07:03 م - السبت 22 فبراير 2025
0
هشام عز العرب الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي مصر CIB
- هشام عز العرب: تحرير سعر الصرف يعزز استقرار الاقتصاد..والمركزي سيتجه لتخفيض الفائدة تدريجيًا
- تحريك سعر الصرف بحرية يحمي الاقتصاد من صدمات التثبيت والأخطاء السابقة
- منحنى العائد المقلوب يعكس توقعات بانخفاض الفائدة.. والمركزي يتجه لنهج تدريجي في التخفيض
أكد هشام عز العرب، الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي – مصر (CIB)، على أهمية تحرير سعر الصرف وتركه يتحرك بحرية وفقًا لقوى العرض والطلب لتحقيق استقرار اقتصادي فعّال، وشدد على ضرورة التخلي عن المفهوم القديم الذي يربط بين سعر الصرف وكرامة الدولة، مشيرًا إلى أن سعر الصرف وسعر الفائدة هما أدوات يستخدمها البنك المركزي لضبط السياسة النقدية والتحكم في معدلات التضخم.

وأوضح عز العرب أن تجربة تثبيت سعر الصرف في الماضي أثبتت عدم جدواها، حيث أدت إلى صدمات اقتصادية كبيرة عندما تم تثبيت قيمة الجنيه أعلى من قيمته الحقيقية، مما أسفر عن تغيرات حادة في الأسعار تراوحت بين 20% و40%. وأكد على أهمية السماح للسوق بتحديد سعر الصرف بشكل طبيعي لتجنب تكرار هذه الصدمات.
وأشار إلى أن السياسات السابقة التي اعتمدت على التثبيت غير الواقعي للجنيه تسببت في اضطرابات اقتصادية، لذا فإن ترك سعر الصرف يتحرك بحرية سيساعد في عكس قوى العرض والطلب الفعلية، كما لفت الانتباه إلى أن العقود المستقبلية غير القابلة للتسليم (NDF) تُسعر الجنيه حاليًا عند 58 جنيهًا للدولار، بناءً على فروق أسعار الفائدة بين الجنيه المصري والدولار الأمريكي.
وأضاف عز العرب أن السيطرة على معدلات التضخم تُعد العامل الحاسم في تخفيض أسعار الفائدة بشكل تدريجي، مشيرًا إلى أن تحقيق معدلات تضخم مستقرة ومماثلة للمستويات العالمية سيساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي.
وفي سياق متصل، صرح هشام عز العرب بأن منحنى العائد على سندات الحكومة وأسعار الفائدة يشهد حالياً انعكاسًا واضحًا (Inverted)، مما يعني أن أسعار الفائدة على الأجل القصير أصبحت أعلى من نظيرتها على الأجل الطويل. وأوضح أن هذا يعكس توقعات السوق بانخفاض أسعار الفائدة مستقبلاً، خصوصًا مع استمرار تراجع معدلات التضخم.
وأضاف عز العرب أن البنك المركزي من المتوقع أن يتبع نهجًا تدريجيًا في خفض أسعار الفائدة، على عكس الوتيرة السريعة التي اتبعها في رفعها سابقًا. وأشار إلى أن الرفع كان ضروريًا في السابق لتعويض التأخر في اتخاذ القرار، بينما في مرحلة التخفيض الحالية، سيتجنب البنك المركزي اتخاذ قرارات حادة أو ما يُعرف بـ front-loaded decisions، مثل خفض الفائدة بنسبة 5% دفعة واحدة. وبدلاً من ذلك، سيتبع نهجًا مدروسًا وتدريجيًا بسبب الحاجة إلى إعادة ضبط التوازنات الاقتصادية.
أكد عز العرب احترامه لنهج الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تحقيق التوازن، وأشار إلى استقلالية البنك المركزي في اتخاذ قراراته رغم الضغوط. وأوضح أن القرار المناسب في المرحلة الحالية يتوقف على تحديد نسبة الخفض الملائمة، سواء كانت 1% أو 2%، وذلك وفقًا لتوقعات التضخم (Inflation Expectations).
وأوضح عز العرب أن توقعات التضخم في مصر بدأت تأخذ منحنى هبوطيًا، مشيرًا إلى أن السوق كان في السابق يسعر المنتجات على أساس توقعات غير واقعية مثل وصول الدولار إلى 80 جنيهًا أو بلوغ الفائدة 40% والتضخم 50%. لكن الآن، بدأت هذه التوقعات تتغير، وأصبح التركيز على القدرة على الشراء (Affordability).
وأشار إلى أنه مع تراجع القدرة الشرائية، يضطر أصحاب المنتجات إلى تقديم حوافز للمستهلكين أو خفض الأسعار لمواكبة السوق. واستشهد بمثال على ذلك، قائلًا: “من غير المنطقي شراء هاتف بسعر يعادل 2,200 دولار في مصر بينما سعره في أمريكا 1,000 دولار فقط، أو دفع أضعاف سعر السيارة محليًا مقارنة بالخارج”.
واختتم عز العرب حديثه بالتأكيد على أن هذا الاتجاه نحو انخفاض القدرة الشرائية سيساهم في تراجع توقعات التضخم، مما يُمكّن البنك المركزي من خفض الفائدة بشكل مدروس ومناسب خلال الفترة المقبلة.
0 تعليق