إيجبس 2025 يناقش تحديات تهدّد استثمارات النفط والغاز في أفريقيا

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سلّط عدد من خبراء التمويل المشاركين في إيجبس 2025 الضوء على تحدٍّ يهدّد استثمارات النفط والغاز في أفريقيا، في ظل التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري واندفاع مؤسسات نحو دعم التقنيات النظيفة.

وأكدوا أن حالة عدم اليقين -التي يفرضها تحول الطاقة على قطاع الهيدروكربونات- تتسبّب في عزوف كبريات شركات الطاقة العالمية عن ضخ استثماراتها في القارة السمراء.

وتطرقوا -في مناقشاتهم خلال جلسة "زيادة رأسمال مشروعات المنبع في أفريقيا"، المنعقدة ضمن فعاليات معرض ومؤتمر مصر الدولي للطاقة إيجبس 2025- إلى أسباب تخارج بعض شركات النفط الدولية من مشروعات النفط والغاز في القارة.

وحلّل ممثلو المؤسسات التمويلية الإقليمية أسباب نقص الاستثمارات وتداعياته، وانعكاس ذلك على تراجع مستويات إنتاج الخام.

استثمارات النفط والغاز في أفريقيا

عزَت كبيرة المديرين في البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك"، ديرين فاجويتان، تراجع استثمارات النفط والغاز في أفريقيا إلى تجنّب المؤسسات المالية تمويل أنشطة المنبع، في ظل تخارج شركات النفط العالمية من بعض المشروعات.

وأرجعت هذا التخارج إلى عدم التزام المشروعات الأفريقية بمعايير البيئة والحوكمة، لذلك تفضّل الشركات العالمية الانضمام إلى شراء آخرين يلتزمون بهذه المعايير.

عمال في مواقع نفطية أفريقية
عمال في مواقع نفطية أفريقية - الصورة من The Exchange Africa

وقالت إن هناك أسبابًا أخرى لا تتعلّق بمعايير البيئة والحوكمة كشفها تخارج الشركات من أسواق أفريقية ناضجة بالفعل، ولكنها قد تتعلّق ببيئة الأعمال أو الاعتبارات المالية والربحية الأكثر جذبًا، أو تجنبًا للأضرار التي تلحق بالمحفظة إثر تحمّل النفقات التشغيلية الكبيرة.

وتطرّقت فاجويتان إلى المخاطر القانونية والسياسية التي تعوق مواصلة عمل شركات النفط الدولية في الأسواق الناضجة، مشيرة إلى أن تقييم فرص القارة الأفريقية يحتاج إلى إعادة نظر.

وشدّدت على أن نقص التمويل معضلة حقيقية أمام قطاع الهيدروكربونات في القارة، غير أن اقتناص فرص الاستثمار القوية والناجحة أكثر أهمية، لأنه بالتبعية يوفّر التمويل.

ودعت المسؤولة في البنك الأفريقي إلى دعم الشركات متوسطة الحجم التي تعاني من تخارج الشركات الدولية، من قِبل البنوك الإقليمية وغيرها.

مرافق النقل والبنية التحتية

شخّص رئيس قسم موارد الطاقة لدى مؤسسة التمويل الأفريقية "إيه إف سي AFC"، رويل أندروز -خلال مشاركته في إحدى جلسات إيجبس 2025- معضلة نقص استثمارات النفط والغاز في أفريقيا والعجز عن تسويق المنتجات في غياب البنية التحتية خاصة خطوط النقل.

وضرب مثالًا بنقص خطوط نقل الغاز رغم توافر موارده في القارة السمراء، مشيرًا إلى أن ضعف المرافق والبنية التحتية يُجبر شركات النفط العالمية على التخارج.

وأوضح أندروز أن مؤسسة التمويل الأفريقية تبحث عن فرص لدعم مرافق وبنية النقل التحتية، بهدف دعم تسويق إنتاج مشروعات المنبع.

وقال إن اتجاه التمويل الإقليمي يركّز حاليًا على مشروعات الغاز المصاحب وغير المصاحب، بوصفه وقودًا انتقاليًا يمكنه سد الفجوة بين التحفظ العالمي على الاستثمار في الوقود الأحفوري المباشر والموارد المتجددة.

