأنهى سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تعاملات أمس الإثنين على ارتفاع بنسبة 1.8%، في حين صعد سعر خام برنت بنسبة 1.6%، بفعل مخاوف من حرب تجارية عالمية.
يأتي ارتفاع أسعار النفط في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها خلال الأسبوع الماضي، إذ سجلت ثالث انخفاض أسبوع على التوالي، بسبب تضرّرها من تجدّد الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصين، وتهديدات برفع الرسوم الجمركية على دول أخرى.
![صهاريج النفط داخل محطة أوست لوغا لتصدير النفط الروسي](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/01/d18bae1a26ca78b3f8b2212c7c7d101a.webp)
تحليل أسعار النفط
قال محللو إيه إن زد (ANZ) في مذكرة حول تحليل أسعار النفط، إن الانتعاش جاء وسط علامات على تقلُّص الإمدادات.
وأضافوا: "إن إنتاج النفط الروسي انخفض دون حصته في أوبك+ في يناير/كانون الثاني، مما خفّف المخاوف من زيادة العرض، إذ تراجع الإنتاج إلى 8.962 مليون برميل يوميًا، وهو أقل بمقدار 16 ألف برميل يوميًا عن المستويات المعتمدة بموجب اتفاق أوبك+".
وأشار المحللون إلى أن المخاوف من حدوث المزيد من الاضطرابات تزايدت بعد تقرير يتحدث عن خطط الدول الأوروبية للاستيلاء على أسطول الظل الروسي.
وتعطلت عمليات شحن النفط الروسي إلى الصين والهند، أكبر مستوردي النفط الخام في العالم، بشكل كبير، بسبب العقوبات الأميركية الشهر الماضي، التي استهدفت الناقلات والمنتجين وشركات التأمين.
ومما يزيد من توترات الإمدادات العقوبات الأميركية على شبكات شحن النفط الإيراني إلى الصين بعد أن استعاد دونالد ترمب "الضغط الأقصى" على صادرات النفط الإيرانية الأسبوع الماضي.
لكن مواجهة مكاسب الأسعار كانت أحدث تعرفة فرضها ترمب، ويمكن أن تضعف النمو العالمي والطلب على الطاقة.
ورفع ترمب أمس الإثنين الرسوم الجمركية بشكل كبير على واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة إلى 25% "دون استثناءات أو إعفاءات" لمساعدة الصناعات المتعثرة، مما قد يزيد من خطر نشوب حرب تجارية متعددة الجبهات.
وستشمل التعرفة الجمركية ملايين الأطنان من واردات الصلب والألومنيوم من كندا والبرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية ودول أخرى.
وفرض ترمب الأسبوع الماضي تعرفات جمركية إضافية بنسبة 10% على الصين، وردّت عليها بكين برسومها الخاصة على بعض الواردات الأميركية، بما في ذلك رسوم بنسبة 10% على النفط الخام.
الطلب على النفط
مما يؤثّر أيضًا على الطلب على النفط الخام أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سينتظر حتى الربع المقبل قبل أن يخفض أسعار الفائدة مرة أخرى، وفقًا لأغلبية الاقتصاديين -في استطلاع أجرته رويترز- الذين توقعوا سابقًا خفضًا في مارس/آذار.
ويواجه الاحتياطي الفيدرالي خطر ارتفاع التضخم في ظل سياسات ترمب، وأن إبقاء أسعار الفائدة عند مستوى أعلى يمكن أن يحدّ من النمو الاقتصادي، مما قد يؤثّر بنمو الطلب على النفط.
كما أظهر استطلاع أجرته رويترز يوم الإثنين أنه من المتوقع ارتفاع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، في حين من المرجّح أن تنخفض مخزونات نواتج التقطير.
أُجريَ الاستطلاع قبل التقارير الأسبوعية الصادرة عن معهد النفط الأميركي، المقرر صدورها (09:30 مساءً بتوقيت غرينتش) اليوم الثلاثاء، ومن المقرر أن يصدر تقرير إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق