أثار المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملك عبد الله الثاني عاهل الأردن جدلاً واسعاً، حيث أشارت وسائل الإعلام الأردنية إلى تحريف تصريحات الملك المتعلقة بقطاع غزة.
تهجير الفلسطينيين من غزة:
كان الموضوع الرئيسي الذي تناولته القمة الأمريكية الأردنية في واشنطن هو المقترح الذي طرحه ترامب الشهر الماضي، والذي ينص على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان بشكل قاطع.
خلال المؤتمر الصحفي مساء الثلاثاء، تم نقل تصريحات على لسان الملك عبد الله الثاني أثارت جدلاً، حيث بدت عمان وكأنها تتبنى موقفاً مختلفاً عن المواقف المعلنة في الأيام السابقة.
ترجمة تصريحات ملك الأردن:
نشأ الجدل حول الترجمة غير الدقيقة لتصريحات الملك، حيث قال عبد الله الثاني إن "علينا أن نضع في اعتبارنا خطة من مصر والدول العربية، ويجب أن نركز على كيفية جعل هذه الخطة تعمل لمصلحة الجميع". بينما الترجمة التي نشرت في بعض وسائل الإعلام كانت "يجب أن نضع في بالاعتبار كيفية تنفيذ ذلك بما يخدم مصلحة الجميع"، مما يزيد من سوء الفهم.
لكن الملك عبد الله الثاني عاد وأكد عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" رفض الأردن لتهجير الفلسطينيين من غزة، وتبعه وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي أوضح التفاصيل الحقيقية للقاء مع الرئيس الأمريكي.
الملك عبد الله يحسم الجدل:
قال الملك عبد الله عبر حسابه بـ"إكس": "أنهيت للتو مباحثات بناءة مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض. ممتنون لحسن الضيافة، وبحثنا الشراكة الراسخة بين الأردن والولايات المتحدة وأهميتها لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن المشترك".
وأكد الملك عبد الله أهمية العمل على خفض التصعيد في الضفة الغربية لتجنب تدهور الأوضاع، مشدداً على ضرورة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع.
وأشار إلى أن السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار، ويتطلب ذلك دوراً قيادياً للولايات المتحدة. واعتبر ترامب "رجل سلام" له دور محوري في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
تصريحات وزير الخارجية الأردني:
في السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الملك عبد الله كان "واضحاً وحاسماً" خلال لقائه مع ترامب بأن التهجير لن يكون حلاً، وأن هناك خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين.
وأضاف الصفدي في مقابلة مع قناة المملكة الأردنية أن رسالة الملك كانت واضحة بشأن العمل لتحقيق السلام العادل والشامل. وأوضح أن موقف الأردن من التهجير ثابت ولا جدال فيه، وأن الملك أكد أنهم لن يكونوا وطناً لغير الأردنيين.
واختتم الصفدي بأن الحوار مستمر بين الأردن والولايات المتحدة، وأنهم سيقدمون الخطة العربية التي تعمل عليها مصر، مؤكداً أن مواقف الأردن ومصر والدول العربية متوافقة وثابتة.
0 تعليق