من المتوقع أن يشهد الطلب على الغاز في الهند قفزة هائلة بنسبة 60% بحلول عام 2030، في خطوة قد تضعها في مصافّ أكبر مستهلكي الغاز حول العالم.

ويعكس هذا النمو مساعي الحكومة الهندية لتعزيز دور الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة الوطني، حيث تستهدف رفع حصة الغاز إلى 15% بحلول 2030، مقارنة بـ6.4% في 2022.

وفي هذا السياق، توقّع تقرير حديث، حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن يصل استهلاك الغاز في الهند إلى 103 مليارات متر مكعب سنويًا بحلول عام 2030.

وتتزامن هذه الطفرة مع جهود الهند لتحقيق التوازن بين تلبية ارتفاع الطلب على الطاقة وتقليص انبعاثات غازات الدفيئة، وصولًا إلى تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2070.

نمو الطلب على الغاز في الهند

أظهر التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أن سوق الغاز في الهند تشهد مرحلة جديدة من النمو، مدعومة بتوسُّع ضخم في البنية التحتية وبتوجيهات سياسية واضحة.

وكشف أن توقعات ارتفاع الطلب على الغاز تتزامن مع الموجة الجديدة من إمدادات الغاز المسال العالمية، لكنه حذّر من ضرورة التخطيط لضمان استقرار الإمدادات وتمكين الغاز من التنافس في سوق حسّاسة للأسعار.

فبعد أكثر من عقد من تراجُع النمو، ارتفع الطلب على الغاز في الهند بنسبة تجاوزت 10% في عامي 2023 و2024.

وعلى الرغم من أن استهلاك الغاز في 2023 كان أعلى قليلًا من مستويات 2011، فإن ثمة 3 عوامل رئيسة تتضافر لتحفيز هذا النمو:

• التوسع السريع في البنية التحتية.
• تعافي الإنتاج المحلي.
• توقعات بتحسُّن ظروف سوق الغاز العالمية.

تطوير البنية التحتية في الهند

يمثّل تطوير البنية التحتية عنصرًا محوريًا بدفع نمو الطلب على الغاز في الهند، مع تطورات ملحوظة منذ عام 2019، تتجلى في الآتي:

• تضاعف عدد محطات الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) 4 مرات.
• مضاعفة وصلات الغاز السكنية بأكثر من الضعف.
• توسيع شبكة خطوط أنابيب نقل الغاز بنسبة 40%.

وبحلول عام 2030، يُتوقع أن يتضاعف عدد محطات الغاز الطبيعي المضغوط ووصلات الغاز السكنية مرة أخرى، في حين ستشهد خطوط أنابيب نقل الغاز توسعًا بنسبة 50%، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفيما يخصّ استهلاك الغاز:

• سيكون قطاع توزيع الغاز في المدن الهندية المحرك الرئيس لنمو الاستهلاك حتى عام 2030.
• سيتسارع الطلب على الغاز في الهند داخل القطاعات الصناعية الثقيلة والتصنيع، ليرتفع بنحو 15 مليار متر مكعب خلال هذه المدة.
• سيشهد قطاع تكرير النفط زيادة في استهلاك الغاز، بقرابة 4 مليارات متر مكعب.

ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر الدول المستوردة للغاز المسال في 2024، حيث تأتي الهند في المركز الرابع:

إنتاج الهند من الغاز

على الجانب الآخر، أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى تغطية إنتاج الهند من الغاز لنحو 50% فقط من الطلب خلال عام 2023.

وبحلول عام 2030، من المتوقع أن ينمو الإنتاج المحلي تدريجيًا، ليصل إلى 38 مليار متر مكعب، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 8% مقارنة بمستويات 2023.

وبالنظر إلى النمو المحدود في الإنتاج المحلي، يتعين على الهند مضاعفة وارداتها من الغاز المسال، لتصل إلى 65 مليار متر مكعب سنويًا بحلول 2030.

وبحسب تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، بلغت واردات الهند من الغاز المسال العام الماضي نحو 26.60 مليون طن، مقابل 22.07 مليون طن في 2023.

وفي سيناريو تسريع السياسات المستهدفة، قد يرتفع الطلب على الغاز في الهند إلى قرابة 120 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل استهلاك الغاز الحالي في قارة أميركا الجنوبية، ومن ثم تعزز البلاد وارداتها من الغاز المسال.

ولتحقيق هذا السيناريو، ستكون هناك حاجة إلى دعم سياسي قوي، يشمل زيادة استعمال محطات توليد الكهرباء بالغاز، وتسريع تبنّي الغاز المسال في قطاع النقل الثقيل، فضلًا عن توسيع شبكة الغاز في المدن.

على الجانب الآخر، حذّر التقرير من ضرورة التخطيط لتأمين إمدادات الغاز المسال وتطوير البنية التحتية للاستيراد، لتجنُّب التقلبات في السوق بعد انتهاء العقود الحالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. الطلب على الغاز في الهند من وكالة الطاقة الدولية.
2. رسم يوضح أكبر الدول المستوردة للغاز المسال من تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة