اشتعلت النيران في شاحنة كهربائية بالعاصمة البريطانية لندن، بحادث يضع بطاريات الليثيوم أيون في موضع الاتهام مجددًا، ويعرقل الدفع نحو اعتماد مركبات صديقة للبيئة.

ووفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نُشرت أطقم متخصصة في الحريق بعد أن اشتعلت النيران في الشاحنة الكهربائية التي تبلغ قيمتها 580 ألف جنيه إسترليني (753 ألف دولار) في صباح اليوم الإثنين (28 أكتوبر/تشرين الأول 2024).

وقد نجا جميع ركاب الشاحنة دون إصابات، وما تزال التحقيقات جارية.

يُذكر أن الشاحنات التي تعمل ببطاريات الليثيوم أيون أُطلقت -مؤخرًا- تحت إشراف عمدة لندن صادق خان، جزءًا من مبادرة خضراء للحدّ من انبعاثات الكربون في العاصمة.

احتراق شاحنة كهربائية

أظهرت الصور دخانًا يتصاعد من شاحنة كهربائية ثابتة، مع القمامة والشظايا الأخرى المحيطة بها، وبرز رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد النيران.

وأرسلت فرقة إطفاء لندن (LFB) 3 فرق من بادينغتون ووحدة متخصصة للإنقاذ من الحرائق (FRU) إلى الحادث، للتعامل مع المخاطر التي تشكّلها السيارة الكهربائية، مثل إعادة الاشتعال المحتمل والأبخرة السامّة.

وقال مجلس مدينة وستمنستر، إنه سيُجري تحقيقًا كاملًا في سبب الحريق، مع التركيز على الأعطال الكهربائية المحتملة.

كان مجلس المدينة قد قدّم 45 شاحنة خالية من الانبعاثات إلى أسطول جمع النفايات، في يوليو/تموز الماضي، وطُرح الأسطول الذي تبلغ تكلفته 20 مليون جنيه إسترليني (26 مليون دولار) في البداية جزءًا من تجربة برعاية الحكومة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "ذا تيليغراف" (The Telegraph).

وقال خان في فبراير/شباط قبل التقديم الكامل للأسطول للخدمة: "أفتخر بأن السلطات المحلية في لندن كانت من بين الأوائل في البلاد الذين جربّوا ونشروا مركبات كهربائية خالية من الانبعاثات، لتقديم خدمات جمع النفايات في الخطوط الأمامية وتنظيف الشوارع".

من جانبه، أكد العضو في مجلس وستمنستر، بول ديمولدنبرغ، الصيف الماضي أن "التحول إلى الكهرباء" من شأنه أن يعمل على تحسين جودة الهواء، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2000 طن سنويًا.

وصُنعت المركبات البريطانية بوساطة شركة دينيس إيغل (Dennis Eagle)، وتُشَغَّل بوساطة شركة فيوليا للمقاولات الخاصة بالنفايات (Veolia).

" title="YouTube video player" frameborder="0">

حرائق بطاريات الدراجات الكهربائية

في سياقٍ متصل، أظهرت البيانات الصادرة في سبتمبر/أيلول 2024 ارتفاع عدد حرائق بطاريات الدراجات الكهربائية بنسبة 70% عام 2023 في جميع أنحاء بريطانيا.

ووفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، كان هناك 158 حريقًا مرتبطًا بالدراجات الكهربائية التي تعمل ببطاريات الليثيوم أيون في عام 2022، وهو رقم ارتفع إلى 270 عام 2023.

وتعاملت خدمات الإطفاء والإنقاذ البالغ عددها 49 في المملكة المتحدة مع 46% من الحرائق المرتبطة ببطاريات الليثيوم أيون لجميع الأجهزة في عام 2023 مقارنةً بعام 2022، وفقًا لبحث أجرته قبل شركة التأمين كيو بي إي (QBE).

ويبدو أن ما يقرب من ثلث حرائق بطاريات الليثيوم أيون ينطوي على دراجات كهربائية، ومعظم الباقي من الدراجات البخارية الكهربائية والسيارات الكهربائية.

ودفع ارتفاع عدد الحوادث إلى دعوات من النشطاء لاتخاذ إجراءات صارمة ضد القواعد المحيطة بإنتاج مثل هذه البطاريات وسلامتها.

حرائق سابقة في لندن

يزيد الحريق الأخير الذي شمل مركبة كهربائية من الضغوط على عمدة لندن صادق خان لمعالجة القضية، بعد أن اشتعلت النيران في 3 حافلات كهربائية بالعاصمة في يناير/كانون الثاني.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة، اشتعلت النيران في مركبة هجينة في نورث وولويتش، بشرق لندن، في يوم 12 يناير/كانون الثاني؛ إذ أظهر مقطع فيديو الحافلة وهي تحترق قبل الفجر، ثم أظهرت الصور التي التُقطت لاحقًا في أثناء النهار هيكلها المحترق.

وكانت الحافلة المعنيّة عبارة عن حافلة هجينة من طراز "ألكسندر دينيس إنفيرو 400" تعمل بالديزل والكهرباء، مع نحو 900 حافلة قيد الاستعمال عبر 78 طريقًا في لندن.

وقبل يوم واحد فقط، أُخلِيَ الركّاب بسرعة بعد انفجار ضخم مزّق الجزء الخلفي من حافلة "أوبتاري ميتروديكر" على الطريق في ويمبلدون.

وفي 25 يناير/كانون الثاني، اندلع حريق في جزء من حافلة ذات طابق واحد داخل مرآب للحافلات في بوتني، بحسب المعلومات التي نقلتها صحيفة "ديلي ميل" (Daily Mail).

في ذلك الوقت، قالت شركة الحافلات غو أهيد لندن (Go Ahead London)، في رسالة إلى موظفيها، إنها "في المراحل الأولية من التحقيق"، وإن "فحص الأسطول الاحترازي" لنحو 380 حافلة كهربائية جارٍ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..