وأشار إلى أنه من الممكن توجيه هذا الدعم إلى الاستثمارت المتجدّدة الصديقة للبيئة في مراحل مستقبلية، موضحًا أن تمويل الاستثمارات الإقليمية يشمل أيضًا قطاع التكرير وسلسلة القيمة بالكامل.

فرص تعزيز الطلب

كشف نائب رئيس شركة التصنيع وخدمات الطاقة السعودية "طاقة" TAQA، حسام أبوسيف، عن أن ثمة تعاونًا بين الشركة وبعض دول شرق أفريقيا، خاصة تنزانيا وأوغندا، وقد يتسع نطاق التعاون ليشمل كينيا وإثيويبا في مراحل لاحقة.

وأكد أن هناك فرصًا قوية لتعزيز الطلب على الطاقة في أفريقيا، عبر تسريع الإنتاج وجذب الاستثمارات، للاستفادة من الإمكانات والموارد المتاحة.

وأشاد أبوسيف بالتنوع في مشروعات الاستدامة والطاقة البديلة بالقارة، بالإضافة إلى توسعات الطاقة الحرارية الأرضية.

وفي الوقت ذاته، يرى نائب رئيس الشركة السعودية أن هناك حاجة ملحة إلى المزيد من اللوائح التنظيمية لدعم هذا التنوع، خاصة أن الشركات الخاصة في القطاع تتطلّع إلى استغلال موارد القارة وبنيتها التحتية.

الدكتور حسام أبو سيف
الدكتور حسام أبوسيف - الصورة من صفحته الشخصية

وتطرّق المدير المستقل غير التنفيذي لدى بنك فيديليتي (Fidelity Bank)، هنري آيكم أوبيه، إلى بعض التحديات التي تواجه تأمين تمويل مشروعات المنبع في أفريقيا، ومن بينها: فجوة البنية التحتية، واعتبارات الامتثال، والمشكلات التنظيمية، والتقلبات السياسية.

وضرب مثالًا بنيجيريا التي شهدت سحب شركات نفط عالمية استثمارتها منها مؤخرًا، ما دفع الحكومة إلى طرح جولة عطاءات لتشجيع شركات النفط والغاز المحلية على الاستثمار في أصول المياه العميقة.

وسلّط أوبيه الضوء على تأثير أسعار الطاقة والكهرباء وضعف الإمدادات في تعطيل مشروعات الهيدروكربونات، مشيرًا إلى أن الشراكة بين القطاعَيْن العام والخاص قد تساعد في سد فجوات القارة السمراء.

إنتاج النفط في أفريقيا

قال المدير التنفيذي للجنة استثمارات الطاقة في أفريقيا، زكريا دوسو، إن إنتاج النفط في أفريقيا تراجع مما يزيد على 10 ملايين برميل يوميًا عام 2018، إلى أقل من 7 ملايين برميل حاليًا.

وكشف عن أن اللجنة بصدد إنشاء "بنك الطاقة الأفريقي" في الآونة الحالية، للتركيز على تمويل قطاع الغاز والكهرباء برأسمال يصل إلى 5 مليارات دولار، في غضون السنوات الـ5 المقبلة.

وبحسب دوسو، تُشير دراسة إلى أن رأس المال الاستثماري المتوقع للقطاع خلال السنوات الـ5 المقبلة يُقدّر بنحو 66 مليار دولار، تمثّل استثمارات المنبع 53% منها.

وأكد، خلال مشاركته في الجلسة، أن نقص الاستثمارات والتمويل سبب في تراجع الإنتاج، مشيرًا إلى تعرّض القطاع إلى سحب الاستثمارات نتيجة التخارج والعزوف عن التطوير.

وتطرّق إلى اكتشافَيْن في ساحل العاج خلال عام 2022 و2024، لكن كان للشركات الأجنبية -مثل إيني الإيطالية- دور أكثر أهمية في اكتشافات النفط في البلاد، ما يعكس استمرار الاعتماد على الشركات غير الإقليمية والمحلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق